ياسين: «الحزم» اضطرار... و«مارشال خليجي» لإعمار اليمن

نشر في 21-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-04-2015 | 00:01
No Image Caption
«الوساطة الإيرانية جاءت متأخرة من طرف متورط ولا وساطة عمانية»
اعتبر وزير الخارجية اليمني أن عاصفة الحزم كانت اضطراراً لإنقاذ اليمن, مشيراً إلى توافق خليجي على إعادة إعمار بلاده بعد انتهاء الحرب.

ثمّن وزير الخارجية اليمني د. رياض ياسين الجهود الخليجية لإنقاذ بلاده, واعتبر أن «عملية عاصفة الحزم لم تكن إلا اضطراراً لإنقاذ اليمنيين من النفق المظلم والانزلاق ببلادهم إلى ما لا يحمد عقباه».

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده ياسين في سفارة بلاده أمس، وأكد في مستهله عمق العلاقات الكويتية اليمنية التي تمتد مئات السنين. وقال إن الكويت كانت من أكبر الداعمين لليمن، فكل مدينة وقرية في اليمن فيها مدرسة ومستشفى من الكويت, والشعب في اليمن يكنّ للكويت كل الامتنان والشكر والتقدير.

إغاثة وإعمار

وأضاف، نحن اليوم نكن لهم المزيد من الشكر والتقدير على مشاركة الكويت في عاصفة الحزم ومجالات الرعاية والإغاثة الإنسانية التي بدأت تصل إلى عدن وغيرها, وتمّ التأكيد لنا على أن هذا الموقف سيستمر، وعندما تستقر الأمور سيكون هناك دعم لإعادة إعمار البنية التحتيتية في اليمن، لافتاً إلى أن هناك مشروعاً ضخماً ستشارك فيه دول التعاون وفي مقدمتها السعودية، «وكلها ستكون أكبر المساهمين في إعادة التنمية والإعمار في اليمن».

وذكر ياسين أن «عملية عاصفة الحزم لم تكن إلا اضطراراً لإنقاذ اليمنيين من النفق المظلم والانزلاق باليمن إلى ما لا يحمد عقباه»، مؤكداً أن «هناك أحداثاً متسارعة تحدث يومياً تضطرنا إلى أن نتكلم بشكل عاجل لأننا نلاحق ميليشيات تغير أرض الواقع بسرعة غير عادية وتتلهف لأكبر قدر من التدمير وتقصف وتقتل المواطنين الأبرياء، وتحاول دائماً أن تخلق مشاكل وتضرب عشوائياً وتوجه الاتهامات لعاصفة الحزم وتستغل وقف الضربات للمواقع العسكرية المحددة في إصابة المدنيين حتى تجيش الناس ضد عاصفة الحزم.

وأشار إلى أن الشعب اليمني يتفهم ضرورة عاصفة الحزم ومواقف الدول منها من أجل انقاذ اليمن، وما يحصل في اليمن اليوم أشبه بما حصل في الكويت أثناء الغزو الغاشم عام 1990 مع بعض الفروقات، ولكن هو المبدأ نفسه عندما تهجم ميليشيات لا تمتلك أي عقل على سلطة شرعية وتقتل يميناً ويساراً.

الوساطة الإيرانية

وعن رفض الوساطة الإيرانية، اعتبر ياسين أن «الوساطة الإيرانية تأتي دائماً متأخرة عندما تشعر أنها فقدت ما كانت تحلم به، عندما كنا بحاجة إلى تدخل إيران وإلى أن تقنع حلفاءها كانت ترفض وتمعن بالرفض، وتقدم أطروحات غريبة وترفض الضغط عليهم، لكن عندما شعرت الآن أن الشعب اليمني ينتفض ضد الحوثيين وعلي عبدالله صالح تقدمت بهذا لإنقاذ حلفائها من خلال مبادرات انتقائية لأنها تنتقي فقرات غير قابلة للتطبيق، أيام قليلة لانتهاء مهلة قرارات مجلس الأمن دون تنفيذ أي شيء حتى الآن، مؤكداً أن «الوساطة تأتي دائماً من الطرف المحايد وإيران طرف، شروطنا واضحة هي أنه على الميليشيات تنفيذ قرارات مجلس الأمن».

