وسط استمرار غارات التحالف العربي على معاقل متمردي اليمن، تسارعت أمس وتيرة المعارك الدائرة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي والرئيس السابق في عدن، في حين أعلنت الجماعة المتمردة استمرار وفدها الموجود في سلطنة عمان لمشاورته الهادفة لإيجاد مخرج للأزمة.

Ad

اشتعلت المعارك الدائرة بين المقاومة الشعبية الموالية للشرعية وعناصر الميليشيات الحوثية المدعومة من قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في مدينة عدن أمس.

وهاجمت اللجان الشعبية عناصر الميليشيات الحوثية قرب مطار عدن أمس لطردهم من المنطقة بالتزامن مع شن طيران تحالف إعادة الشرعية بقيادة السعودية خمس ضربات جوية على قاعدة عسكرية قرب المطار، بالإضافة إلى غارات على مواقع حوثية في أحياء التواهي والمعلا والمعاشيق.

وشهدت أحياء خور مكسر وكريتر والمعلا اشتباكات عنيفة بين رجال المقاومة والميليشيات الحوثية التي تتمركز في تلك الأحياء، وأسفر القتال عن مقتل 15 مسلحاً من الحوثيين، و4 من المقاومين، ونحو 200 جريح بينهم مقاتلون ومدنيون.

وقال نائب محافظ مدينة عدن، نايف البكري، إن طائرات التحالف دمرت عدداً من مركبات الحوثيين ونقاط تفتيش شمال وشرق عدن، مضيفاً أن المقاومة تقدمت نحو المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين الحوثيين في جزيرة العمال بمنطقة خور مكسر، وسيطرت عليها وقامت بتطهير منطقة دار سعد بشكل كامل من الحوثيين.

وأضاف البكري أن مواجهات عنيفة تشهدها منطقة جعوله، إضافة الى المواقع القريبة من منطقة المنداره والعريش على المدخل الشرقي للمحافظة من اتجاه محافظة أبين الجنوبية.

وأوضحت مصادر أن قصفا عنيفا بالدبابات والقذائف شنه الحوثيون على عدد من المناطق والأحياء السكنية من بينها حي عبدالعزيز في المنصورة.

وعدن هي المركز التجاري لليمن ومطارها مغلق منذ نشوب القتال، لكن ميناء المدينة يسمح بدخول المساعدات الإنسانية الضرورية بشدة للبلاد من وقت لآخر.

سلسلة غارات

وفي موازاة ذلك، نفذت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جديدة على مخازن أسلحة تابعة للحوثيين والقوات الموالية لصالح في تل عطّأن، وتل النهدين بالعاصمة صنعاء.

وقالت مصادر أمنية يمنية إن غارة جوية دمرت منزل القيادي في الحركة الحوثية مجاهد حيدر، الذي لعب دوراً رئيسياً في سيطرة الحوثيين على محافظة عمران في يوليو الماضي.

كما امتدت الغارات لأول مرة إلى مديرية النادرة بمحافظة إب وسط البلاد، مستهدفة مواقع عسكرية تابعة للحوثيين والقيادات الموالية لهم.

وفي محافظة صعدة، شنت المقاتلات السعودية سلسلة غارات كثيفة على مسلحين حوثيين، قالت مصادر عسكرية موالية للسلطة الشرعية إنهم كانوا «يخططون للزحف على أراض سعودية».

وشن طيران التحالف 5 غارات على مدينة النظير بمديرية رازح ثاني أكبر مدن صعدة، كما استهدف الطيران تجمعات للحوثيين في منطقة القلعة والقابل.

كما دمرت غارات أخرى منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا في منطقة حرض بمحافظة حجّة غربي اليمن، وموقعا عسكريا تابعا لقوات صالح في المناطق الحدودية مع السعودية، ما أسفر عن مقتل عدد من المسلحين.

وتسببت غارات التحالف، التي شنها على مواقع المتمردين مساء أمس الأول وصباح أمس، في مقتل 40 مسلحاً حوثياً.

مواجهات في تعز ومأرب

وفي مدينة تعز، سقط قتلى وجرحى في اشتباكات بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق، إثر محاولات للحوثيين والقوات الموالية لهم التقدم نحو جبل جره.

وشهد الجبل قصفا عنيفا بالمدفعية من أكثر من اتجاه وهجوم من منطقة الزنوج غربي المدينة، لكن المقاومة تصدت له.

وفي محافظة مأرب استمرت المواجهات التي وصفت بالعنيفة بين المقاومة الشعبية وبين الحوثيين وقوات صالح.

وكان نحو 11 حوثيا قتلوا، وجرح آخرون، في مواجهات مع المقاومة في منطقة الجدعان بمديرية مجزر شمالي المحافظة.

وقالت مصادر قبلية إن المقاومة استولت على عربة عسكرية تابعة للحوثيين وعلى متنها «مضاد طيران»، إضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة، كما تمكنت من طرد الحوثيين من بعض مواقعهم في الجدعان، وتعقبتهم إلى مواقع أخرى.

مشاورات مسقط

على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت جماعة «أنصار الله» الحوثية، مساء أمس الأول استمرار اللقاءات والمشاورات التي يجريها وفد الجماعة في سلطنة عمان، من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة المتفاقمة في اليمن.

وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام، على «فيسبوك»، إن الحوثيين مستمرون في بحث ومناقشة العديد من القضايا اليمنية مع أطراف دولية وإقليمية، وبإشراف مباشر من سلطنة عمان التي «تحرص على إحلال السلام والأمن والاستقرار».

وكان وفد من الحوثيين برئاسة رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح الصماد توجه إلى سلطنة عمان السبت الماضي، لبحث سبل إيجاد حل للنزاع اليمني، ولاحقا التقى وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف.

مساعدات إيرانية

من جهة أخرى، قالت طهران إن طائرة تحمل مساعدات إيرانية لليمن هبطت أمس في جيبوتي لتخضع لتفتيش الأمم المتحدة قبل أن تواصل طريقها إلى اليمن.

( صنعاء، عدن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)