السينما اللبنانية تستعيد حركتها... أفلام مرتقبة وشباك التذاكر تدب فيه الحياة
منذ أن دارت عجلة الإنتاج السينمائي اللبناني بزخم، لم تتوقف الكاميرات عن التصوير بل ازدادت سرعة مع الوقت، وبات من الواضح القول إن لبنان خطا خطواته الأولى على طريق الصناعة السينمائية. في هذا الإطار، تستعد صالات السينما في لبنان لعرض مجموعة من الأفلام اللبنانية ابتداء من مطلع 2015.
رودني حداد: شخصياتي واقعية
ينشغل الممثل رودني حداد في تصوير مشاهده في الفيلم السينمائيUne Histoire De Fou وسيبدأ، في سبتمبر، التحضيرات الجديّة لفيلمه الخاص الذي يكتبه ويخرجه ويمثل فيه، وهو يشبه، إلى حدّ ما، مسرحيات تشيخوف. يوضح في حديث له أنه يواجه من خلال الفيلم الفكر التكفيري في العالم والفساد المتفشّي، وذلك بأسلوب أخلاقي عالٍ، وعبر سرد زمن معيّن في حياة الشخصية الأساسية وكيفية تطوّرها ووجهة نظرها في أمور معيّنة، {وهي صادقة، تعيش في مدينة معروفة في الأطراف وليس في بيروت التي هي خليط من الحضارات والثقافات المتنوعة}. حول رأيه بالأفلام السينمائية اللبنانية يضيف: {يحاولون تسويق الفيلم اللبناني وهذا أمر جيّد، يحتاج لبنان سنوياً إلى عرض بين خمسة وسبعة أفلام جيّدة، عندها يمكن القول إننا نبلغ مرحلة الصناعة السينمائية بعد 20 عاماً. في السابق كانت ثمة أفلام جيّدة إنما اقتصرت على مبادرات فردية}.عما إذا تحقق التنوع على صعيد القضايا السينمائية يتابع: {لا يمكن تسمية الشخصيات من دون دلالة طائفية، لأننا نزيل بذلك الخلفية الاجتماعية للشخصية، التي هي مهمّة، إذ لا يمكن التهرّب منها أو تفادي الإشارة اليها. ثمة نية إنتاجية لتقديم أعمال سينمائية، لكنهم لا يدركون كيفية اختيار المواضيع. إلى ذلك ثمة نوع من الادعاء، إذ لا أعتبر أن مخرج إعلانات أو كليب مؤهل لتقديم فيلم سينمائي نوعي، لأنه يحتاج إلى فكر وثقافة عامة وقدرة تواصل مع الآخرين، وإجادة التقنيات. الاختصاص الجامعي وحده غير كافٍ، ويحتاج الطلاب إلى إعداد جيّد ليصلوا جاهزين إلى سوق العمل.كارمن لبّس: مستوى متقدمتشارك الممثلة كارمن لبس في فيلم {زهرة فؤادي} من إنتاج شركة {أرز برودكشن}، كتابة الإيراني محمد غلامي، وبمشاركة رضا اسكندر المشرف العام على الإنتاج، وإخراج الإيراني علي غافري واللبناني أحمد يوسف. العمل جارٍ على توليفه، على أن يُعرض في 2015 في صالات سينمائية لبنانية معيّنة.حول الفيلم الذي تؤدي فيه دور أم الشهيد تقول: «يتمحور حول شاب أطلع والدته نيته القيام بعملية استشهادية ضد الإسرائيليين، وبعدما نفّذ قراره أخفت الأم استشهاد ابنها طيلة 18 عاماً، موهمة الناس بأنه مسافر إلى الكويت ويرسل إليها الأموال، فتحاملت على جرحها وألمها».تضيف: «هذا الدور قوي ومفعم بالأحاسيس الإنسانية، خصوصاً أن هذه المرأة لا تزال حيّة تُرزق كذلك زوجها، ولا أدري مدى تقبّلها لفكرة أن تكون قصتها فيلماً سينمائياً. شخصياً، كنت لأرفض ذلك. في النهاية، القصة حقيقية، وهذا الفيلم شبيه بأي فيلم آخر، لذا من واجب صالات السينما تقييمه تقنياً ليس على صعيد المضمون، وترك قرار حضوره أو عدمه للجمهور».