الحوثي يواصل قصف نجران... والتحالف يحذر من نفاد الصبر

نشر في 16-05-2015 | 00:04
آخر تحديث 16-05-2015 | 00:04
No Image Caption
● المتمردون يخسرون الرجل الثاني و10 مقاتلين في تعز

● منظمات دولية توثق جرائم حوثية

● انفراج جزئي للأزمة الإنسانية في اليوم الثالث للهدنة والأمم المتحدة تطالب بتسريع الإمدادات
رغم تمكن هدنة اليمن من الصمود، واصل الحوثيون خروقات وقف إطلاق النار وأقدموا على قصف نجران لليوم الثالث، مما دعا التحالف العربي بقيادة السعودية إلى توجيه تحذير عالي النبرة للمتمردين، الذين تلقوا ضربة شديدة القوة بخسارتهم الرجل الثاني بعد زعيمهم عبدالملك الحوثي.

أنذر تحالف إعادة الشرعية إلى اليمن الذي تقوده السعودية المتمردين الحوثيين أمس بقرب نفاد صبره إزاء «الخرق» المتكرر للهدنة الإنسانية من قبلهم، في وقت ينطلق الحوار اليمني تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي في الرياض غداً.

وجاء في بيان صدر عن قيادة التحالف مساء أمس الأول أن الميليشيات الحوثية استمرت لليوم الثاني على التوالي في خرق الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ مساء الثلاثاء الماضي.

واتهم البيان الحوثيين بقصف القوات السعودية في مناطق حدودية وبـ»تحركات وتنفيذ علميات عسكرية واستهداف منازل المواطنين بالدبابات والصواريخ في سبع محافظات من بينها عدن وتعز» بجنوب اليمن.

وشدد التحالف على أنه «يحرص على إنجاح الهدنة» لكنه «يحذر الميليشيات الحوثية وأعوانها من أن ضبط النفس والالتزام بالهدنة لن يستمرا طويلاً إذا ما استمرت تلك المليشيات في ممارساتها وخروقاتها للهدنة».

وكانت قيادة التحالف أحصت في اليوم الأول من الهدنة 12 انتهاكاً على الحدود بين اليمن والسعودية.

مقتل الحاكم

إلى ذلك، تلقت الميليشيات الحوثية ضربة كبيرة أمس بعد تأكد مقتل القائد العسكري والميداني لميليشيات الحوثي أبوعلي الحاكم الذي توفي متأثراً بجروح أصيب بها قبل مدة.

ويعتبر أبوعلي الحاكم الرجل الثاني في ميليشيات الحوثي بعد زعيمها عبدالملك، كما أنه أحد الذين طالتهم العقوبات الأممية التي فرضها مجلس الأمن على معطلي العملية السياسية في اليمن.

خروقات جديدة

في المقابل، تجاهلت الميليشيات الحوثية تلك التحذيرات وجددت قصفها بقذائف الهاون لمناطق داخل الأراضي السعودية من بينها نجران صباح أمس بالتزامن مع شنها هجمات على أحياء سكنية وعلى اللجان الشعبية الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي في عدة محافظات يمنية من بينها عدن وأبين ولحج والضالع وشبوة وتعز ومأرب.

وقتل أمس عشرة مسلحين من القوات الموالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح في اشتباكات عنيفة وقعت عندما حاولت الميليشيات الحوثية تطويق اللجان الشعبية الموالية للشرعية في حوض الأشراف ومنطقة الشماسي بتعز، فيما اتهم الحوثيون قوات التحالف بخرق الهدنة وشن غارات جوية على محافظات صعدة وعدن ولحج.

التزام سعودي

في السياق، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الأول أن بلاده متمسكة بالهدنة الإنسانية وملتزمة بـ»ضبط النفس» رغم خرق المتمردين للهدنة. وقال الجبير على هامش القمة الأميركية - الخليجية في كامب ديفيد: «لقد قلنا إننا سنلتزم بهدنة إنسانية لمدة خمسة أيام بشرط أن يلتزم الحوثيون. للأسف الوضع ليس كذلك»، مشيراً إلى «أكثر من عشر محاولات تسلل وقصف صاروخي» طاول مدينتي نجران وجازان السعوديتين الحدوديتين مع اليمن، إضافة إلى «اشتباكات» داخل اليمن.

