في مشهد يُعيد إلى ذاكرة المصريين، مشاهد ما قبل ثورة 25 يناير، أصدرت عدة منظمات قبطية مصرية ودولية، بيانات إدانة ضد وزارة الداخلية المصرية، بعدما قالت إن أفراداً من قوات الشرطة، اعتدوا على أقباط في قرية «جبل الطير» بمركز «سمالوط» التابع لمحافظة المنيا، عقب تجمهرهم أمام أحد الأديرة، مطالبين بعودة ربة منزل قبطية تدعى «إيمان صاروفيم مجلي»، التي أدى اختفاؤها في ظروف غامضة مطلع سبتمبر الجاري إلى موجة غضب عارمة في المحافظة الصعيدية، الأكثر احتشاداً بالسكان الأقباط في مصر.

Ad

وفي حين قرر «المجلس القومي لحقوق الإنسان»، تشكيل لجنة تقصي حقائق للتوجه إلى القرية، لم تعلق الكنيسة المصرية حتى أمس على الواقعة، في حين قالت مصادر قبطية في القرية، إن «الشرطة تعاملت بعنف مفرط مع الأقباط، الثلاثاء الماضي، حيث اعتقلت عدداً منهم إثر تظاهرهم، للمطالبة بعودة السيدة المختطفة».

من جانبها، وصفت «الهيئة القبطية الهولندية» التابعة لأقباط المهجر، ما قامت به وزارة الداخلية بـ«الهجوم البربري المتطرف والممنهج»، وبينما أرسل نشطاء أقباط، خطاباً إلى رئيس الجمهورية، يطالبون فيه بإقالة مدير أمن المنيا، والبدء الفوري في التحقيق في اﻻنتهاكات التي تعرض لها أهالي «جبل الطير»، أصدر اتحاد «المنظمات القبطية في أوروبا» بياناً، استنكر ما حدث مع أقباط القرية، مطالباً بعزل كل قيادات المحافظة الأمنية والتنفيذية.

في السياق، حذر رئيس منظمة «الاتحاد المصري لحقوق الإنسان» نجيب جبرائيل، من تكرار أزمة السيدتين القبطيتين، وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، لافتاً إلى أن والد زوج المختطفة «إيمان صاروفيم» هو في الأصل «قس»، مما يزيد الأمور تعقيداً.

من جانبه، توقع مؤسس حركة «كريستيان» نادر صبحي، أن تشهد الأيام المقبلة أزمة بين النظام والأقباط، وأضاف لـ»الجريدة»: «ما حدث يدل على أن الأقباط يعاقبون على تأييدهم للسيسي، وما يحدث يُعيد إلى الأذهان ما كان يحدث في عهد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، ونتمنى ألا يتدهور الموقف».