عززت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، عقب اجتماع مطول مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس الأول، بشأن الأزمة اليمنية، من احتمالية مشاركة قوات برية مصرية في عملية «عاصفة الحزم».

Ad

رغم استمرار العمليات الإرهابية في مصر، منذ صعود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد انتخابات ديمقراطية، في يونيو الماضي، بدت القاهرة أمس عازمة على مواصلة دعم "التحالف العربي"، الذي شكلته السعودية، والمكون من عشر دول، للمساعدة في عودة الشرعية إلى اليمن، المطلة على البحر الأحمر، خصوصا "باب المندب".

وفسر مراقبون تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، التي أدلى بها وخلفه اصطف قادة الجيش، أمس الأول في أعقاب الاجتماع، بأنها تمهد لإرسال قوات برية لليمن، حيث حرص على تأكيد أن ما حدث في الستينيات من القرن الماضي من تدخل عسكري مصري في اليمن، كانت له ملابساته المختلفة، والتي ادت إلى انسحاب القوات المصرية، بعد خسارة قدرتها تقارير بآلاف الجنود، مؤكدا أن "تلك الظروف لا تتوافر حاليا، ومصر لن تتخلى عن الدفاع عن أمن الخليج".

واستعرض لقاء السيسي بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة أيضا آخر المستجدات في ملف الحرب على الإرهاب في سيناء، وأوضح بيان للمجلس أن الرئيس أشاد بجهود الجيش في التصدي للعمليات الإرهابية، وقال: "الأحداث الإرهابية لن تُثني رجال مصر من القوات المسلحة والشرطة عن مواصلة جهودهم لتأمين الوطن في الداخل والخارج".

وقال السيسي، في أعقاب اللقاء، إن مصر لن تتخلى عن أشقائها من الدول العربية، ليس فقط في الخليج الذي يعد أمنه خطا أحمر وجزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، لكن أيضا في كل الدول العربية، مؤكداً أن تأمين الملاحة في البحر الأحمر وحماية مضيق "باب المندب" يعد أولوية قصوى من أولويات الأمن القومي المصري.

توقعات

وذكر الكاتب والمحلل الصحافي عبدالله السناوي ان الخطوات التي اتخذها السيسي حتى الآن تؤكد أن قرار التدخل البري في اليمن قد اتخذ بالفعل، خلال اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، موضحا لـ"الجريدة" أن السيسي ألمح خلال كلمته إلى ذلك.

وقال السناوي، المقرب من دوائر صنع القرار، "المادة (152) من الدستور تقول إن الرئيس لا يعلن الحرب، ولا يرسل القوات في مهمة قتالية في الخارج، إلا بعد موافقة مجلس الدفاع الوطني، ومجلس النواب بأغلبية ثلثي الأعضاء، وإذا كان النواب غير قائم يجب أخذ رأي المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وموافقة كل من مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الوطني"، مشيرا إلى أن السيسي اجتمع بالمجلس الأعلى، وأعلن أنه سيجتمع بالحكومة ومجلس الدفاع الوطني لاحقا.

إلى ذلك، وبينما تواصل وزارة الخارجية المصرية جهود إجلاء مصريين من اليمن، عبر الحدود السعودية، أفاد مصدر مصري رفيع بأن الرئيس السيسي طالب بتقارير كاملة تُحدد مخاطر نزول القوات البرية، إلى جانب تقارير عن طبيعة الأراضي، وأوضح المصدر لـ"الجريدة" أن مجموعة من العناصر الخاصة تدربت على مسرح عمليات مشابه للأراضي اليمنية، وشملت تدريباتهم عمليات دهم في الجبال والدروب.

في السياق، أجرى وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي مباحثات مع رئيس هيئة الأركان بدولة جيبوتي اللواء الركن زكريا شيخ إبراهيم، أمس، وتناول اللقاء آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة التطورات في اليمن، وما تشهده منطقة جنوب البحر الأحمر من توترات.

انفجار الزمالك

داخليا، شهدت القاهرة أمس عودة التفجيرات الإرهابية إلى إحدى أكثر مناطقها محورية، حيث انفجرت عبوة بدائية الصنع أسفل سيارة "ربع نقل" أعلى جسر 15 مايو، بالقرب من ضاحية "الزمالك" الأنيقة، ما تسبب في استشهاد شرطي، وإصابة مدنيين، وتبين من التحريات أن سائق العربة وصاحبه توقفا بسيارتهما لسؤال الشرطي، فوقع الانفجار.

وقال مدير إدارة المفرقعات في القاهرة اللواء علاء عبدالظاهر إن العبوة مكونة من مادتين شديدتي الانفجار، تزن 3 كيلوغرامات، كفيلة بإحداث تفجير أقوى من الذي حدث، مضيفا: "أجرينا عملية مسح شامل للمنطقة، ولم يتم العثور على أي عبوات أخرى، بينما قالت مصادر أمنية إن فريقا من النيابة العامة توجه إلى مشفى الشرطة في منطقة العجوزة لسماع أقوال المصابين.

ميدانيا، وعلى صعيد الحرب على الجماعات الإرهابية في سيناء، أعلن المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير مقتل 35 مسلحا خلال حملات للجيش المصري في سيناء، مضيفا ان شهداء الهجوم الإرهابي الذي استهدف نقاط تأمين الخميس الماضي ارتفع إلى 16

شهيدا من قوات الجيش.

في السياق ذاته، أكد مصدر أمني مسؤول أن قوات أمن القاهرة قتلت أحد قيادات تنظيم "أجناد مصر" الإرهابي، ويُدعى همام عطية، الذي يعد أكبر مسؤول في التنظيم الذي تخصص في تفجيرات داخل القاهرة. ووصف القيادي السابق في تنظيم الجهاد صبرة القاسمي استهداف عطية بـ"الضربة القاصمة للتنظيم"، موضحا لـ"الجريدة" أن همام يعد أحد مؤسسي تنظيم "أجناد مصر"، ومن أخطر الشخصيات، لأنه على اتصال دائم بتنظيم "أنصار بيت المقدس"، وجماعات إرهابية أخرى في ليبيا.

في الأثناء، لقي 35 إرهابيا مصرعهم، خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في منطقة فيصل التابعة لمحافظة الجيزة أمس، وقال مصدر أمني: "معلومات وردت بقيام تنظيم إرهابي بتصنيع قنابل يدوية، وبمداهمة المنزل أطلق النيران صوب القوات فأردته القوات قتيلا"، مضيفا: "عثرنا على 18 قنبلة بدائية الصنع، و18 طبنجة وبندقية آلية".

قضائيا، أحالت النيابة العامة المصرية أمس 187 شخصا من أنصار تنظيم "الإخوان" الإرهابي إلى المحكمة العسكرية، بعد اتهامهم بقتل ضباط شرطة خلال هجوم على أحد مراكز الشرطة عام 2013، وقال النائب العام في شمال المنيا عبدالرحيم مالك إنه وُجهت للمتهمين تهمة اقتحام مركز شرطة مغاغة في محافظة المنيا – جنوب مصر.