وشدد الجبير على أن بلاده امتنعت عن إطلاق النار على الرغم من الخروقات الحوثية. وأعرب عن الأمل في أن يحترم الحوثيون بنود وقف إطلاق النار وأن يضعوا حداً لسلوكهم العدائي إذا ما أرادوا للهدنة أن تستمر.

ورداً على سؤال عما إذا كانت الرياض في وارد تجديد العمل بالهدنة، قال الجبير إن «الأيام الخمسة لم تمض بعد، ولم نر التزاماً كبيراً (بالهدنة)، لكننا سنستمر في تقييم الوضع، وسنواصل مراقبته عن كثب، وسنتخذ القرارات المناسبة بشأن الطريق الواجب سلوكه».

من جهته، شدد بن رودس مستشار الرئيس باراك أوباما على أن الولايات المتحدة «تفضل» أن «تدوم الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار من أجل أن تتقدم المفاوضات السياسية» في اليمن.

لكن المستشار الأميركي أكد أنه في حال لم يحصل ذلك فإن واشنطن تتفهم حتماً حاجة السعودية إلى «الدفاع عن حدودها» و»العمل مجدداً مع التحالف في سبيل استقرار اليمن».

انفراج

من جانب آخر، بدت أمس مؤشرات على انفراج جزئي للأزمة الإنسانية في اليمن في ثالث أيام الهدنة الإنسانية، في حين حث منسق العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة يوهانس فان دير كلاوف التحالف على تخفيف نظام التفتيش بما يسمح بدخول سلع إنسانية وتجارية حيوية بشكل أسرع إلى البلاد.

وظهرت بشكل بطيء مؤشرات خجولة لانفراج أزمة الوقود في بعض مدن البلاد حيث أعلنت شركة النفط اليمنية بدء توزيع الوقود على محطات البيع في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وذمار وتعز، في حين لا تزال غالبية مدن البلاد تعاني انعداماً كلياً للوقود باستثناء مادة الغاز المنزلي التي توفرت لكن بأسعار تفوق سعرها الرسمي بثلاثة أضعاف.

لكن مظاهر الأزمة الإنسانية بدءاً بنزوح السكان من مناطق القتال وانقطاع الكهرباء والمياه وارتفاع أسعار ما يتوفر من المواد الغذائية وانعدام الوقود لا تزال قائمة في غالبية مناطق البلاد.

وشكت عدة منظمات إغاثة محلية ودولية عاملة في اليمن من أن استمرار المعارك في محافظات تعز ومأرب والبيضاء وعدن ولحج والضالع وأبين وشبوه يشكل تحدياً كبيراً أمام وصول مواد الإغاثة إلى المدن الأكثر تضرراً، ومن بقي فيها من السكان الذين يعانون ظروفاً معيشية وأمنية بالغة القسوة والخطورة.

جرائم حوثية

في السياق، دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير لها الحوثيين إلى التوقف عن استخدام الصواريخ غير الموجهة في قصف مناطق آهلة بالسكان في جنوب السعودية، واعتبرت أن ما تقوم به المليشيات الحوثية يرقى إلى جرائم حرب.

كما أفادت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد لها، بأنها جمعت أدلة تشير إلى أن الحوثيين هاجموا مدنيين يمنيين بالقذائف بشكل عشوائي وجمعت شهادات موثقة بشأن مقتل وجرح عشرات المدنيين بهجوم على ميناء التواهي في السادس من مايو، استهدف تجمعاً لأكثر من 400 نازح كانوا يحاولون الهرب من المواجهات في عدن باتجاه جيبوتي عبر البحر.

(الرياض، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top