أكد القيادي الإخواني المنشق مختار نوح أن الرئيس عبدالفتاح السيسي على دراية كاملة بما يشغل المصريين، مستبعداً نجاح أي وساطة للمصالحة مع جماعة «الإخوان»، مشدداً على أن «إعادة إعمار الإخوان» خارج أجندة الدولة المصرية الآن. وكشف نوح، الذي كان ضمن مجموعة التقت السيسي، خلال مقابلة مع «الجريدة»، عن البدء في تشكيل «تيار تنويري» لمواجهة الخطاب المتشدد، محذراً السلفيين من اختطاف دور الأزهر الشريف، وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• ما أبرز مشكلة تعانيها جماعة «الإخوان» حالياً؟

- مشكلة عناصر الإخوان حالياً تكمن في عدم إدراكهم للواقع، وأغلبيتهم ترى ما حدث للجماعة مجرد «ابتلاء» دون أي حسابات عقلية أو مراجعة هادئة ومجدية يقدم من خلالها قيادات الجماعة بالداخل والخارج «كشف حساب» عن الفترة التي شهدت السقوط المدوي للإخوان، ولم يكتفوا بذلك بل تمادوا في استعداء الشعب والتورط في أعمال عنف تستهدف الدولة ذاتها.

• هل تتوقع حدوث مبادرة للتصالح بين الدولة والجماعة؟

- لا أتوقع نجاح أي مصالحات أو إحداث أي وساطات مع الجيل الحالي من الإخوان، لأن عقولهم متوقفة تماماً منذ عقود، وقد نقلنا ذلك إلى الرئيس السيسي أثناء لقائنا معه الأسبوع قبل الماضي.

• ماذا دار خلال لقائك مع السيسي؟

- لا أستطيع أن أفصح عن كل ما دار، فلست مخولاً بالحديث عن ذلك، لكنني لمست صدق الرئيس في أنه يعامل جماعة «الإخوان» وفقاً لرغبات الشعب، فالسيسي وجدناه ينطق باسم المصريين وعلى دراية كاملة بما يشغلهم، ومعظم المصريين الآن يرفضون التصالح مع الإخوان أو «إعادة إعمار» سمعتهم وصورتهم مُجدداً، وبالتالي فإن ما أثير حول طرح ميثاق للتوبة بين قيادات الإخوان داخل السجون برعاية الدولة، أستطيع التأكيد أنه غير صحيح تماماً، وغير مدرج على أجندة صُناع القرار حالياً إعادة دمج الإخوان في الحياة السياسية.

• هل قدمتم مقترحات لمواجهة التطرف خلال اللقاء؟

- قدمنا حزمة مقترحات، لكن الإفصاح عن التفاصيل الكاملة يظل حقاً لمؤسسة الرئاسة، فالحديث تطرق إلى محاور أخرى استشعرنا منها اهتماماً بالغاً من الرئيس بالشباب ودورهم، والأمر ليس مجرد شعارات يرددها، لكنه لا يريد منهم مظلوماً داخل السجون، وسيفرج عن دفعة منهم قريباً، ليكونوا عوناً له في حشده ضد الإرهاب والتطرف.

• هل ترتبت على اللقاء نتائج ملموسة؟

- نحن عاكفون على تشكيل تيار «تنويري» ووضعنا مجموعة من الأسماء البارزة التي تمتلك رصيداً من الثقة لدى الشارع المصري، لتكون بديلاً عن الخطاب الذي يصدره متشددون في العديد من الأوساط الإعلامية والسياسية والاجتماعية، وسنحاول خدمة الدولة بالعديد من الفعاليات التي ستوجه بشكل مكثف إلى فئة الشباب.

• ماذا تقول للقوى الإسلامية المتحالفة مع الإخوان؟

- أقول لهم إنكم ترتكبون خطيئة باستمرار دعم الجماعة، وعليكم تغيير فكركم الذي لا يؤمن بالوطنية، إنما الأممية والسيطرة على العالم، وسارعوا إلى مراجعات تتضمن اعتذاراً علنياً للشعب المصري عن سلوك الإخوان وحلفائها طوال الفترة الماضية، فمجهوداتكم بلا طائل، ولن تتمكن من عرقلة الدولة المصرية أو إضعاف قواها.

• كيف تنظر إلى التيار السلفي في مصر الآن؟

- السلفيون يحشدون الآن قواهم ليتربعوا على عرش «الإسلام السياسي» في الفترة المقبلة، ولا أنصحهم بذلك، وأطالب حزب «النور» وقيادات الدعوة السلفية بالتوقف عن التحدث باسم الإسلام في المساجد أو المواقع التي تطلب الفتوى والاستشارة، فالأزهر الشريف منوط به لعب هذا الدور، والذي حاولت «الإخوان» السطو عليه وكانت هذه نهايتهم.

• ماذا عن قراءتك لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والتنظيمات المؤيدة له؟

- تلك التنظيمات تطورت من مجرد عقليات متشددة ومتحمسة للدين، إلى تنظيمات تكفيرية، وهي أقصى ما يمكن أن تبلغه جماعة ذات مرجعية دينية، ويجب ردعهم عسكرياً والرد عليهم بكل قوة، خصوصا في ظل لجوئهم إلى الصدمة في استراتيجيات عملهم، الأمر الذي نرصده من تطور خطابهم بفيديوهات من داخل الكهوف إلى مشاهد القتل والذبح العلني.

وأقول للشباب المنتمي إلى التنظيم المتطرف ويفاخر بذلك، إن «داعش» فعل بالعرب ما لم تفعله إسرائيل، وعليكم التأكد من أن تنظيمكم صنيعة سيتم افتضاح أمرها ذات يوم.