في إطار سياسة الانفتاح على دول الجوار التي أطلقتها بغداد مع وصول حيدر العبادي إلى رئاسة الحكومة بدلاً من نوري المالكي، زار رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو أمس العراق واتفق مع العبادي على اتخاذ خطوات للتقارب بين البلدين الجارين.
قبيل زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لأنقرة، وبالتزامن مع بدء تنفيذ اتفاق النفط بين بغداد وأربيل، أجرى رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو أمس زيارة لبغداد، في اول زيارة لمسؤول تركي على هذا المستوى الى العراق منذ 2009، وذلك بعد اعوام من الفتور بين البلدين في عهد رئيس الحكومة العراقي السابق نوري المالكي.وتأتي هذه الزيارة بعد اسابيع من زيارة قام بها وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري لأنقرة، في سعي الى اعادة الدفء الى العلاقات التي سادها التوتر خلال الاعوام الماضية، وفي خضم المعارك التي تخوضها القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية مدعومة بضربات جوية من الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» المعروف بـ»داعش». ومنذ وصول العبادي الى السلطة بدأت بغداد عدة خطوات للتقارب مع دول الجوار أبرزها زيارة الرئيس العراقي فؤاد معصوم للسعودية.وقال رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي في بغداد أعقب جولة من المحادثات بينهما، إنه تم التوصل الى «اتفاق جوهري» مع تركيا بشأن تبادل المعلومات والتعاون الأمني. وأشار العبادي الى أن «تركيا عرضت استعدادها للتعاون الكامل مع العراق في محاربة الارهاب بشكل عام وارهاب داعش بشكل خاص، كما عرض تقديم مساعدات تركية عسكرية الى العراق»، واضاف: «طلبنا المساعدة في التدريب والتسليح».من ناحيته، أكد داود اوغلو أن بلاده «ستتبادل كل ما بوسعها مع العراق لمكافحة الإرهاب وستقدم الدعم الاستخباري له»، معتبراً أن «أي تهديد للعراق هو تهديد لتركيا». وعلق على التغييرات في السلطة في بغداد قائلا: «نشعر بالسرور تجاه الحكومة العراقية الجديدة لأنها تضم كل الطيف العراقي». كما اعتبر داود اوغلو أن حل الازمة السورية سيسهم في تخفيف «العمليات الإرهابية»، ورفض الاتهامات لتركيا بتسهيل عبور متشددين الى سورية.وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدد أمس الأول بمناسبة زيارة منسق الائتلاف الدولي جون آلن لأنقرة شروطه للمشاركة في الحرب على «داعش»، مؤكدا ان واشنطن لم تستجب لأي من مطالبه ومنها اقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية ووضع تصور شامل لحل الازمة في سورية يتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة.الحكيم والنجيفيفي سياق آخر، التقى نائب رئيس الجمهورية العراقي، الرئيس السابق للبرلمان اسامة النجيفي مساء أمس الأول رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم وبحثا الخروقات والانتهاكات التي يقوم بها مسلحون تابعون للميليشيات الشيعية المنضوية في اطار قوات «الحشد الشعبي».ودعا النجيفي خلال اللقاء، حسب بيان صادر عن مكتبه أمس، الى «معالجة فورية للخروقات التي تنفذها عناصر غير مسؤولة في استهداف المواطنين والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم»، مشيراً الى أن «المجتمع الدولي في انتظار وترقب لتطور العملية السياسية وقدرتها على الإيفاء بالتزاماتها امام المواطن العراقي». وجدد ثقته بحكومة حيدر العبادي ودعمه لها.من ناحيته، أقر الحكيم بحدوث خروقات، وأكد أن «المرجعية لا تقبل أبداً أي خروقات»، مشدداً على ضرورة «التفريق بين الحشد الشعبي وما تقوم به العصابات الاجرامية»، مشيراً إلى أن «تنفيذ فقرات الاتفاق السياسي «استحقاقات وليست مغانم».الأنبارإلى ذلك، أفادت تقارير أمس بأن تنظيم «داعش» أطلق سراح شيخ قبيلة البونمر حاتم الكعود وشقيقه. وتعرضت «البونمر» التي تسكن في الأنبار لمجازر على يد المتطرفين بسبب تعاونها مع الجيش الأميركي قبل انسحابه من العراق. وقتل المتطرفون أكثر من 450 من أبناء العشيرة بعد سيطرتهم على قضاء هيت في الأنبار. وبدأت القوات العراقية أمس بمساندة العشائر في استعادة مناطق تسكنها العشيرة.وفجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة مستهدفا جسر البو فراج في منطقة دولاب هيت التي حاول الجيش والعشائر اقتحامها أمس ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل معظمهم من القوات الأمنية. وكان مصدر امني في محافظة الانبار افاد بأن آمر سرية في فوج طوارئ ناحية البغدادي التابعة للمحافظة قتل واصيب ستة من ابناء العشائر بانفجار منزل مفخخ غرب الانبار. من ناحيته اعلن تنظيم «داعش» في بيان مقتل قائد «صحوة البغدادي» أثير ناصيف العبيدي خلال محاولة اقتحام منطقة دولاب هيت.(بغداد - أ ف ب،رويترز، د ب أ)
دوليات
تقارب عراقي - تركي... وتحرك للجيش والعشائر في الأنبار
21-11-2014