ما الذي يجري في اليمن ؟!

نشر في 17-10-2014
آخر تحديث 17-10-2014 | 00:01
 صالح القلاب أليس مستغرباً ومثيراً لألف سؤال وسؤال أنْ يواصل "الحوثيون" احتلالهم لليمن ببضعة آلاف من منتسبي ميليشياتهم، الذين ليس لديهم أي خبرة عسكرية ولا أيّ لياقة قتالية، بعدد من سيارات الدفع الرباعي، وبدون أي مقاومة على الإطلاق، كأنه لا جيش لهذا البلد، ولا يوجد فيه أيّ حزب يرفض هذا الزحف الطائفي والمذهبي، ولا توجد فيه أيُّ قبيلة متضررة؟!... فأين اختفت كل مرتكزات السيادة الوطنية في اليمن؟ ولماذا يحشر الرئيس عبد ربه منصور هادي نفسه في القصر الرئاسي بلا حولٍ ولا طولٍ كأنه غير مسؤول عن وحدة واستقرار بلدٍ أقسم على القرآن الكريم أن يحافظ على وحدته وأمنه واستقراره؟!

ما الذي يجري في اليمن؟ ولماذا استسلم الإقليم كله حتى بما في ذلك دول الخليج صاحبة المبادرة الشهيرة التي ذرتها الرياح، والكل "يتفرج" كأن سيطرة "الحوثيين"، التي يعرف الجميع أنها سيطرة إيرانية، لا تشكل خطراً استراتيجياً على الدول الخليجية وعلى المنطقة كلها، وكأن هذا الذي يفعله الإيرانيون في جنوب الوطن العربي ليس استكمالاً لما فعلوه ويفعلونه في العراق وسورية ولبنان؟!

هل لأن العرب كلهم، لا عرب الخليج وحدهم، ينتظرون أن تطوقهم إيران من الجهات الأربع، وأن تسيطر، من خلال سيطرة "الحوثيين" على "الحديدة" ومضيق باب المندب، على البحر الأحمر كله، وستتحكم في منافذه كلها، بما في ذلك قناة السويس أو قناتا السويس وميناء العقبة... والوصول إلى شبه جزيرة سيناء وشواطئ قطاع غزة؟!

لماذا يقبل عبد ربه منصور أن يحوِّله "الحوثيون" إلى مجرد: "خليفةٍ في قفصٍ"؟... لماذا لا يرفع صوته عالياً ويطلب "النجدة" العاجلة؟... لماذا لا يعلن: "اللهم اشهد أني قد بلَّغت"؟... ما هذا الذي يجري في اليمن؟ وهل هناك أمور تشكل مؤامرة كبرى ستكشفها الأيام المقبلة وعندها فإن الوضع سيصبح بمثابة "فالجْ لا تُعالجْ...؟!

إن هناك أسئلة كثيرة إزاء هذا الذي يجري في اليمن ويستسلم له اليمنيون والخليجيون والعرب كلهم استسلامهم للقدر، وقد أصبح ثابتاً ومؤكداً أن المبادرة الخليجية قد ماتت وشبعت موتاً، وأنَّ هذا البلد، الذي أوصلته وحدة عام 1990 الاضطرارية والارتجالية، التي استُغلت من علي عبدالله صالح استغلالاً بشعاً أبقاه في الحكم كل هذه السنوات الطويلة إلى كل هذه الأوضاع المأساوية، ربما لا يكتفي بالعودة إلى ما كان قائماً قبل أربعة وعشرين عاماً، أي إلى مجرد "التشطير"، بل قد يتعداه إلى التشظي بحيث تصبح كل قبيلة من قبائله الشمالية والجنوبية سلطنة كسلطنات الشطر الجنوبي قبل رحيل الاستعمار البريطاني في عام 1967.

إلى الآن، حتى كتابة آخر كلمة من هذا المقال، لايزال عبد ربه منصور هادي ، المؤتمن الأول على اليمن، يتابع من قصره انهيار البلد بدون أن يفعل شيئاً، وبدون أن "يدُبَّ" الصوت عالياً ويعلن طبيعة المؤامرة التي يتعرض لها اليمن... كما أن طلائع "الحوثيين"، قد وصلت إلى مشارف مدينة "تعز"، أم الثورات والانتفاضات ومصنع الكفاءات الوطنية والقدرات السياسية، وقد جرى كل هذا خلال أقل من أسبوع من الانطلاق بسيارات الدفع الرباعي من صنعاء إلى الحديدة إلى "إبْ"... إن هذا يعني أنَّ هناك مؤامرة كبرى ولغزاً غير معروفٍ... وأنَّ هناك، كما هو واضح، عودة إلى "تشطير" ما قبل عام 1990... وربما إلى وضع سلطنات ما قبل انسحاب البريطانيين من "الجنوب العربي" في عام 1967!

back to top