أكد محافظ شمال سيناء الأسبق، اللواء علي حفظي، حق الدولة المصرية في اتخاذ كل ما تراه مناسباً لحفظ أمنها القومي، معتبراً أن التعويضات التي تدفعها لأهالي مدينة رفح الحدودية تنفي ما يتردد عن تهجيرهم قسرياً.

Ad

وشدد حفظي، في حوار مع «الجريدة»، على أن تنمية سيناء هي السبيل الوحيد لمواجهة التنظيمات الإرهابية هناك، وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف ترى المشهد حالياً في شمال سيناء؟

- مشهد ملتبس، لكونه مرتبطا بمصالح أطراف مختلفة إقليمية ودولية ومحلية، والالتباس ليس وليد الفترة الحالية، فمع نهاية عقد التسعينيات كان هناك المشروع القومي لتنمية سيناء، وقتما كان الدكتور كمال الجنزوري رئيساً للحكومة، وكانت الدولة تتجه بقوة إلى تنفيذ ذلك البرنامج التنموي، إلا أن تنميتها كانت تتعارض مع مصالح الأطراف الخارجية، ومن وقتذاك حدث مُتغير بالغ الأهمية، تمثّل في وقوع سلسلة تفجيرات حالت دون الاستمرار في مشروعات التنمية.

• ماذا عن شكل المؤامرة التي تتعرض لها سيناء؟

- المؤامرة على سيناء قديمة، بدأت بمحاولات خارجية عبر المحاولات المتكررة لاحتلال إسرائيل لسيناء، لكنهم فشلوا، ومنذ ذلك الوقت قرروا الاعتماد على استراتيجية الهدم من الداخل، من خلال دعم العناصر الإرهابية، التي تحول دون إتمام عملية التنمية، والتي تتعارض بشكل كبير مع المصالح الخارجية، وخاصة الإسرائيلية، التي سعت إلى الوصول إلى تسوية للقضية الفلسطينية عبر نقل سكان قطاع غزة إلى سيناء، وسكان الضفة إلى الأردن.

• كيف يمكن القضاء على تلك الجماعات الإرهابية؟

- القضاء على تلك المؤامرات يتطلب أولا بدء الدولة في عمليات التنمية في شبه جزيرة سيناء، لأن التنمية هي السبيل الوحيد للقضاء على الجماعات الإرهابية، فضلاً عن العمل على زيادة الوعي والتنوير لدى الشباب، وإقامة جيل جديد قوي المناعة، في مواجهة تلك الأفكار الهدامة، كل ذلك إلى جانب، العمليات الأمنية التي لابد أن تتمثل في القيام بضربات استباقية للجماعات الإرهابية في سيناء، فضلا عن ضرورة ردم «الأنفاق» الموجودة على الحدود مع قطاع غزة، والتي تعد بمنزلة «ينابيع شر»، إلى جانب اتخاذ موقف من حركة حماس.

• ماذا عن اتهامات البعض بأن إقامة مصر منطقة عازلة على الحدود من أشكال التهجير؟

- القيادة السياسية والعسكرية المصرية، لها الحق في اتخاذ ما تراه مناسباً في شمال سيناء، لتحقيق الأمن القومي عبر الحدود الشرقية، وما يحدث في سيناء لا يعد تهجيراً قسرياً، وخاصة أن القيادة السياسية قررت دفع تعويضات مناسبة للأهالي هناك.

• تحدثت عن أهمية وعي المواطنين، ما الرسالة التي تود أن تبعث بها إلى الشعب المصري؟

- المصريون من أكثر شعوب العالم وعياً، فهو شعب قام بثورتين، بهدف الوصول إلى حريته، لذلك لابد من ضرورة التنوير وزيادة وعي الشعب بما يحدث من أشكال الصراع، وخصوصا وعي الجيل الجديد بأهمية التوحد والاستفادة من تجربة الجيل القديم الذي حافظ على البلاد حتى حقق نصر السادس من أكتوبر، وحوّل الحالة من انكسار إلى انتصار.