«الضريرة والحب»... حكاية إنسانية لم تبصر النور
النص غرق في العامية... والحداد والعجيمي لم يوفقا في العرض
صدم عرض «الضريرة والحب»، لمسرح الحداد، الجمهور بهشاشة مستواه وضعف أداء الممثلين، إضافة إلى غياب الرؤية الإخراجية.
في ختام العروض المنافسة على جوائز مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر، قدمت فرقة الحداد المسرحية مساء أمس الأول عرضها المسرحي «الضريرة والحب» على خشبة مسرح الدسمة، وسط حضور لافت لفنانين وإعلاميين ونقاد.المسرحية تطرح قضية إنسانية تتمحور حول قصة فتاة ضريرة تهوى الغناء ويقوم أحد الملحنين بتدريسها الموسيقى، ويخشى عمها أن تتطور علاقتها بالملحن إلى علاقة حب، ويفاجئ الملحن الجميع بأنه قدم ألحانه لمطربة أخرى، فتثور الفتاة الضريرة مصدومة بموقف المحلن، ومن ثم تقرر قتله، اعتقادا بأنها خسرت شيئا مهما في حياتها.وفي أثناء الندوة التطبيقية أبدى المشاركون العديد من الملاحظات السلبية على النص وعلى الرؤية الإخراجية، ولم يقتصر النقد على ذلك بل امتد إلى أداء الممثلين، حيث اعتبر الناقد عقباوي الشيخ أن هذا العرض كان صدمة بالنسبة له، وخصوصا أنه كان أحادي النبض، وأوضح أن هذه الأخطاء والمشاكل من الممكن أن يقع بهما المخرج إذا كان هو نفسه المؤلف، وتابع: تمنيت لو أن عبدالعزيز الحداد أوكل مهمة الإخراج إلى مخرج آخر العمل، أعتقد هذا العرض تسرع في المشاركة في المهرجان، رغم أن النص كان جميلا جدا لأنه يناقش قضية إنسانية راقية ولكن لم يوفق الحداد في إخراجه العمل.من جانبه، طالب الناقد المصري، عادل البطوسي، بإعادة صياغة النص المسرحي، معتقدا أن الإخراج كان جيدا إلى حد ما، وتابع: النص غرق في اللهجة المحلية وكان على عبدالعزيز الحداد العمل على العرض بشكل أكبر.وعبر الصحافي والناقد عبدالمحسن الشمري عن حزنه العميق بسبب هذا العرض، وأضاف: أعرف أن المخرج الحداد من أبرز الفنانين في الوطن العربي، وله بصمة بهذا المجال، ولكن اليوم تنازل عن دوره كمبدع في المونودراما، ومنحها لمسرح آخر لم يوفق فيه، وحزين أيضا لعودة الفنان الكبير محمد العجيمي في هذا الدور وفي هذا العمل وإمكاناته أكبر بكثير مما شاهدناه في هذا العمل، ولكن للأسف العمل كان سقطة للمخرج ولفريق العمل. ويرى الناقد الجزائري عبدالكريم بوشراكي أن أغلب النصوص التي يخرجها مؤلفها تفشل، ويرجع السبب من وجهة نظره لأن الإنسان لا يستطيع أن يحاكي نفسه ولا يستطيع أن يخرج عملا لنفسه إلا بشكل نادر، مضيفا انه إذا كان مؤلف النص كتب العمل عن تجربة شخصية فيجب أن يستعين بمخرج آخر ولا يقدم على إخراج نصه.المدرسة الأميركيةوبدوره، أكد مخرج ومؤلف العمل، الفنان عبدالعزيز الحداد، أن المسرحية تتناول قضية إنسانية تتحدث عن ضرورة تفعيل العقل وعدم تحكيم العواطف التي تؤدي دائما إلى أمور وأحداث غير متوقعة، مشيرا إلى أن العمل واقعي صيغ بلهجة كويتية، والنص يتبع المدرسة الأميركية في الأعمال المسرحية. ووجه الحداد تحياته للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعد اتاحته الفرصة للفرق المسرحية الخاصة للمشاركة في مثل هذه الفعاليات الضخمة.يذكر أن المسرحية من تأليف وإخراج عبدالعزيز الحداد بمشاركة الفنان محمد العجيمي والفنان عبدالمحسن النمر والفنانة شذى سبت، بالإضافة إلى نسرين سرور وجراح الدوب، وساعد في الإخراج سندس دشتي، وصمم أزياء العمل أمل اليفان، وكانت الاضاءة لخالد النجادي، وصمم الديكور سعود الفرج، والمؤثرات صوتية لخالد الشمري، والمكياج من عبدو طقش.