وصف رئيس حزب «الوفد» السيد البدوي، البرلمان المقبل بأنه سيكون «الأسوأ» في تاريخ مصر، مشيراً، في حوار مع «الجريدة»، إلى أن رموز الحزب الوطني «المنحل» وقوى الإسلام السياسي الممولة من الخارج هي التي ستسيطر عليه، مضيفاً أن حزبه اضطر إلى الدخول في تحالف مع قائمة «في حب مصر» لأن «الوفد» لا يستطيع أن يواجه دولة... وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• ماذا تتوقع بشأن البرلمان المقبل؟

- البرلمان المقبل لن يعكس ثورتي 25 يناير أو 30 يونيو، فالبرلمان المقبل لأصحاب الأموال ونواب الحزب "الوطني المنحل" الذين أفسدوا، كما أنه سيضم بعض التيارات الإسلامية الممولة من الخارج، وبعض الأحزاب السياسية تشتري المرشحين ليكونوا نواباً لها، وللمرة الأولى في تاريخ مصر نرى "سوق نخاسة سياسية" لنواب الشعب، فالمرشح يبيع أصوات أبناء دائرته ويبيع نفسه لمن يدفع أكثر، وبالتالي هؤلاء الأشخاص لا يستحقون شرف تمثيل الأمة، وأنا لست متفائلاً بمجلس النواب المقبل، لأنه سيكون أسوأ مجلس في تاريخ مصر، ولا يعكس رؤية أو فكراً، وسيمثل فقط من مولوا واشتروا النواب أو أعضاء الحزب الوطني السابقين.

• تعرضت لانتقادات حادة بعد انضمام حزبك إلى قائمة "في حب مصر" واتهمك بعض أعضاء الحزب بالتنازل عن اسم "الوفد"؟

- القرار لم يكن لرئيس "الوفد"، بل كان قرار الهيئة العليا، وما دفعني إلى هذا الأمر أن لدينا حتى الآن 231 مرشحاً على المقاعد الفردية، وعندما ظهرت قائمة "رُوِّج" أنها قائمة الدولة، بدأ القلق يتسرب إلى المرشحين على المقاعد الفردية في دوائرهم، وبدأ الناخبون الذين يؤيدون الدولة ولا يهتمون كثيراً بمجلس النواب المقبل ينظرون إلى مرشحينا على أنهم معارضون للدولة والرئيس عبدالفتاح السيسي، ما دعا المرشحين إلى الشعور بحالة من القلق خشية خسارة أصوات ناخبيهم، وأنا مؤتمن على هؤلاء المرشحين، ولا يمكن أن أتركهم دون غطاء، وهذا الأمر دفع بالهيئة العليا إلى الموافقة على الدخول في تحالف مع قائمة "في حب مصر".

• هل تحالفكم مع قائمة "في حب مصر" قائم حتى الآن؟

- "الوفد" قادر على المنافسة السياسية لأي حزب أو فصيل سياسي، لكن لا يستطيع "الوفد" أن ينافس دولة، خاصة في هذه الظروف، فالمصريون جميعاً يؤيدون الدولة ونحن على رأسهم، لكن ترويج الإعلام أن هناك قائمة تمثل الدولة، وأخرى ضدها ممثلة في قائمة "الوفد"، هذا من شأنه إحداث خسارة فادحة للحزب في الشارع، وبالتالي التحالف مستمر حتى الآن، إلا إذا تغيرت الظروف السياسية أو تغيرت الرؤية  السياسية.

• ثمة مطالبات بحل حزب "النور" السلفي... ما رؤيتك لهذا الأمر؟

- الحل بقرار أو من سلطة غير مقبول، لكن الحل بالقانون والحكمة، هذا ما يمكن تقبله، فلدينا دستور وقانون يضبط تأسيس الأحزاب السياسية وحلها، وأنا ضد حل أي حزب بقرار سلطوي، ولكن إذا قرر القضاء ذلك سنحترم هذا الحكم.

• كيف رأيت المؤتمر الاقتصادي الذي أنهى أعماله أخيراً في مصر؟

- نجاح المؤتمر فاق كل التوقعات، وساهمت في هذا النجاح المشاركة الإقليمية والدولية الكبيرة التي أعادت مصر إلى المكانة التي تستحقها، ومساندة الأشقاء العرب كان لها أثر كبير في نجاح المؤتمر، والحرص على المساهمة الحقيقية والفعالة بمشروعات واستثمارات وودائع في البنك المركزي عكست حرص الدول العربية على الحفاظ على مصر وأمنها القومي باعتبارها عمود الخيمة العربية، وأن الأمن القومي العربي لا يستقر إلا باستقرار الأمن القومي المصري، كما أن عودة هذه الروح التي افتقدناها منذ ستينيات القرن الماضي، هي أيضاً مكسب سياسي، فقد ظهرت الأمة العربية متوحدة مجدداً في حب ودعم مصر.

• برأيك هل ساهم المؤتمر في زيادة شعبية السيسي خاصة بعد ما شهدته البلاد في الآونة الأخيرة من تردّي الحالة الأمنية وتدهور الوضع الاقتصادي؟

- الرئيس يتمتع بشعبية غير مسبوقة في السنوات الأربعين الماضية، وشعبية السيسي لم تتأثر بالعمليات الإرهابية، بل على العكس زادت هذه العمليات من مساندة الشعب له.

• هل تتوقع زيادة عنف جماعة "الإخوان" بعد نجاح المؤتمر؟

- الإخوان لا يوجد بينهم رجل رشيد، فهم يغامرون بأرواح الشباب المنخدعين بالشعارات، وأصبحوا الآن يزرعون قنابلهم على أرض وطنهم، هذه القنابل التي تنفجر دون تمييز أصبحت خصماً للشعب كله، وبالتالي لا أريد أن أشغل ذهني ببعض هذه التصرفات والأعمال الإرهابية الصبيانية، والقضاء عليها سهل جداً، وإن كنت مشفقاً على شباب وطلاب وأبناء الإخوان المخدوعين بشعارات كبارهم، لكن في النهاية الجماعة بلا رجعة وشبابها بحاجة إلى مراجعة فكرية.