عكست التحركات الأخيرة للجماعات الإرهابية في مصر، والتي صعدت من عملياتها ضد قوات الجيش في أعقاب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، يوليو العام الماضي، مدى التنسيق في ما بينها في توقيتات وأماكن تنفيذ العمليات الإرهابية، ففي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة العمليات في سيناء، تهدأ وتيرة العمليات في القاهرة والعكس.

Ad

على الوتيرة ذاتها، فإن تزامن العمليات الأخيرة التي شهدتها إحدى شبكات مترو الأنفاق في القاهرة وخطوط السكك الحديدية في محافظة المنوفية شمال القاهرة الخميس الماضي، عزّز وجود تنسيق بشأن هذه العمليات، حيث تزامن توقيت التفجيرين، اللذين خلفا عدداً من القتلى والمصابين، ما دفع خبراء في الحركات الأصولية إلى ترجيح وجود قيادة واحدة تحرك تلك الجماعات.

الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، صبرة القاسمي، قال إن الجيل الثالث من الإرهاب يتميز بـ»العنقودية»، التي لا تسمح بتعرف كل خلية على نظيرتها، إلا أن تناغم العمليات فيما بينها، يؤكد وجود عامل مشترك وهو القيادة الواحدة، بينما ذهب القيادي السابق في تنظيم الجهاد نبيل نعيم، إلى أن قيادات تنظيم «الإخوان» الهاربة هي العقل المُدبر لكل تلك الأحداث التي تشهدها البلاد، موضحاً لـ»الجريدة» أن النائب الثاني لمرشد «الإخوان» محمود عزت المُرجح وجوده في قطاع غزة هو مدبر تلك العمليات.

استراتيجياً، أيّد الخبير العسكري اللواء طلعت مُسلَّم، فكرة وجود قيادة موحدة تحرك كل التنظيمات الإرهابية، وقال لـ»الجريدة» إن «القيادة مسؤولة عن التمويل والدعم اللوجيستي»، موضحاً أن «تصعيد العمليات وتزامنها يشير إلى وجود قيادة واحدة لهذه التنظيمات كافة».

وفيما رجح الخبير الأمني اللواء مجدي البسيوني، وجود قيادة واحدة لتلك الجماعات، إلا أنه فرق بين نوعين منها، الأولى شديدة الخطورة ومدربة جيداً، وهي التي تنفذ عمليات سيناء، بينما الثانية تنفذ العمليات المحدودة في القاهرة، مضيفاً: «إجراءات الجيش الأخيرة في سيناء ستحسم الأوضاع في وقت قريب».

يُذكر أن القاهرة اتخذت جملة من الإجراءات، في أعقاب حادث استهداف كمين «كرم القواديس» في سيناء 24 أكتوبر الماضي، والذي خلف 33 شهيداً وعشرات المصابين، بينها إخلاء الشريط الحدودي مع غزة.