وقال، إن التصعيد الإيراني الحاصل يؤكد أن إيران تصعد من ناحية وترسل البوارج الحربية وتصعد كلامياً وتهدد بينما تقدم في الجانب الآخر مبادرة، وهذا يؤكد أن الموقف الإيراني غير واضح ومتورط ويلعب على عامل الوقت.

مشروع سلمان

عن «مارشال عربي» لإعادة بناء البنية التحتية، قال الوزير اليمني، «تبلورت هذه الفكرة منذ اليوم الأول، حيث كان هناك مشروع مارشال مصغر في اليمن مخصص من قبل دول مانحة وعلى رأسها السعودية بمبلغ يتجاوز 8 مليارات دولار، وكانت هناك ترتيبات لمؤتمر أصدقاء اليمن وعندما تتم العملية السياسية يتم منحه هذا المبلغ لإعادة إعمار بنيته التحتية».

وأضاف ياسين، «اليوم بعد هذه المشكلة نحن في كل مكان نرى كيف يبدون استعدادهم في بناء اليمن، وأنا اقترح (مشروع سلمان) للتنمية على اسم خادم الحرمين الشريفين، هذا المشروع بوادره بدأت بموافقة الملك سلمان، وسيحمل اسمه».

وجدد موقف بلاده من أن الرئيس المخلوع وابنه ليس لديهما أي مستقبل في اليمن.

وعن الموقف الروسي في مجلس الأمن، قال، كان لدينا اتصالات حثيثة مع المسؤولين الروس والتقيناهم، وشرحنا لهم ما يحصل على الأرض، والروس بدأوا يدركون بوضوح ما يحدث في اليمن وأن الحوثيين جهة متطرفة.

وعن وجود وساطة عمانية، نفى وجود أي وساطة، «بل هناك اتصالات مستمرة لتبادل الآراء ومساعدة بعض اليمنيين الذين يخرجون من اليمن إلى السلطنة إضافة إلى تبادل المعلومات».

وعن كيفية انهاء الأزمة اليمنية، أكد أنه على دول العالم، العمل على إقناع الميليشيات من خلال قطع المعونات عنها، «فما يقوم به الحوثيون حرب عبثية، القرار الأساسي من قبل هؤلاء يأتي من خارج اليمن، وبالتالي لامبرر لهجوم الحوثيين على المدن والمشافي وغيرها، واذا كان لدى إيران وحزب الله أي مبادرة فعليهم إقناع الحوثيين بالتوقف عن حربهم الهمجية».

وحول صمود الشعب اليمني في حال استمرار الحرب، قال إن الشعب اليمني صامد وعاش خلال 33 سنة ببنية تحتية متهالكة «والرئيس المخلوع لم يبن أي شيء في اليمن، فقط حكمٌ له ولابنه، وسيستمر بالصمود، هذه ليست حرب أبدية و لن تستمر وقتاً طويلاً ولها أهداف محددة وبدأت تتحقق.

وأشار إلى أن الحل السياسي «كنا نعمل عليه ليس في الفترة الأخيرة وإنما بدأ في اليمن منذ 2011 منذ المبادرة الخليجية وما جاء بعدها من مبادرات».

وعن انسحاب المشاركين في عاصفة الحزم، قال ياسين، «لايوجد أي انسحاب، إنما كانت هناك بعض الآراء، وموقف باكستان ومصر مؤيد وداعم ومشارك، وهناك الآن كثير من الحرب الإعلامية وكثير ممن يحاولون أن يشككوا ببعض المواقف ولكن هناك التفاف كامل حول الشرعية».

وعن القاعدة في اليمن وتناميها قال، لدينا في اليمن «قاعدتان» قاعدة علي عبدالله صالح كان يمولها ويحركها متى يشاء، ولدينا ملف كامل حول هذا الموضوع، و القاعدة الموجودة في اليمن «مثلها مثل تلك الموجودة في بقية دول العالم».

back to top