«1980 وأنت طالع»... أعاد الحياة إلى المسرح المصري

نشر في 30-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-03-2015 | 00:01
{1980 وأنت طالع}، ابتسامة وصرخة أطلقتها فرقة {أستديو البروقة المستقلة} المسرحية (14 شاباً وفتاة) من خلال عمل مسرحي يتضمن لوحات، تعكس أوضاع جيل من الشباب، تحديداً مواليد الثمانينيات، والمشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يواجهونها، على مدى ساعة ونصف الساعة هي مدة العرض الذي يحرض المتفرج على الضحك والبكاء في آن.
يؤكد مخرج المسرحية محمد جبر، في لقاء مع {الجريدة}، أن الإقبال الجماهيري غير المسبوق الذي تشهده المسرحية تخيله في أحلامه مستبعداً حصوله في الواقع، لكنه أصبح الآن حقيقة ملموسة، مشيراً إلى أن تجربته بدأت بعد ثورة 25 يناير بأيام، خلال بحثه مع أصدقائه الممثلين عن انطلاقة لأفكارهم وتجسيد هموم أبناء جيلهم وأحلامهم.

يضيف: {بدأنا العمل بعد الثورة في مسرح الجيزويت من دون مقابل مادي، بعدها قدمت الفرقة عرضها في مسرح {قصر ثقافة الطفل}، التابع لوزارة الثقافة المصرية، لكن لسبب غير معروف رفضت إدارة المسرح استمرارنا على خشبتها}، مشيراً إلى أن الفرقة واجهت صعوبات في السنوات الماضية، بحثاً عن مكان وكلفة قليلة تتناسب معها، خصوصاً أن فريق العمل تكفل بتكاليف المسرحية، بعدما طرق الأبواب للخروج بالتجربة إلى النور من دون فائدة، إيماناً من أفراده بما يقدمون وإصراراً على تخطي العوائق.

جهود فردية

ثمن التذكرة 10 جنيهات، إن توافرت، يوضح جبر في هذا الصدد: «يستوعب المسرح 700 كرسي، فيما يجلس على أرضه ما يزيد على 200 شخص، وهو أمر اعتبرته الفرقة حلماً يتحقق أمام أعينها، بعدما كانت تحلم بأن يحضر العرض 70 متفرجاً، مع ذلك تحرص على عدم رفع سعر التذكرة، أو قبول أي دعم مادي من أي جهة أو شخص بعينه، لتكون وحدها صانعة الحلم الذي طالما تمنته».

عبر 14 لوحة درامية، تناول فنانون تتراوح أعمارهم بين 23 و35 عاماً، مشكلات جيل الثمانينيات، من خلال رؤية هزلية ساخرة ومريرة لظروف حياتية، أصابت هذا الجيل بالحيرة والتخبط وتأرجح الأمل المستمر، خصوصاً بعد اندلاع ثورة 25 يناير في 2011.

يرفض المخرج تصنيف المسرحية باعتبارها سياسية، مؤكداً أن أربع لوحات فحسب تتناول قضايا سياسية من أصل 14، أي لا تتعدى 25% من مجمل العرض، بينما تستعرض اللوحات الباقية مشاكل الشباب كالبطالة و{العنوسة» كما يطلق عليها المجتمع، النظرة الذكورية، المحسوبية، فضلا عن تحية إلى شهداء الثورة المصرية، ولوحة درامية تصور مصر عام 2050، وإلى أي مدى ستتطور العلاقات الإنسانية والتكنولوجيا والمجتمع عموماً.

ينتهي العرض كما بدأ، بمشهد «صورة تذكارية»، يلتقطها أحد أفراد المجموعة ويذكر كل شخص اسمه الحقيقي، تعكس التركيز على جيل الثمانينيات، ورغم تناوله مشاكل الشباب من دون روتوش، إلا أنه يحرص، في النهاية، على التمسك بالأمل والتفاؤل طالما استمرت الحياة.

جذب النجوم

حازت مسرحية «1980 وأنت طالع» جائزة أفضل عرض مسرحي (2013) في «المهرجان القومي للمسرح» الذي تشرف عليه وزارة الثقافة المصرية، ونال مخرجها جائزة أفضل مخرج صاعد (2013)، وحازت الفرقة جائزة عرض مجاني لمدة أسبوع على مسرح الدولة، إلا أن المعوقات الإدارية حالت دون تسليمها المسرح من دون أسباب منطقية.

 الطريف أنه، بعد نجاح العرض المسرحي، وجه مسرح الدولة دعوة إلى الفرقة لعرض المسرحية، لكنها رفضت بشكل قاطع، ويفسر جبر الأسباب: «حاولنا مراراً طلب مساعدة مسرح الدولة ودعمه للعرض المسرحي، إلا أننا جوبهنا بالرفض، والآن بعد نجاح العرض تريد إدارة المسرح تقديمه، فبأي منطق نعطي نجاحنا للآخر؟».

جذب عرض «1980 وأنت طالع» ليس الجمهور العادي فحسب، بل حضره نجوم ومخرجون من بينهم: هند صبري، بسمة، درة، منى زكي، المطرب هاني عادل، الإعلامي طارق نور، كذلك د. عمرو حمزاوي، المخرج يسري نصر الله والفنان صبري فواز وغيرهم.

يؤكد جبر أنه يطالب بالحرية، ولن يسمح لنفسه أو لأحد بأن يصنف الجمهور طبقاً لإيديولوجيتهم»، موضحاً أن الفرقة لا تتبنى موقفاً سياسياً محدداً تفرضه على الجمهور، لأن أفرادها يختلفون في ما بينهم، أيضاً، ويرفضون تصنيف العرض بأنه سياسي.

back to top