هل عادت المصالحة المصرية - القطرية إلى «الصفر»؟

نشر في 27-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 27-01-2015 | 00:01
«الجزيرة» تعاود «القصف» والقرضاوي يحرّض على التظاهر
أصيبت جهود المصالحة المصرية - القطرية بانتكاسة واضحة عقب رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رعى التقارب بين البلدين، وهو ما بدا في التغطية الإعلامية التي قامت بها فضائية «الجزيرة» القطرية، لأحداث الذكرى الرابعة لثورة «25 يناير»، أمس الأول، والتي وصفتها الدوائر السياسية والإعلامية في القاهرة بأنها منحازة للتظاهرات «الإخوانية» المناهضة لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدما كانت الدوحة أغلقت قناة «الجزيرة مباشر مصر» والتزمت الهدوء في خطابها الإعلامي إزاء النظام المصري القائم على شرعية 30 يونيو.

وبعد التقدم الذي شهده ملف المصالحة بين مصر وقطر، والذي تمثل في قبول أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دعوة القاهرة للمشاركة في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري، المقرر إقامته في مدينة شرم الشيخ مارس المقبل، فإن الأمور تتجه إلى التوتر مجدداً بعد وفاة الملك عبدالله، خاصة عقب خروج الداعية المصري يوسف القرضاوي، المقيم في الدوحة، لتحريض المصريين مجدداً على التظاهر ضد نظام السيسي، وهي المرة الأولى منذ إقرار المصالحة بين الدولتين.

في السياق، اعتبر وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابي، إصرار فضائية «الجزيرة» على إبراز تظاهرات «الإخوان»، رغبة في عودة قطر إلى لعب الدور المناهض لمصر، لافتاً إلى أن «الدوحة تستغل وفاة الملك عبدالله لاستئناف الهجوم على نظام القاهرة السياسي»، مؤكداً أن «الموقف السعودي سيستمر في دعم المصالحة بين مصر وقطر، إلا أن انشغال الرياض بإعادة ترتيب بيتها الداخلي سيؤدي إلى تأخير التحرك السعودي».

بدوره، ذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، جهاد عودة، إلى أن «المصالحة بين البلدين متوقفة على استمرار العاهل السعودي الجديد الملك سلمان في سياساته الداعمة لمصر».

في المقابل، استبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق، معصوم مرزوق، أن تكون وفاة الملك عبدالله سبباً في تأخر المصالحة بين البلدين، قائلاً لـ«الجريدة»: «علينا الارتقاء فوق المسائل الصغيرة، وترك مساحة من الحرية للخطاب الإعلامي حتى لو لم يكن يرضينا».

وطالب الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز بعدم التسرع في الحكم على مستقبل المصالحة، قياساً على خطاب قطر الإعلامي أو حتى بوفاة العاهل السعودي، موضحاً لـ«الجريدة» أن الخطاب الإعلامي لأي قناة لن يتغير بين عشية وضحاها، مؤكداً أن جماعة «الإخوان» هي المستفيدة من توتر العلاقة بين القاهرة والدوحة.

back to top