الجرأة في الدراما... هل تضع الإصبع على الجرح؟

نشر في 10-05-2015 | 00:02
آخر تحديث 10-05-2015 | 00:02
يأخذ مفهوم الجرأة في الأعمال، درامية كانت أم سينمائية، أبعاداً كثيرة، إلا أن بعض النجمات اللواتي عرفن بأدائهن أدواراً جريئة يشددن على أن الجرأة تعني الدور المركب والذكاء في طرح القضايا وإيصالها بطريقة صحيحة إلى المشاهد.
ريتا حايك

{الجرأة كلمة نسبية تتفاوت أهميتها وفق مفهوم المجتمعات} تؤكد ريتا حايك التي أدت أدواراً، سواء  على خشبة المسرح أو التلفزيون، اعتبرها البعض جريئة لأن المجتمع الذي نعيش ضمنه يفسّر الجرأة وفق معايير معينة، برأيها.

تضيف: {استغرب  فعلا اعتبار البعض الأدوار التي يؤديها الممثل  المحلي جرأة، فيما يتوجه هذا البعض إلى السينما لمشاهدة grades of shades والتصفيق له. هذا الانفصام في شخصية المجتمع مضحك}.

تؤكد أنها تحترم تحفظّات البعض وتشدد، في الوقت عينه، على أنها لا تقدم شيئاً بشكل مجّاني، لذا ما ورد في مسرحية {فينوس} التي قدّمتها مع الممثل بديع أبو شقرا، جاء في السياق الطبيعي لمضمونها ولتركيبة الشخصيات التي تسيطر عليها إيحاءات  {سادو مازوشية}.

وعما إذا كانت تخشى اهتزاز صورتها بعد تقديمها هكذا أعمال، خصوصاً أنها تشارك في أعمال عربية، تتابع: {مما يجب أن أخاف؟ أنا من يقرر صورتي وأعمالي، لا أحد يفرض عليّ خياراتي. ربما أتجه العام المقبل نحو صورة مغايرة وشخصية مختلفة، عندها سينسى الجمهور هذه الصورة وستحطّم خياراتي المستقبلية القالب الذي وضعني فيه، الدليل  نسيانه جرأة {كعب عالي}  ليتحدث راهناً عن {فينوس}، فالممثل هو الذي يصقل صورته، ويترك للجمهور الحكم على الأداء}.

جوليا قصار

{الحديث عن الجرأة يضحكني} تؤكد جوليا قصّار  مشيرة إلى أن الجرأة، سينمائية كانت أم درامية، موجودة في الأعمال المحلية منذ الستينيات والسبعينيات لا بل تخطّت ما نراه راهناً، حسب رأيها.

تضيف: {يجب أن تعكس الدراما الحقيقة، وواقع المجتمع ولا يمكن أن نختبئ وراء إصبعنا، والأهمّ أسلوبها الفنّي فإمّا يكون ناجحاً أو فاشلا}.

تستغرب قصار ربط الجرأة بالتلميحات الجنسية فحسب، معتبرة أن الجرأة تكمن في طريقة طرح فكرة تعتبر {تابو} في المجتمع، مثل العنوسة واستحالة بعض العلاقات بين الرجل والمرأة.

تتابع: {عالج فيلم {يلا عقبالكم} الذي شاركت فيه هذه المشكلات بصدق من دون أن يحوي ألفاظاً مبتذلة أو غريبة عن مجتمعنا، لذا تقبّله الجمهور ولم ينفر منه. أمّا المشاهد التي اعتبرها البعض جريئة فأتت في السياق الطبيعي للفيلم وأعطته مصداقية ولم تكن مبتذلة}.

تشدد على أن الدراما التي تعالج أزمات يعاني منها مجتمعنا يتعاطف معها الجمهور لأنها تعكس واقعاً معاشاً مستغربة إلصاق صفة الجرأة بالأعمال اللبنانية والممثلين اللبنانيين  وعدم ملاحظتها في أعمال عربية أخرى.

