أشرف عبدالباقي الذي يقدم تجربة مسرحية جديدة في «تياترو» لم يتوقع هذا النجاح، «خصوصاً أن الفكرة جديدة واعتقدت أننا سنقدم موسماً واحداً فحسب، لكن نجاح التجربة شجعنا على تقديم أجزاء أخرى»، مؤكداً سعادته بالتعاون مع وجوه مسرحية جديدة، نجحت في إضحاك الجمهور الذي تعرّف إلى هؤلاء الشباب الموهوبين، من خلال هذه التجربة التي أثبتت أن المحاولات الجادة والصادقة تؤدي إلى النجاح فلا يضيع مجهود حقيقي أبداً.

Ad

يطالب عبدالباقي زملاءه بتقديم أعمال مسرحية جديدة لتحريك الحياة المسرحية، بعد سنوات من الركود وابتعاد الجمهور عن المسرح، موضحاً أنه أصر على عرض المسرحية على شاشات التلفزيون لمن لا يتمكن من حضورها، ما أسهم في نجاحها ورواجها.

يضيف أنه صبر كثيراً حتى استطاع جلب الجمهور، وأنه لا ينسى أول يوم عرض لـ{تياترو» إذ حضره أربعة أشخاص، مع ذلك استمر في العرض حتى وصل إلى مرحلة امتلاء القاعة بأكملها.

نهضة مسرحية

محمد رياض الذي قدم مسرحيات على مسارح الدولة يرى أن «أبا الفنون» بصدد نهضة مسرحية ملمحاً إلى تزايد اهتمام القيمين على الفن في مصر به، وموضحاً أنه في فترات الازدهار المسرحي المصري امتلأت المدن المصرية بالمسارح. يتذكر رياض مراحل تعليمه المدرسية عندما كان الاهتمام بالمسرح المدرسي والجامعي ومسابقات الإبداع يقترب من اهتمام المسؤولين بالتعليم.

يعول رياض على مسرح الدولة، الذي لم يتوقف عن العمل منذ نحو ثلاث سنوات، فيما تخلى منتجون ومسرحيون عن دورهم المنوط بهم، مطالباً بإعادة بناء المسارح التي هدمت واحترقت، خصوصاً أن المسارح العاملة في مصر أصبحت قليلة مقارنة بالسكان.

من جهته يؤكد فتوح أحمد، رئيس {البيت الفني للمسرح} أن «أبا الفنون» في مصر في انتظار طفرة فنية جديدة، مع اقتراب افتتاح المسرح القومي، بالإضافة إلى مشروعات يتم إعدادها عبر «البيت الفني»، من شأنها تشجيع المواطنين على متابعة الأعمال المسرحية، وتعميق ارتباطهم به.

يضيف: «ثمة اتجاه للاهتمام بالأطفال في المدارس، عبر بناء مسارح، لننشئ جيلا جديداً يتذوق الفن، وهو ما أطمح إليه خلال فترة رئاستي لـ «البيت الفني» للمسرح».

بث روح جديدة

يطالب محمد صبحي بضرورة بث روح جديدة في المسرح بعدما وصل إلى مراحل صعبة، ولا تشفع المسكنات في علاجه لا سيما مع النقص الكبير في المسارح بفعل الحرق والهدم أو استبدالها بأنشطة تجارية بحتة، وهي أفعال لا تليق بـ «هوليوود الشرق».

يضيف: «لا يكفي العدد الهزيل للمسارح سواء التي تملكها الدولة أو القطاع الخاص للنهضة المسرحية التي نريدها ونتمناها»، موضحاً أن أوروبا تطور مسارحها باستمرار من خلال تزويدها بأحدث التقنيات، «فيما نحن في مصر لا  نبني أي مسارح جديدة»، مطالباً بنقل المسارح الموجودة داخل التكتلات السكنية والمناطق المزدحمة بالسكان والباعة الجوالين ومتسائلاً: «هل يعقل أن من يريد متابعة مسرحية عليه الذهاب إلى منطقة العتبة المزدحمة، خصوصاً ألا أحد يستطيع الدخول إليها سواء بسيارته أو مشياً على الأقدام؟ يقع معظم مسارح الدولة في أماكن مزدحمة ما يجعلها طاردة ومنفرة للجمهور».

أما المخرج المسرحي سمير العصفوري فيشير إلى إمكان عودة المسرح المصري إلى الازدهار، شرط أن يقدم أعمالا جادة تناقش قضايا مجتمعية تهم المشاهد والمتابع، وتعالجها بطريقة سلسة.

يضيف: «للأسف أدار القيمون على المسرح ظهورهم في وجه الجمهور وقدموا أعمالاً لا تهمه، فابتعد عن هذا الفن. من غير المقبول أن نجد حكايات منتهية الصلاحية لا جديد فيها، دفعت الجمهور إلى هجره والابتعاد عنه حتى إشعار آخر».

يتابع: «يعود الجمهور إلى المسرح في حال اختار القيمون عليه موضوعات جاذبة للمواطنين وتناقش قضاياهم»، متذكراً الأيام التي كانت الدولة تخشى الأعمال المسرحية، وتعمل الحكومة لها ألف حساب، فحاكت لها المؤامرات، وأضحت المسارح بين محترق ومغلق ومنتظر قرار إزالة.

انفصال عن الواقع

يشير الناقد المسرحي أحمد سخسوخ إلى أن «أبا الفنون» أمامه الكثير كي يزدهر ويعود إلى سابق عهده، فهو بات منفصلاً عن الواقع، ولا يملك صناعه أدوات لازمة وثمة نسبة من المصريين لم تدخل المسرح أبداً، وشاهدت الأعمال الدرامية والسينمائية عبر شاشات التلفزيون.

يطالب سخسوخ الحكومة بعدم التعامل مع الفن من منطلق الوظيفة الحكومية البيروقراطية خصوصاً المسرح، وبضرورة إلغاء الرقابة على  السيناريو، يقول: «هذه الأمور تكبل حرية المبدع الحقيقي الذي ينفر ويهرب عندما يجد نفسه محاصراً بالأجهزة الرقابية من الاتجاهات كافة، لذا تحرير المسرح من الروتين والرقابة أقصر الطرق إلى ازدهاره».