مدير سيئ = «موظف سيئ» = «إنتاج سيئ»!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
بطبيعة الحال، فإن الموظف غير المندمج في عمله وغير المرتاح لا يعطي منتجا وظيفيا جيدا، وهذا مشاهد في كل البيئات الإدارية، ناهيك عن عشرات الدراسات التي تناولته، وعليه فإن عنوان المقالة، الذي جاء على شكل معادلة رياضية واضح جداً دون الحاجة لكثير من الشرح والتفصيل. المدير السيئ من ناحية عدم الاهتمام بمرؤوسيه، يؤدي بهم إلى أن يفقدوا الفاعلية بدورهم ليصبحوا موظفين سيئين بدورهم، الأمر الذي يؤثر في إنتاجية سائر المؤسسة ويقودها إلى الأسفل. في كتابه الشهير "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" يحكي ديل كارنيغي قصة تشارلز شواب، والذي يقال إنه أول رئيس شركة تقاضى راتب مليون دولار سنويا، وذلك في عام 1900، ويذكر أن السبب في ذلك يعود إلى أنه كانت لتشارلز شواب طريقة مميزة في التعامل والتواصل مع مرؤوسيه والعاملين تحت إمرته جعلتهم يقدمون أفضل ما عندهم لشركة الحديد والصلب التي كانوا يعملون فيها؛ مما ضاعف من إنتاجيتها لمرات عديدة وجعلها تحقق أرباحا طائلة.مجددا وبعبارة أخرى سأقول إنه بمقدار جودة وتميز المدير تكون جودة وتميز الموظفين، وتكون جودة وتميز الإنتاج، ولصدق هذه العبارة الإدارية البسيطة المباشرة فإن رؤساء الشركات الكبرى والمديرين الجيدين حول العالم يتقاضون اليوم مرتبات ومكافآت ضخمة نظير جهودهم. على سبيل المثال، تقاضى شريف سوكي، الأميركي الجنسية اللبناني المولد، المرتب الأعلى في أميركا في عام 2013، حيث بلغ قرابة المئة وخمسين مليون دولار توزعت ما بين أموال مباشرة وأسهم ملكية في الشركة التي يديرها، وهو المرتب المستحق بجدارة حسب تقارير مجلة "فوربس" الشهيرة. اقرؤوا عنه وستذهلون من حكايته وكيف استطاع إنقاذ شركة "شينيير للطاقة" ورفعها من مجرد شركة صغيرة لا تأثير لها في السوق، إلى لاعب أساسي في سوق الطاقة.بكل بساطة، إذا أردت أن تعرف السر في نجاح مؤسسة عمل ما أو فشلها، حكومية كانت أو خاصة، أو حتى دولة، فانظر إلى من يجلسون على مقاعد القيادة فيها!