دارين حمزة

{تكمن جرأتي في اختيار الأدوار الهادفة التي تحمل رسالة معينة وحقيقية}، تؤكد دارين حمزة التي ألصق البعض صفة الجرأة بها، خصوصاً أنها أدّت أدواراً مركبة تطلبت منها تقديم مشاهد لم يعتد عليها المشاهد العربي، فيما تعتبرها هي طبيعية ضمن السياق الدرامي أو السينمائي.

تضيف: {في السينما والدراما، نجد دائماً من ينتقد ومن يؤيّد، لكننا في لبنان لم نقدّم إلا الأعمال المصبوغة بصورة المرأة الجريئة، بينما في سورية ومصر قُدّمت الجرأة من ضمن أعمال منوّعة، لذا لم يسلّط الضوء عليها مثل لبنان، لكننا بدأنا نشهد تغييراً».

توضح ألا رابط بين الأدوار التي تقدمها وشخصيتها الحقيقية، فهي خجولة ورومنسية وكلاسيكية، إلا أن هذا الواقع يختلف في الدراما، حيث التحرر من القيود واجب من أجل الرسالة التي يحملها العمل، مشددة على ضرورة الخروج من المثاليات الكاذبة وتسليط الضوء على الواقع كما هو، خصوصا في ما  يتعلق بحقوق المرأة.

تتابع: «حين يتحدث البعض عن الجرأة يذهب في خياله إلى أماكن أخرى بعيدة عن حقيقة الدور في أي عمل كان، تكمن الجرأة في طريقة طرح الأمور وكيفية إيصال الفكرة إلى الناس، وليس في الإغراء الذي يكون مبتذلاً في حال لم يخدم الدور».  

تشير إلى أن جرأتها نابعة من الحق وتعارض الجرأة المطلقة، وأن الدراما والسنيما وجدتا لتكونا مرآة المجتمع والناس، موضحة أن المشكلة  تكمن في أن مجتمعنا غير متصالح مع واقعه، لذلك لا تُقبل الجرأة، أحياناً، حين نعالح المشاكل كما هي على حقيقتها في بعض الأعمال.

كارلا بطرس

{لا تعني الجرأة خدش عين المشاهد بل تجسيد الشخصية بشكل واقعي بعيد عن المبالغة}،  تقول كارلا بطرس مؤكدة، في كل إطلالة إعلامية لها، أنها لا تلهث وراء الأدوار التي يعتبرها البعض جريئة، لذلك اعتمدت التنويع، وكما أدت أدوار فتاة الهوى وغيرها، قدمت صورة الأم والأدوار الكوميدية، موضحة أن المهم، في الحالات كافة،  كيفية إيصال الشخصية إلى المشاهد.

تضيف: {شخصياً أرفض الأدوار المسطحة وأفتشّ عن الأدوار المركبة النافرة التي لا نراها عادة من حولنا، فهي تغريني لأنها تحفر في ذاكرة الناس بشكل إيجابي على عكس ما يصوره البعض. ولو لم أمتلك مخزوناً كافياً من النضج الشخصي والفني لما وافقت على أدائها بحرفية بشهادة كبار المخرجين».

تؤكّد أنها لم تسع يوماً إلى عرض مفاتنها في التمثيل، بل إقناع المشاهد بإحساسها وتقديم الوظيفة المسندة اليها بأداء دور ما. فإذا تطلّب الدور اظهار ناحية جميلة في مظهرها، تقوم بذلك خدمة للدور، فضلا عن أنها تستخدم خبرتها في مجال عرض الأزياء لرسم شكل الشخصية وطريقة لباسها.

تتابع: «لا يهمني كيف يفسّر البعض كلمة جرأة، لأن الجرأة التي في مكانها مطلوبة وضرورة، شخصياً، عندما أقرأ النص أحاول أن أتذكر أشخاصاً عاشوا هذه التجربة ما يفجر في داخلي طاقة احترافية على المستوى التمثيلي. حتى عندما أؤدي أدواراً مغايرة يكون الانطباع عينه. المهم أنني أؤدي دوري الجريء على درجة عالية من الرقي لأنني متصالحة مع نفسي ولا أحمل عقد المجتمع ومحرماته».

back to top