• واشنطن وطهران تجددان دعمهما لبغداد

Ad

• «البيشمركة» تبدأ معركة تحرير سنجار

رحبت دول العالم بالحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي، رغم عجز القوى السياسية العراقية عن الاتفاق على مرشحين لوزارتي الدفاع والداخلية، اللتين تعتبران من الوزارات الأكثر حيوية، في وقت تخوض البلاد حرباً ضد "داعش" وتعاني فوضى أمنية.  

لاقت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي ترحيباً دولياً واسعاً، على الرغم شغور وزارتي الدفاع والداخلية، بينما تخوض البلاد معارك ضارية لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية".

وكان البرلمان العراقي وافق مساء أمس الأول على التشكيلة التي عرضها العبادي، إلا أن الحقائب الأمنية المهمة ظلت شاغرة.

وتعهّد العبادي للنواب بتقديم أسماء مرشحين لوزارتي الدفاع والداخلية خلال أسبوع، لكن الوزارة خلت من اسم وزير الموارد المائية أيضا، الأمر الذي أثار اعتراض نواب التيار الصدري، مشيرين الى أن مرشحهم لتولي الحقيبة جواد الشهيلي قدّم الى العبادي.

وكانت تقارير سابقة أفادت بأن هناك اعتراضات على تولي قائد "منظمة بدر" هادي العامري وزارة الدفاع، لكونه يقود ميليشيا طائفية، فتم ترشيحه لوزارة الداخلية، على أن تمنح الدفاع لشخصية سنية، لكن يبدو أن هذه التسوية رفضت في اللحظة الأخيرة.

ومن أبرز ما ضمته تشكيلة العبادي الوزارية صالح المطلك نائبا أول لرئيس الوزراء، وهوشيار زيباري نائبا ثانيا، وبهاء الأعرجي نائبا ثالثا له.

 كما ضمت إبراهيم الجعفري وزيرا للخارجية، وروز نوري شاويس وزيرا للمالية، وعادل عبدالمهدي وزيرا للنفط، وسلمان الجميلي وزيرا للتخطيط، وحسين الشهرستاني وزيرا للتعليم العالي، وحيدر الزاملي وزيرا للعدل، ومحمد البياتي وزيرا لحقوق الإنسان.

كما شهدت الجلسة التصويت على أسماء نواب رئيس الجمهورية، وهم نوري المالكي نائبا أول وإياد علاوي نائبا ثانيا وأسامة النجيفي نائبا ثالثا، وقد أدى الثلاثة اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس القضاء.

البرزاني

من جانبه، دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، أمس، العبادي الى عدم تكرار أخطاء الحكومة العراقية السابقة برئاسة المالكي. وجاء ذلك خلال اتصال أجراه البارزاني مع رئيس الحكومة الجديدة هنأه فيه بمناسبة تشكيلها، بعد حصولها على ثقة البرلمان.

وقال البارزاني، وفق بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان العراق، إن قرار مشاركة الأكراد في الحكومة جاء بإجماع آراء الأطراف السياسية الكردستانية، بهدف إنقاذ العراق من ازمته الأمنية والسياسية.

وخلال عرضه تشكيلة حكومته، تعهّد العبادي حل الخلافات مع إقليم كردستان العراق.

ترحيب

وهنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، في اتصال هاتفي مساء أمس الأول، العبادي والشعب العراقي بتصديق البرلمان العراقي على تشكيل الحكومة الجديدة. وأكد الطرفان دعمهما لـ "مواصلة بناء شراكة قوية واستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق".

وجدد أوباما التزامه التنسيق مع رئيس الوزراء العراقي وحكومته لدعم الاستراتيجية الرامية لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش"، واتفق الزعيمان على أهمية اتخاذ الحكومة الجديدة خطوات ملموسة لتلبية طموحات ومعالجة مشكلات الشعب العراقي.

من جهته، رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتشكيل حكومة عراقية جديدة شاملة جميع الطوائف، معتبرا أنها "حدث مهم وخطوة كبيرة" للعراق، وقال إن الحكومة الجديدة لديها "القدرة على توحيد جميع طوائف العراق من أجل عراق قوي وموحد، وإعطاء هذه الطوائف فرصة لبناء مستقبل ينشده العراقيون جميعا".

وأكد دعم الولايات المتحدة للعراقيين في تنفيذ خطتهم الوطنية لتجاوز المشكلات السياسية والاقتصادية التي ظلت تقسم البلاد فترة طويلة.

بدوره، هنأ الرئيس الإيراني حسن روحاني، في برقية، رئيس الوزراء العراقي بتشكيل الحكومة، وعبّر عن أمله بأن يعود الهدوء كليا الى العراق. وأكد نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان من جهته "أن إيران تدعم الحكومة العراقية بقيادة حيدر العبادي"، وأضاف: "حان الوقت كي تساعد دول المنطقة الحكومة العراقية على تجفيف منابع الإرهاب في هذا البلد".

تحرير سنجار

ميدانياً، ذكرت مصادر من قوات البيشمركة الكردية أن هذه القوات شنت، أمس، هجوما واسعا لاستعادة بلدة سنجار التي تقطنها الغالبية الأيزيدية. وكان مسلحو "الدولة الإسلامية" قد سيطروا قبل نحو شهر على المدينة. وأوضحت المصادر أن قوات البيشمركة شرعت في عملية عسكرية استهلتها بقصف شديد لمواقع المسلحين في مناطق القيروان والعدنانية والقحطانية التابعة لقضاء سنجار شمال غربي الموصل.

(بغداد ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)