كيف ستنعكس على إسرائيل ضربة عسكرية لإيران؟

نشر في 09-04-2015 | 00:11
آخر تحديث 09-04-2015 | 00:11
No Image Caption
يعتبر مراقبون أن الموقف الإسرائيلي من الاتفاق النووي يمر في أزمة، نظراً للخيارات الصعبة التي يفرضها، خصوصاً لجهة توجيه ضربة إلى إيران وتدمير قدراتها النووية.

وإذ بات من المعروف موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته الأمنية المصغرة من الاتفاق، ووصفهما إياه بـ«السيئ»، فإن تكرار ما فعلته إسرائيل قبل 30 عاماً، حين قصفت مفاعل «أوزيرك» العراقي، ممكن عسكرياً، لكن لا يمر دون انعكاسات كبيرة عليها.

ويشير المراقبون إلى أن ضربة ناجحة على المنشآت الإيرانية قد تؤدي إلى إضعاف البرنامج النووي وعرقلته سنوات عدة، لكنها لن تزيل قدرات إيران النووية.

وبعد هكذا هجوم، يرجح أن تستمر إيران في العمل بمنشآت جديدة مع المزيد من الشرعية الدولية للشروع ببرنامج نووي عسكري في مواجهة التحديات العسكرية المستقبلية لسيادتها واستقرارها.

ويعتقد هؤلاء أن «اتفاق الإطار»، الموقع في لوزان، يفرض قيوداً تتراوح بين 10 و15 سنة (وفق نوع النشاط)، وهي تعد أطول من الفترة اللازمة لإيران كي تعاود وضع برنامجها النووي على المسار الصحيح في حال وجهت ضربة إسرائيلية.

ومع وجود اتفاق إطار بين إيران ومجموعة الدول «الخمس + واحد»، سيضع هكذا عمل إسرائيل في مسار تصادمي مع هذه المجموعة، وستتأثر العلاقات الثنائية مع دولها أيضاً، وكذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية بين وكالات المخابرات.

إضافة إلى ذلك، قد تسعى بعض الدول إلى معاقبة إسرائيل على أفعالها، من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو من خلال قرار في مجلس الأمن يدين السلوك الإسرائيلي، ويطالب بإجراءات عملية ضد الدولة العبرية.

وهكذا لا يستبعد المراقبون أن تنتقل العلاقات الأميركية - الإسرائيلية من مرحلة التوتر إلى أزمة حساسة، فواضح أن أوباما يرى أن هذا الاختراق الدبلوماسي مع إيران بمنزلة إنجاز عظيم له.

وفي حين أن الولايات المتحدة قد تستمر في مساعدة إسرائيل إذا هاجتمها إيران مباشرة أو بواسطة أدواتها، فإنها لن تحصّنها إزاء دفع الأثمان الدبلوماسية.

ومن المحتمل أن تصبح واشنطن أقل رغبة في الدفاع عن سلوك إسرائيل في المحافل الدولية (بشكل رئيس في ما يخص عملية السلام). والأهم من ذلك أن الإدارة الأميركية قد تستخدم هذه الأزمة لانتزاع تنازلات من إسرائيل كثمن لإعادة تطبيع العلاقات. كذلك فإن ضربة إسرائيلية لإيران قد تؤدي إلى انهيار نظام العقوبات الدولية المفروضة عليها، والذي عملت إسرائيل على تقويته، وكان آلية مؤثرة بشكل بالغ بالضغط على الجمهورية الإسلامية.

ومع أن المراقبين يرجحون ألا تؤدي ضربة عسكرية ضد إيران إلى انحسار التفاهمات بين إسرائيل والأنظمة العربية المعتدلة التي تقيم معها علاقات، فإنهم يتوقعون اتجاه التنسيق والتعاون العربي - الإسرائيلي إلى التأزم.

كذلك يعتقد المراقبون أن ضربة إسرائيلية ستشعل ردة فعل عسكرية إيرانية مباشرة ضد إسرائيل، وغير مباشرة عبر أدوات إيران في المنطقة كحزب الله (من جنوب لبنان وسورية) وحماس (من غزة وربما من الضفة الغربية)، وضد أهداف إسرائيلية في الخارج.

أخيراً، يتوقع استمرار النقد اللاذع من إسرائيل، بما في ذلك متابعة التعهد بالعمل على مكافحة الاتفاق في الكونغرس وأماكن ذات صلة، ودعوة المجتمع الدولي إلى استمرار نظام العقوبات ومواصلة التفاهم مع الأنظمة العربية المعتدلة.

وسيتم دعم هذه الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية بمواصلة المراقبة الاستخباراتية لأنشطة إيران النووية وانخراطها في النزاعات الإقليمية.

ويخلص المراقبون إلى أن اختيار القيام بضربة على إيران يجب أن يأخذ بعين الاعتبار عواقب هكذا قرار. وفي ضوء هذه المعطيات، ليس منطقياً القيام بعمل من هذا النوع حالياً.

back to top