تشير إلى أن المستوى السينمائي في لبنان في تقدم مستمر، وتتابع: «للأسف، يقولبون الفنان وفق الأعمال التي يقدّمها فيضعونه في خانة الفريقين السياسيين 8 أو 14 آذار، علماً أن ذلك تخلّف فكري، لأنني مثّلت في فيلم «شتّي يا دني» الذي يتناول قضية المخطوفين اللبنانيين في السجون السورية، وفي فيلم «33 يوم» الذي يتمحور حول حرب يوليو. أشارك في الأعمال بمعزل عن رأيي السياسي لأن الاختلاف بالرأي يطوّرنا فكرياً، لذا يجب أن نحترم الآخر بغض النظر عن رأيه، فليس الاختلاف بالرأي عداوة لأن ثمة أموراً تجمعنا غير السياسة». عادل سرحان: متفائل بالحركة السينمائيةيتفاءل المخرج اللبناني عادل سرحان بالحركة السينمائية في لبنان التي تفعّل عجلة الإنتاج، ويعتبرها أمراً جيّداً بغض النظر عن النوعية، وما إذا كانت أفلاماً تجارية أم هادفة، مؤكداً أن العمل الجيّد وحده يبقى في النهاية وتتذكره الأجيال المقبلة.حول فيلمه الجديد {إيلي وعلي} الذي يستعدّ للبدء بتصويره يقول: {هو فيلم جريء يعالج الطائفية التي تطغى على مجتمعنا، سيصوّر بداية العام المقبل في لبنان ودبي وأميركا، وأنا متفائل بتحقيقه النجاح}.يضيف: {لم أتطرق إلى تفاصيل سلبية في العلاقة بين الطوائف، بل سلّطت الضوء على النواحي الإيجابية في التعايش المشترك، وأعددت أبحاثاً لملامسة الحقائق في بلدنا التي عرفتها الأجيال منذ مئات السنين، وذلك بهدف إظهار قدرتنا على التعايش معاً، خصوصاً أننا شكّلنا مقصد الدول العربية في الماضي، وسكن العرب بهوياتهم المختلفة في مدننا وفي مبنى واحد من دون أي خلاف أو إشكال، من هنا غاية الفيلم إثبات أننا في اتحادنا نواجه الإرهاب}. يتابع: {يتضمن الفيلم نهفات كوميدية عفوية من واقع الحياة، بالتالي يجب أن تكون معالجته حقيقية وصادقة، لا سيما أننا اكتشفنا أن الجمهور يعشق الكوميديا أكثر من التراجيديا الصرف}.يعتبر أن {الحروب والأزمات الحاصلة في الدول العربية والأحداث غير المألوفة التي نشهدها، ستوّلد أفلاماً شبيهة بفيلمي المرتقب. ثمة حالات إنسانية ووطنية في لبنان والعراق وسورية ومصر فتحت الآفاق أمام المفكرين والكتّاب لنقل هذا المشهد في أعمالهم، على غرار المجازر التي تعرّض لها الأيزيديون في العراق وأحداث سد الموصل، وما يحصل في الرقة وحلب وغيرها من الدول، كلها ستتجسّد في آلاف الأفلام حول العالم لا في العالم العربي فحسب}.إيلي ف. حبيب: أهمية شباك التذاكرانتهى المخرج إيلي ف. حبيب من تصوير فيلمه السينمائي Vitamine، وهو أحد أكثر المهتمين بالسينما اللبنانية، مع أنها غير مدعومة وشباك التذاكر غير مربح.يقول في هذا المجال: {صحيح أن السينما اللبنانية غير مدعومة ولا تزال محتكرة من منتجيْن، إنما شبّاك التذاكر يغطّي كلفة التنفيذ، شرط أن يكون الفيلم جميلا، ومثال ذلك فيلم Bébé الذي استقطب 160 ألف مشاهد في لبنان و20 ألف مشاهد في الأردن و17 ألف مشاهد في الإمارات}. يضيف: {شخصياً إذا توافر لديّ فيلم سينمائي واحد سنوياً بهذا المستوى لتوقفت عن تقديم أعمال تلفزيونية}. يوضح أن Vitamine يختلف عن Bébé، ذلك أنه فيلم مغامرات رومنسية، يحوي بعداً وطنياً، {مثلما استطعنا من خلال Bébé إضحاك الناس وتقديم رسالة اجتماعية وإنسانية معينة في آن، سيقدم Vitamine رسالة وبعداً وطنياً عن حبّ الأرض.}.حول تفضيله السينما عن باقي الفنون يؤكد: {من خلال السينما، يمكنني العمل بتأنٍ أكبر وتقديم لوحة فنية رائعة، أكون مسؤولا عنها، بشكل كامل، وعن نجاحها أو فشلها}.