قدم رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم أمس خلال زيارته الى طهران شكره لإيران على مساعداتها القيمة للعراق في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

Ad

وقال معصوم في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران، إن "إيران ساعدت العراق من خلال التسليح، وتقديم المواد الإنسانية للنازحين والهاربين من جحيم المعارك الدائرة بين داعش والجيش العراقي".

وأضاف أن "داعش عدو العراق والمنطقة ولم يترك مكوناً من المكونات العراق إلا وحاربه قدر إمكاناته"، مشيرا الى أنه "من هنا توسعت دائرة الدفاع ودخل الحشد الشعبي والمتطوعون والبيشمركة لمقاتلة داعش إضافة الى الجيش العراقي".

من جانبه، قال الرئيس الإيراني ان بلاده لن تسمح "لأي بلد" بإثارة الخلافات في العراق وتقسيمه.

وأضاف روحاني: "ندعم وحدة العراق ونقول لأولئك الذين يتحدثون من وراء المحيطات ويقومون بإعداد الخطط لمستقبل العراق بأن مخططاتهم ما هي إلا اضغاث أحلام وأن الشعب العراقي هو الذي يخطط لمستقبله ولن نسمح لأحد ان يبث الفرقة بين أبنائه"، مؤكدا أن استقرار العراق وأمنه "يحظيان بأهمية بالغة لدى إيران".

وأشار الى أنه بحث مع معصوم "خطر الإرهاب لكل المنطقة والعراق وتحدثنا عن ضرورة محاربة الإرهاب بشكل جماعي"، لافتا الى أنه "لا ينبغي الاكتفاء بطرد الإرهابيين في العراق لأنهم سيتجهون الى سورية".

وقال روحاني: "نحن جاهزون لتقديم المساعدات كما قدمناها في الأشهر الماضية ونحن على اتم استعداد لاستمرار هذا التعاون". يذكر أن الرئيس العراقي وصل الى طهران مساء أمس الأول، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام. من ناحيته، أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي يرافق معصوم، أن إيران لديها قلق من وجود الائتلاف الدولي على الأرض العراقية، وكذلك بقية الدول. وقال الجعفري في مقابلة أجرتها معه صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأميركية أمس: "نحن نتحمل إدارة التواجد غير العراقي بالشكل الذي يحفظ لنا سيادتنا، ولا يثير قلق المنطقة"، مضيفا: "ونعلم جيداً أن تواجد هذه الدول، ودعمها للقوات العسكرية العراقية لا يمس سيادتنا سواء كان حضور المستشارين الإيرانيِين، أم الأميركان، أو أي دولة من دول التحالف الدولي، لذا لسنا قلقين من تواجد هذا الدعم الاستشاري مادامت السيادة محفوظة".

أزمة النفط

الى ذلك، قرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ارسال وزير النفط عادل عبدالمهدي، إلى اربيل للتباحث حول المشكلة القائمة بين اربيل وبغداد بشأن الموازنة. في المقابل أكد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجرفان البرزاني أمس، رغبة والتزام حكومة الإقليم في تنفيذ الاتفاقية مع بغداد.

وقال البرزاني، في بيان عقب اجتماع مجلس وزراء الإقليم، إنه "إذا لم تلتزم بغداد بالاتفاقية فإن على حكومة الإقليم والأطراف السياسية المشاركة فيها اتخاذ قرار سياسي لإيجاد سبيل آخر لحل الأزمة المالية والاقتصادية في كردستان"، مشيرا الى أن "برلمان كردستان ألزم حكومة الإقليم قانونيا أنه في حالة عدم توفر احتياجات الإقليم، فإنه من حقها إيجاد طرق أخرى لتوفير تلك الاحتياجات".

وجدد "رغبة حكومة إقليم كردستان بمعالجة جميع المشاكل مع بغداد"، معربا في الوقت نفسه عن أسفه لـ"تعامل حكومة الاتحاد مع الإقليم الذي يخوض حربا ضد منظمة إرهابية وحشية".

وتابع البرزاني أن "الحكومة الاتحادية مخطئة إذا فكرت ان إقليم كردستان ليس لديه أي حلول وستتعامل مع الإقليم كما تشاء"، موضحا ان "لإقليم كردستان معالجات أخرى وستقرر بكل ثقة، لكننا نريد الوصول إلى حل مع المركز وسنزور بغداد لهذا الغرض". في غضون ذلك، قال رئيس الإقليم مسعود البرزاني أمس، إن "الكثير من البلدان لديها نفس الموقف الذي أبدته هنغاريا، التي أعلن رئيس وزرائها دعمه لاستقلال إقليم كردستان بشكل علني"، مشيرا الى أن "الكثير من الدول تدعم حق تقرير المصير لشعب كردستان وأن يقرر مستقبله بنفسه".

في سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس مقتل الرجل الثاني في قيادة تنظيم "داعش" أبو علاء العفري في ضربة جوية للائتلاف الدولي ضد "داعش" في تلعفر شمال البلاد. وترددت أنباء عن تسلم العفري منصب الخلافة بدلا من أبو بكر البغدادي الذي افادت تقارير أنه اصيب.

(بغداد، طهران- أ ف ب،  رويترز، د ب أ)