وصل السكين العظم

نشر في 17-01-2015
آخر تحديث 17-01-2015 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب وصل السكين العظم... جملة قالها يوماً أحد الوزراء، في تصريح إعلامي، كنتيجة للحال الذي وصلت إليه الدولة من ترف ورفاهية لجميع أطياف المجتمع، وهذا الأمر أشبع كتابة وتفنيداً من قبل الكتاب والنواب وأصحاب الاختصاص وأفراد المجتمع في كل وسائل التواصل الاجتماعي.

واليوم نستخدم هذه الجملة لأنها تنطبق تماماً على الحال الذي سنتطرق إليه، فبالفعل وصل السكين العظم، ونعتقد أن المرحلة القادمة هي النقر في العظم لامتصاص ما بداخله.

هذا ما تعانيه بالفعل الأسرة الكويتية، التي حُرِم ابنها من دخول جامعة الكويت، والسبب السياسة التطفيشية في طريقة القبول، فضلاً عن حرمانه من البعثات الداخلية والخارجية، بسبب الواسطة والمزاجية، مما يضطر رب العائلة إلى أن يذهب بابنه إلى الجامعات الخاصة بالكويت، التي تنعم باستخدام منشآت وأراضي الدولة، والتي لا تمل ولا تكلّ في "الأكل من اللحم الحي"، من خلال تلك الرسوم الخيالية للدراسة فيها.

 وفي حين أن تكلفة دراسة أبنائنا في الخارج تبلغ تقريباً خمسة آلاف دينار في السنة، قد تزيد أو تنقص، فإن أبناءنا في بلادهم يدفعون ما يقارب تسعة آلاف دينار، في وضع مزرٍ من حيث السياسة التي تسير عليها إدارة الجامعات الخاصة في التعامل البعيد كل البعد عن الأخلاق التربوية والتعليمية والإنسانية والتعامل البشري.

سياسة الثراء الفاحش في الجامعات الخاصة أصبحت الشغل الشاغل لدى إداراتها، والحكومة مغمضة العينين عن تلك المعاناة التي تعانيها الأسرة الكويتية، وكان الأجدر بالحكومة أن تتدخل في سياسة القبول لدى الجامعات الخاصة والتعامل مع الطالب الكويتي المهان في بلده.

بالفعل وصل السكين العظم، عندما تغفل وزارة التعليم العالي عن تلك الممارسات اللاإنسانية، بعدم قبول مَرضيات الطلبة، مما يؤدي إلى خسران الدرجات الكثيرة بسبب الغياب جراء المرض، وإحدى الادارات لا تقبل الوصفة الطبية من مستوصف أو مستشفى (حكومي أو خاص)، كما أنه ليس لديها نموذج طبي معتمد، يمكن للطالب أن يستخدمه عند مراجعة أي مستشفى... هذه بعض من الوقائع التي حصلت وتحصل، دون أي رقابة من وزارة التعليم العالي أو مجلس الجامعات الخاصة.

إذا كان الوزير قال إن السكين وصل العظم من الرفاهية... فنحن نقول إن السكين قد نحر الأسر الكويتية بسبب الغلاء الفاحش في كل المجالات، ولا عزاء لك يا أسر الكويت إلا في رب قادر قوي عزيز ينصركِ بعد أن فقدت كل السبل الدنيوية، وهذا يدفعنا إلى طرق أبواب رجل الحكمة ووالد الجميع، لعله يشمل برعايته الكريمة والأبوية العطوفة، أبناءه في الجامعات الخاصة الداخلية والخارجية، من خلال رغبة سامية يَجبر بها ظهر كهل قد احدودب من المشقة، أو يمسح دمعة لا تفارق جفون أم تبكي على مستقبل أبنائها، أو يرحم فكر طالب انشغل عن الدراسة بتحصيل مبلغها.

نعم وصل السكين العظم... فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء... وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top