أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للجودة والتطوير د.وليد الفلاح أن هناك لبساً لدى معظم الناس عند الحديث عن التأمين الصحي، إذ يعتقد هؤلاء أنه الحل السحري لكل التحديات التي تواجه الخدمات الصحية في الدولة ولكل المشاكل التي تعاني منها تلك الخدمات.
وقال في تصريح صحافي أمس، إن الاعتقاد السائد لدى الناس هو أن تطبيق التأمين الصحي يعني بالضرورة ضمان جودة الخدمات الصحية المقدمة وهذا ليس صحيحاً تماماً، فهو وسيلة من وسائل التمويل التي تستخدمها الدول لكي تتمكن من تقديم الخدمات الصحية لمواطنيها والمقيمين بها، مضيفا «لدينا في الولايات المتحدة الأميركية خير مثال على نظام التأمين الصحي بكل إيجابياته وسلبياته. وجاء مشروع الرئيس أوباما لإصلاح الخدمات الصحية كمحاولة لتعديل بعض السلبيات الموجودة في النظام الحالي ولتحقيق العدالة من حيث منح أكبر عدد من المواطنين الفرصة للتمتع بالخدمات الصحية في الدولة عند الحاجة إليها».تطبيق التأمينوذكر الفلاح أن تطبيق التأمين الصحي ليس بالمسألة السهلة التي يتوقعها البعض، إذ إن هناك نقاطا مهمة جداً، يجب أخذها بعين الاعتبار لتحديد النظام الأمثل للتأمين الصحي في الكويت، فلا يوجد نظام واحد مثالي للتأمين الصحي في العالم، ولكن هناك أنظمة مختلفة مطبقة في مختلف دول العالم ولكل نظام ايجابياته وسلبياته، وعادة ما يكون النظام المطبق انعكاسا للنظام الأساسي لتقديم الخدمات الصحية في تلك الدولة.وقال إن هناك عدة وسائل لتمويل نظام التأمين الصحي، ولكن أهمها هو تخصيص ميزانية لهذا النظام من الإيرادات العامة للدولة أو استقطاعات شهرية من رواتب الموظفين (مثل نظام تمويل التأمينات الاجتماعية) أو بواسطة الدفع المباشر للجهة التي تقدم خدمة التأمين.وشدد على أهمية الإجابة عن الجهة الوحيدة أو الجهات المتعددة في الدولة التي تقدم الخدمة الصحية التأمينية، وهل هي من القطاع العام أو الخاص؟ إلى جانب ما هي حزمة الخدمات الصحية التأمينية التي يغطيها نظام التأمين الصحي، وهل تتكون هذه الحزمة من الخدمات الصحية الأساسية ويترك الخيار للناس للتأمين مع جهات أخرى إذا كانوا يرغبون في خدمات صحية أخرى؟كما شدد على ان تسعيرة الخدمات الصحية التي يغطيها التأمين يجب أن تكون بواسطة أسعار محددة مسبقا حسب التشخيص أو الحالة المرضية، أو يكون السعر مفصلا حسب أنواع الخدمات التي تم تقديمها للمريض خلال وجوده في المستشفى، وهل سيكون هناك رسوم رمزية يجب دفعها بالإضافة الى التأمين الصحي؟وقال الفلاح إن بعض الدول مثلا تفرض رسوما رمزية يدفعها من لديه تأمين صحي عند مراجعة عيادة الطبيب أو عن كل ليلة يقضيها المريض في المستشفى، مؤكدا ان نظام التأمين الصحي ليس ضمانا لجودة الخدمات الصحية المقدمة، ولذلك يجب أن يتواجد مع نظام التأمين الصحي نظام آخر يهتم بجودة الخدمات الصحية، وهذا ما تقوم به وزارة الصحة حاليا فيما يتعلق بالمشروع الطموح لتطبيق نظام الاعتراف في مستشفيات وزارة الصحة في الكويت بالتعاون مع الهيئة الكندية للاعتراف، علما بأن هناك توجها لدى الوزارة لتطبيق نظام الاعتراف أيضا في المستوصفات والمراكز الصحية.أركان التأمينوأضاف الفلاح أن التأمين الصحي هو نوع من أنواع التأمين الذي أصبح أساسياً للناس في مختلف دول العالم. وأشهر أنواع التأمين المطبقة على مستوى العالم: التأمين على خطر الحريق والحوادث بما فيها السيارات، والتأمين البحري الذي يعتبره الباحثون أول أنواع التأمين ظهورا في العالم، والتأمين على الحياة، والتأمين الصحي. واشار إلى أن أركان التأمين هي أربعة المتعاقدان (شركة التأمين والمؤمن له) والخطر المؤمن ضده، والقسط الذي يدفعه المؤمن له، ومبلغ التأمين الذي تلتزم شركة التأمين بدفعه إلى المؤمن له، لافتا إلى أن خبراء التأمين يجمعون على أن المبدأ العام الذي يحكم أي نظام للتأمين الصحي هو أهمية السعي نحو التوازن بين كفاءة الأداء في تقديم الخدمات وشمول حزمة الخدمات الصحية التأمينية حسب مخاطر المرض في الدولة وبين تحقيق الإنصاف والعدالة في تحمل الأعباء المالية للعبء المرضي بين أفراد المجتمع.
آخر الأخبار
«الصحة»: «التأمين» وسيلة لتمويل الخدمات وليس ضماناً للجودة
19-10-2014