ما الذي يجري في اليمن ؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
هل لأن العرب كلهم، لا عرب الخليج وحدهم، ينتظرون أن تطوقهم إيران من الجهات الأربع، وأن تسيطر، من خلال سيطرة "الحوثيين" على "الحديدة" ومضيق باب المندب، على البحر الأحمر كله، وستتحكم في منافذه كلها، بما في ذلك قناة السويس أو قناتا السويس وميناء العقبة... والوصول إلى شبه جزيرة سيناء وشواطئ قطاع غزة؟! لماذا يقبل عبد ربه منصور أن يحوِّله "الحوثيون" إلى مجرد: "خليفةٍ في قفصٍ"؟... لماذا لا يرفع صوته عالياً ويطلب "النجدة" العاجلة؟... لماذا لا يعلن: "اللهم اشهد أني قد بلَّغت"؟... ما هذا الذي يجري في اليمن؟ وهل هناك أمور تشكل مؤامرة كبرى ستكشفها الأيام المقبلة وعندها فإن الوضع سيصبح بمثابة "فالجْ لا تُعالجْ...؟!إن هناك أسئلة كثيرة إزاء هذا الذي يجري في اليمن ويستسلم له اليمنيون والخليجيون والعرب كلهم استسلامهم للقدر، وقد أصبح ثابتاً ومؤكداً أن المبادرة الخليجية قد ماتت وشبعت موتاً، وأنَّ هذا البلد، الذي أوصلته وحدة عام 1990 الاضطرارية والارتجالية، التي استُغلت من علي عبدالله صالح استغلالاً بشعاً أبقاه في الحكم كل هذه السنوات الطويلة إلى كل هذه الأوضاع المأساوية، ربما لا يكتفي بالعودة إلى ما كان قائماً قبل أربعة وعشرين عاماً، أي إلى مجرد "التشطير"، بل قد يتعداه إلى التشظي بحيث تصبح كل قبيلة من قبائله الشمالية والجنوبية سلطنة كسلطنات الشطر الجنوبي قبل رحيل الاستعمار البريطاني في عام 1967.إلى الآن، حتى كتابة آخر كلمة من هذا المقال، لايزال عبد ربه منصور هادي ، المؤتمن الأول على اليمن، يتابع من قصره انهيار البلد بدون أن يفعل شيئاً، وبدون أن "يدُبَّ" الصوت عالياً ويعلن طبيعة المؤامرة التي يتعرض لها اليمن... كما أن طلائع "الحوثيين"، قد وصلت إلى مشارف مدينة "تعز"، أم الثورات والانتفاضات ومصنع الكفاءات الوطنية والقدرات السياسية، وقد جرى كل هذا خلال أقل من أسبوع من الانطلاق بسيارات الدفع الرباعي من صنعاء إلى الحديدة إلى "إبْ"... إن هذا يعني أنَّ هناك مؤامرة كبرى ولغزاً غير معروفٍ... وأنَّ هناك، كما هو واضح، عودة إلى "تشطير" ما قبل عام 1990... وربما إلى وضع سلطنات ما قبل انسحاب البريطانيين من "الجنوب العربي" في عام 1967!