بعد مرور سنة على الفراغ الرئاسي اللبناني، لاتزال الأزمة تراوح مكانها من دون أن يلوح في الأفق أي حل لانتخاب رئيس. ولعل لقاء نواب قوى «14 آذار» من المسيحيين والبطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، بإمكانه فتح كوة «إعلامية» في جدار الأزمة الرئاسية، إذ من المتوقع أن تبقى في خانة تسجيل المواقف، إلا إذا ترافقت مع خطوات عملية.

Ad

وأقر اجتماع أمس تشكيل لجنة تضم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ووزير الاتصالات بطرس حرب، ونائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، والنائب نديم الجميل، وعضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني للتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ووضعه في جو الخطوات التي اتفق عليها الحاضرون.

وتلا الوزير حرب بيان الاجتماع، لافتا إلى أنه «من بين الخطوات، اعتبار مجلس النواب في حال انعقاد دائم كما نص عليه الدستور والتوجه لتأمين حضور يومي في البرلمان لانتخاب رئيس»، معتبرا أن «النصاب الدستوري بعد الدورة الأولى هو الأكثرية المطلقة، أي النصف + 1».

وأضاف: «تمنى نواب 14 آذار على الراعي دعوة جميع النواب من كل الطوائف والأحزاب والكتل لاجتماع في بكركي لاتخاذ الخطوات المناسبة».

الراعي

من ناحيته، أكد الراعي خلال اللقاء أمس ضرورة «الاتفاق على مخرج ديمقراطي ينطلق من الدستور الواضح في مواده المختصة بانتخاب رئيس للجمهورية».

وقال: «أهلا وسهلا بكم، وشكرا للمداخلات التي سمعناها منكم. أنتم هنا، مشكورون، للإعراب عن استيائكم المرير من عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ أربعة عشر شهرا، ومن فراغ سدة الرئاسة منذ سنة كاملة ويوم، بسبب أن اثنين وأربعين زميلا لكم في النيابة يقاطعون الجلسات الثلاث والعشرين التي جرت منعا لاكتمال النصاب، معتبرين أنهم يريدون رئيسا قويا يصنع في لبنان ومن لبنان. وأنتم هنا للبحث عن مخرج لأزمة الفراغ. نحن معكم في الاستياء بوجهيه، وفي البحث عن المخرج، ونحن معهم بالمطلب لا بالوسيلة».

وقال: «أما كيف الخروج من أزمة فراغ سدة الرئاسة وحالة تعطيل النصاب، فيجب أولا إعلان فعل إيمان بلبنان الدولة والوطن، والانطلاق من ثوابتنا الوطنية الثلاثة: العيش المشترك والميثاق الوطني وصيغة المشاركة. ويجب ثانيا الإقرار بأخطاء مخالفة للدستور متمادية اقترفها الجميع، في هذا وذاك من الظروف، وهذه وتلك من الحالات.

ويجب ثالثا الاتفاق على مخرج ديمقراطي ينطلق من الدستور الواضح في مواده المختصة بانتخاب رئيس للجمهورية، على أن يتم التوافق على هذا المخرج الدستوري من أجل ضمانة الالتزام به. لكن الأساس الأصيل لهذه الثلاثة هو الإخلاص للبنان وجعله فوق كل اعتبار شخصي أو فئوي أو مذهبي».

وختم: «نأمل في هذا اللقاء التاريخي في هذا الوقت الحرج العمل على التفكير في إمكان إيجاد مثل هذا المخرج لحل أزمة الفراغ في سدة الرئاسة، فلا أحد مستعد لهزيمة، وعار جديد أن نبدأ عاما جديدا والفراغ في سدة الرئاسة».

وعن موضوع النصف زائد واحد، أوضح مكتب الإعلام في بكركي أن البطريرك لم يعط رأيه بالنصاب، بل وافق على نقل الاقتراح الى بري ومناقشته معه، مشيرا الى ما يتفق عليه مع بري يوافق عليه البطريرك.

يذكر أن مبادرة مسيحيي 14 آذار هذه جاءت بعد المبادرة التي طرحها زعيم تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.

فتوش: عون الوحيد الذي يتكلم باسم المسيحيين!

زعم النائب نقولا فتوش بعد استقباله وفدا من "التيار الوطني الحر" في زحلة، أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، هو "الوحيد هذه الأيام الذي يتكلم باسم المسيحيين"، معلناً موافقته على المبادرة التي طرحها عون.

ودعا فتوش إلى تعيين العميد شامل روكز، صهر النائب عون، قائداً للجيش اللبناني. وقال: "عندما يقال إننا قادمون الى معارك في جرود عرسال فعندها يجب أن يكون روكز قائداً للجيش".

ورد فتوش على كلام رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل أمس الأول، معتبراً أنه "لا يجوز المقارنة بين داعش وحزب الله، فالأخير هو وسام الشرف، ويضم شرفاء مهمتهم الدفاع عن لبنان".