تبادل التحذيرات الشديدة بين واشنطن وبكين حول بحر الصين الجنوبي

نشر في 31-05-2015 | 11:50
آخر تحديث 31-05-2015 | 11:50
No Image Caption
تبادلت الولايات المتحدة والصين التحذيرات والانتقادات الشديدة في عطلة نهاية الأسبوع أثناء قمة حول الأمن في آسيا، بشأن موضوع السيطرة على مناطق استراتيجية في بحر الصين الجنوبي.

وتأخذ الولايات المتحدة وكذلك دول مشاطئة تتنافس على السيادة على هذه المناطق الواقعة على هذه الطريق البحرية ذات الأهمية الأولوية، على بكين عدائيتها وقيامها بعمليات ردم لفرض الأمر الواقع.

وأثناء مؤتمر في سنغافورة يضم كبار المسؤولين العسكريين اعتبر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر السبت أن ما تقوم به بكين في بحر الصين الجنوبي "لا يتفق مع القواعد والمعايير الدولية".

ونقطة التوتر تقع حالياً في جزر سبارتليز الأرخبيل المرجاني المترامي في بحر الصين الجنوبي الذي يمتد على مساحة نحو 410 آلاف كيلومتر مربع، وتقع هذه الجزر عند تقاطع طرق بحرية استراتيجية للتجارة العالمية ويُعتقد أنها تحوي احتياطات كبيرة من المحروقات.

ويتنازع السيادة الكاملة أو الجزئية على هذه الجزر (أكبرها بطول 1,3 كلم إن أخذت بالاعتبار الجزر "الطبيعية") كل من الصين وفيتنام والفيليبين وبروناي وتايوان وماليزيا.

وتقوم بكين التي تطالب بالسيادة على كامل بحر الصين تقريباً، في هذه الجزر بعمليات ردم ضخمة لتحول أرصفة مرجانية إلى مرافىء وبنى تحتية مختلفة، فيما تخشى دول المنطقة تنامي قوة العملاق الصيني.

فقبل بضعة أيام طلب الجيش الصيني من طائرة مراقبة بي-8 بوسيدون تابعة للبحرية الأميركية مغادرة المنطقة المذكورة التي كانت تحلق فوقها، لكن الطاقم تجاهل هذا الطلب.

وقال آشتون كارتر محذراً "يجب أن لا يكون هناك سوء فهم، فالولايات المتحدة ستحلق وستبحر وستتحرك في أي مكان تسمح به القوانين الدولية كما تفعل القوات الأميركية في العالم أجمع".

لكن آشتون أقر في الوقت نفسه بأن هذه الأفعال لا تقتصر على الصين لوحدها بل أن دولاً أخرى تقوم بمثلها ولكن على مستوى أدنى ونطاق أضيق، كفيتنام (48 جزيرة اصطناعية) والفيليبين (8) وماليزيا (5) وتايوان (1).

وأضاف "إلا أن هناك دولة واحدة مضت أسرع بكثير وأبعد بكثير من أي دولة أخرى، وهي الصين، الصين تطالب بالسيادة على ألفي آكر أي أكثر من جميع المطالبين الباقين مجتمعين وأكثر مما شهدته المنطقة في تاريخها برمته، والصين فعلت ذلك في غضون الأشهر الـ 18 الأخيرة فقط".

وأكد الوزير الأميركي السبت "قبل كل شيء نريد تسوية سلمية لكل النزاعات، وفي سبيل ذلك يجب أن يكون هناك وقف فوري ودائم لأعمال الردم من جانب كل المطالبين" بالسيادة على أرخبيل سبراتليز.

وأضاف "نحن نعارض أيضاً أي عسكرة إضافية للمناطق المتنازع عليها"، مشدداً على أن القوات الأميركية ستواصل الدخول إلى ما أسماه المياه والأجواء الدولية في هذه المنطقة المتوترة.

واليوم الأحد خفف الأميرال سن جيان قوه نائب رئيس هيئة أركان جيش التحرير الشعبي من التوتر ونفى الاتهامات الأميركية.

وقال أثناء هذا المؤتمر السنوي نفسه "أن الوضع في بحر الصين الجنوبي هو بشكل عام هادىء ومستقر، ولم يسبق أن حدثت فيه أبداً أي مشكلة تتعلق بحرية الملاحة".

وأضاف أن "الصين قامت ببناء بعض الجزر والشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي، وذلك أساساً بغرض تحسين وظائف الجزر والشعاب ذات الصلة، وتحسين ظروف العمل والمعيشة للأفراد المتمركزين هناك".

وأكد المسؤول العسكري الصيني أنه "فضلاً عن تلبية الاحتياجات الدفاعية اللازمة، فإن هذه الأعمال ترمي بالأكثر إلى تحسين قدرة الصين على تحمل مسؤولياتها وأداء التزاماتها الدولية في ما خص البحث والإنقاذ البحري، والوقاية من الكوارث، والإغاثة والبحث العلمي البحري، ومراقبة الأرصاد الجوية وحماية البيئة وسلامة الملاحة، وإنتاج مصايد الأسماك، والخدمات".

وكرر الأميرال سن موقف السلطات الشيوعية الذي يؤكد على أن سيادة بكين على هذه المناطق "غير قابل للنقاش" ويستند إلى "مسوغات تاريخية وقانونية".

وأضاف أن الصين تلعب دوراً ايجابياً من أجل "السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".

وعبّر السفير الصيني في الولايات المتحدة كوي تيانكاي في حديث إلى وول ستريت جورنال في عطلة نهاية الأسبوع عن أسفه للهجة واشنطن الحاقدة التي تهدد بحسب قوله بـ "زعزعة استقرار" المنطقة.

كما أعرب وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين عن تخوفه من أن تؤدي هذه الخلافات إلى نشوب "أحد أكثر النزاعات دموية في زمننا الحاضر إن لم يكن في التاريخ".

ودعا الأطراف المعنية إلى اعتماد "مدونة سلوك"، وهو اقتراح دافع عنه البيت الأبيض.

back to top