السرطان الذي يعرف علمياً بأنه مجموعة من الأمراض تتميز خلاياها بالعدائية من ناحيتي النمو والانقسام من غير حدود، وقدرة الخلايا المنقسمة على غزو أنسجة مجاورة وتدميرها، كان في مقدمة ضحاياه أنور وجدي الذي تٌوفي بسرطان المعدة في 14 مايو 1955، نعيمة عاكف التي توفيت بسرطان الأمعاء، سامية جمال التي  حوّل السرطان أيامها الأخيرة إلى جحيم، وأصبحت لا تملك نفقات علاجها الباهظة حتى توفيت في ديسمبر 1994.

Ad

أزمات ودعاء

لم تستطع «فنانة الإغراء» ناهد شريف مقاومة «سرطان الثدي» ولم يتمكن الأطباء من إقناعها بأن الحل الوحيد «استئصال الثدي»، وهو أمر رفضته دائماً، فاستمرت معاناتها مع هذا المرض نحو خمس سنوات انتهت بوفاتها في أبريل 1981.

في أوج تألقها ونجاحها، داهم «سرطان الثدي» مديحة كامل، فقلب حياتها رأساً على عقب، وارتدت الحجاب واعتزلت الفن نهائياً سنة 1992 من ثم رحلت سنة 1997 متأثرة بالمرض الذي لم تنجح في علاجه أو الشفاء منه، وكان آخر أفلامها «بوابة إبليس» مع محمود حميدة.

بينما كانت تتلقى خبر تتويج «مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي» لها كـ «أحسن ممثلة» عن دورها في فيلم «العشق والدم»، علمت شريهان بإصابتها بالسرطان، فتغيبت عن استلام الجائزة وبعثت برسالة قصيرة قالت فيها: «أمر بأزمة صحية تمنعني من الحضور، وأطلب منكم الدعاء».

وكان إعلان إصابة شيريهان بسرطان الغدد اللعابية صادماً لكونه أحد أشرس أنواع السرطانات التي تصيب عادة واحدا من كل 10 ملايين شخص، وخضعت لجراحات، يقال إنها وصلت لما يقرب من مئة جراحة.

بدوره توفي أحمد زكي بسرطان الرئة، وقد اكتشفه صدفة، فتلقى جرعات قوية من العلاج الكيماوي وتابع عمله كممثل حتى آخر لحظات في حياته، وتوفي قبل أن ينهي تصوير فيلمه الأخير «حليم» في مارس 2005 عن عمر يناهز 55 عاماً، فأكمل ابنه هيثم أحمد زكي الدور. وقبله بأشهر رحل صديق عمره الفنان ممدوح وافي بسرطان البنكرياس الذي انتصر عليه.

قضى داء السرطان على عبد الله محمود (مولود عام 1964)، ونال منه سرطان المخ ليرحل بعد صراع مع المرض في 9 يونيو 2005 عن عمر 45 عاماً، وكانت أبرز أعماله: «شمس الزناتي، حنفي الأبهة، الطوق والأسورة، الطريق إلى إيلات، المواطن مصري، إسكندرية ليه والمصير».

تمتد القائمة لتطول فايزة أحمد وشادية ومها صبري وهالة فؤاد وميرنا المهندس وفايزة كمال، ومجموعة من نجوم الغناء من بينهم عامر منيب الذي مات متأثراً بسرطان القولون، والمطرب طلعت زين بسرطان الرئة.

معالي زايد آخر فريسة لهذا الصياد الفتاك، فقد عانت من سرطان الرئة لفترة أقل من شهر وتدهورت حالتها سريعاً، وبقيت في العناية المركزة أسبوعين، قبل أن تعلن نقابة المهن التمثيلية وفاتها عن عمر يناهز 61 عاماً.

طبيعة العمل والحياة

يعزو د. سامح علام، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية، وفاة الفنانين بمرض السرطان إلى سببين: طبيعة العمل التي تحتم عليهم التعرض لإضاءة مركزة تتفاعل مع الماكياج على المدى الطويل ما يسبب نشاطاً للخلايا السرطانية، ويؤدي إلى سرطان الدم والجلد وغيرهما، علاوة على طبيعة حياتهم التي يشوبها إفراط في التدخين، ما يفرز تقرحات في المعدة أو تجمعات دموية في المخ أو الفتك بالرئة، وصرح لـ «الجريدة»: «ثمة عادات توحد الفنانين وتجلب لهم أمراضاً مشتركة على رأسها السرطان والقلب».

بدوره، يوضح د. حسين خالد، أستاذ الأورام، أن السرطان مرض يرتبط بالبيئة التي شهدت تغييرات تؤدي إلى شيوعه، ولا يقتصر ذلك على الفنانين  فحسب، بل يمتد ليشمل إصابة الآلاف به سنوياً.

يضيف أن التدخين والتعرض للأشعة والمواد الكيماوية من ضمن أكثر مسببات تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية، فضلاً عن تغيرات جينية موروثة، لافتاً إلى أن السرطان يفتك بـسبعة ملايين شخص سنوياً.