تظاهرات في نيويورك بعد براءة شرطي قتل رجل أسود "خنقاً"

نشر في 04-12-2014 | 13:09
آخر تحديث 04-12-2014 | 13:09
No Image Caption
احتشد آلاف المتظاهرين مساء الأربعاء في العديد من أحياء نيويورك بينما أوقف قرابة ثلاثين شخصاً اثر قرار هيئة محلفين عدم توجيه اتهام إلى شرطي أبيض في مقتل رجل أسود.

ويأتي القرار بعد عشرة أيام فقط على صدور قرار مماثل في فرغسون "ولاية ميزوري" أدى إلى اضطرابات وأعمال شغب وحمل على نشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في نيويورك لتفادي وقوع حوادث.

وأعلن وزير العدل اريك هولدر على الفور مساء الأربعاء فتح تحقيق فدرالي حول انتهاك الحقوق المدنية للضحية اريك غارنر.

وتوجه عدد كبير من المتظاهرين إلى برودواي وساحة تايمز سكوير حيث كان عدد الحشد يقارب خمسة آلاف شخص بحلول المساء، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، وأضافت الصحيفة أن سائقي السيارات العالقين بسبب التظاهرات أطلقوا أبواقهم تعبيراً عن دعمهم للتحرك.

وردد المتظاهرون "لا عدالة لا سلام"، وهو شعار المتظاهرين في فرغسون، ورفعوا لافتات كتب عليها "فرغسون موجودة في كل مكان" و"وحشية الشرطة وجرائم القتل يجب أن تتوقف" و"حياة السود لها حساب".

وتجمع مئات المتظاهرين بالقرب من مركز روكفيلر واوقف البعض عندما حاولوا الجلوس على الرصيف، حسبما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.

ونظمت تظاهرات محدودة أيضاً في أحياء أخرى مثل هارلم وستاتن ايلاند حيث قتل غارنر "43 عاما" في 17 يوليو.

وأعلن قائد شرطة نيويورك بيل براتون أن قوات الأمن أوقفت قرابة 30 شخصاً.

وشهدت العاصمة واشنطن تظاهرات محدودة جرت في أجواء من الهدوء.

وكان اريك غارنر وهو أب لستة أولاد اشتبهت الشرطة في بيعه سجائر بطريقة غير قانونية، حاول لفترة قصيرة مقاومة عناصر أمن طرحوه أرضاً.

وفي شريط فيديو لأحد الهواة يظهر أحد الشرطيين ويدعى دانيال بانتاليو وهو يمسك غارنر من رقبته لطرحه أرضاً وهي ممارسة ممنوعة لدى الشرطة في نيويورك، وردد غارنر الذي يعاني من السمنة والربو عدة مرات "لا استطيع التنفس"، قبل أن يفقد الوعي، وأعلنت وفاته بعيد ذلك ونسبها الطبيب الشرعي إلى قتل غير متعمد.

وعلّق الرئيس الأميركي باراك أوباماً سريعاً على قرار هيئة المحلفين قائلاً "غالباً ما لا يعتقد الناس أن البعض يعاملون بانصاف، في بعض الحالات يكون هناك سوء فهم لكنه أحياناً الواقع".

وأضاف أوباما "لن نهدأ قبل أن يتم تعزيز الثقة والمسؤولية بين الناس والشرطة".

ومع أن بانتاليو لن تتم ملاحقته في نيويورك إلا أن هولدر أعلن مساء الأربعاء فتح تحقيق فدرالي حول ما إذا حصل انتهاك للحقوق المدنية لغارنر الذي لم تخف والدته غضبها من قرار هيئة المحلفين.

وقالت غوين كار في مؤتمر صحافي "كيف يمكننا أن نثق بنظامنا القضائي عندما يخيبون آمالنا إلى هذا الحد؟".

وصرح رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو "أنه يوم مؤثر ومؤلم جداً للمدينة"، مضيفاً أنه "لا بد من ايجاد سبيل للمضي قدماً".

وتابع دي بلازيو المتزوج من امراة سوداء أنه نبه أبنه على مدى سنوات من "المخاطر التي يمكن أن يواجهها" في حال مواجهات مع الشرطة.

إلا أنه دعا المتظاهرين إلى الاحتجاج "بشكل سلمي" وإلى "العمل من أجل احداث تغيير".

وكان مدعي دائرة ستاتن ايلاند دانيال دونوفان أوضح في وقت سابق أن هيئة المحلفين التي تضم 23 مواطناً أميركياً لم تجد "سبباً معقولاً للتصويت على توجيه الاتهام" إلى دانيال بانتاليو وذلك بعد "التباحث حول عناصر التحقيق التي عرضت عليها".

وكان بانتاليو "29 عاماً" أوضح في بيان أنه "لم يتعمد أذية أحد وأنا اشعر بالألم لوفاة غارنر وآمل أن تتقبل أسرته تعازيي الشخصية على مصابها".

إلا أن زوجة غارنر رفضت المبادرة قائلة أن "بانتاليو كان يجب أن يشعر بالندم عندما كان زوجي يصرخ أنه عاجز عن التنفس".

وحذرت السلطات التي أعلنت قبل بضع ساعات اطلاق برنامج تجريبي يقوم على تزويد عناصر الشرطة بكاميرات صغيرة "لتحسين الثقة بين الشرطة والناس"، من أي انفلات.

وصرح براتون "يحق للناس التظاهر والاحتجاج، لكنهم إذا قاموا بأعمال جنائية مثل النهب فسيتم توقيفهم بكل بساطة"، ويبلغ عديد شرطة نيويورك 35 ألف عنصر من رجال ونساء.

back to top