الحريري وقف في «14 فبراير» على «حافة الحوار»

نشر في 16-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-02-2015 | 00:01
No Image Caption
«حزب الله» لم يفاجأ بالمضمون بل بمستوى التركيز على دوره في الأزمات
حمل خطاب رئيس «تيار المستقبل» رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري في احتفال الذكرى العاشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري دلالات مهمة من شأنها أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة، ولاسيما ما يتعلق بالملفات الشائكة العالقة سياسياً وحكومياً ورئاسياً، وفي مقدمها الحوار مع «حزب الله».

وقالت مصادر مقربة من «حزب الله» لـ«الجريدة» إن «الحزب لم يفاجأ بخطاب الحريري تجاهه، فمعظم التحليلات أشار قبل أيام إلى مضمون الكلمة التي تمسكت بمبدأ الحوار مع البقاء على الخلاف في مجمل الملفات الاخرى انطلاقاً من نظرية ربط النزاع».

وأشارت المصادر إلى أن «ما أثار الاستغراب هو تركيز الحريري في معظم الخطاب على الحزب، محملاً اياه نتائج الأزمات الداخلية والإقليمية التي تعصف بلبنان».

وأضافت المصادر أن «حزب الله يعلم حساسية الشارع السني المتردد تجاه حوار المستقبل معه، ولا يمكنه أن يتوقع من الحريري تنازلات أو تسويات في الصراع الذي أدى إلى انقسام مذهبي عمودي منذ بدء الاحداث في سورية»، لافتة إلى أنه «لا الشارع السني يقبل ذلك ولا الحريري في وارد ذلك بدليل الهجوم الشرس الذي شنه على الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه».

وتوقعت المصادر أن يرد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غدا في الكلمة الني سيلقيها في ذكرى القادة الشهداء، ليتضح بعدها آثار كلمتي الحريري ونصرالله على الحوار القائم بين الفريقين، مستبعدة أن ينفرط عقد الحوار من جراء ذلك.

وكان بارزا تمسك الحريري بالحوار مع «حزب الله» الذي وصفه بـ «الحاجة الإسلامية لتخفيف الاحتقان وضرورة لتحصين المسار السياسي وإنهاء الشغور الرئاسي»، وفي الوقت نفسه رفض الاعتراف للحزب بأي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب، ما يعزز الاعتقاد بأن الحوار السني ـ الشيعي لم يحيد «المستقبل» عن ثوابته حيال استراتيجية حزب الله.

وبدا الحريري حازما بدعوته الحزب الى الانسحاب من سورية، رافضا «ربط الجولان بالجنوب»، واصفا اياه بـ»الجنون»، مضيفا: «يكفي استدراج الحرائق من سورية الى لبنان». وقال: «لن نعترف لحزب الله بأي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات الحرب والسلم وتجعل من لبنان ساحة أمنية وعسكرية يسخرون من خلالها إمكانيات الدولة اللبنانية لانقاذ النظام السوري وحماية المصالح الايرانية».

وأوضح الحريري أن «قواعد الحوار لا تعني التوقف عن السؤال عن المصلحة اللبنانية في اختزال العرب في نظام الاسد ومجموعة ميليشيات مسلحة تعيش على الدعم الايراني، لتقوم مقام الدول في لبنان والعراق وسورية وإيران»، متسائلا: «أين هي المصلحة في ذهاب شباب لبنان للقتال في سورية والعراق، والتدخل في شؤون البحرين، والاساءة لدولة لا تقابل اللبنانيين إلا بمحبة وحسن الضيافة؟».

وأشار الى «اننا تيار المستقبل تيار رفيق الحريري قوة الاعتدال، وإننا نقف مع الدولة بوجه مشاريع العنف الديني والسياسي، ونقف مع الجيش وقوى الأمن بوجه الارهاب والتطرف، لأننا ندرك أن لا نقطة وسط بين الاعتدال والتطرف، وبين الدولة والفوضى، وبين الجيش والميليشيا، وبين الوحدة الوطنية والحرب الاهلية،  وبين لبنان السيد المستقل وبين لبنان الفتنة والانقسام».

وأكد الحريري أنه «لا يمكن لأي مواطن أن يتجاهل المخاطر الناتجة عن تعاظم حركات الارهاب في المنطقة، وإذا كانت القيادات فشلت في الاتفاق على الاستراتيجية في مواجهة اسرائيل فلا يصح أن يندرج هذا الفشل في إيجاد استراتيجية في مواجهة الارهاب»، معتبرا أنه «لابد من ترجمة الاجماع حول الجيش وحول مكافحة الارهاب بتقديم المصلحة الوطنية على أي مصالح خارجية أو داخلية»، لافتا الى «اننا نقول أن الحرب ضد الارهاب مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع، وخلاف ذلك سيصيب الحريق لبنان مهما بلغنا من جهود لاطفاء الحرائق الصغيرة».

ورأى أن «النموذج العراقي لا ينفع في لبنان، وتكليف طائفة أو حزب مهمة الدفاع عن لبنان هو تكليف للفوضى، ونداء للجميع وخصوصا لحزب الله العمل دون تأخير للعمل لايجاد استراتيجية وطنية لمواجهة الارهاب»، لافتا الى أن «الرهان على إنقاذ النظام السوري مهم يستند الى انتصارات وهمية وقرار إقليمي بتدمير سورية».

وكان لافتا في الاحتفال التمثيل الرفيع «للتيار الوطني الحر» الذي تقدمه وزير الخارجية جبران باسيل، ووزير التربية الياس بو صعب، والنائب آلان عون.

نصرالله لأنصاره: لا تطلقوا النار

يبدي الكثير من اللبنانيين انزعاجهم من ظاهرة إطلاق النار لدى كل إطلالة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، خصوصاً مع خطر وقوع جرحى وأضرار مادية فضلاً عن الازعاج وعدم حضارية هذه الظاهرة.

وبعد الانتقادات اللاذعة التي وُجهت للحزب عند الكلمة الأخيرة لنصرالله قبل أيام، أصدر الأخير أمس بياناً يدعو فيه مناصريه الى عدم اطلاق النار عند كلمته المرتقبة غداً.

وقال نصرالله في بيانه: «أيها الكرام، من المقرر ان اكون في خدمتكم مساء يوم الاثنين في ذكرى القادة الشهداء لنحيي سويا هذه المناسبة العزيزة، ونظرا للمحاذير الشرعية والقانونية وما يلحق بالناس من اذى والمناسبة الكريمة من توهين، أتوجه إليكم بكل اصرار وأناشدكم بكل ما هو عزيز عندنا وعندكم ان يمتنع الجميع عن اطلاق النار بشكل قاطع، وأن يتعاون الجميع لمنع ذلك، وأخص بالذكر الاخوة المسؤولين الذين عليهم بذل جهد مضاعف في هذا المجال، وأشكركم على كل التجاوب والالتزام الذي أرجوه منكم والله ولي التوفيق».

back to top