انتقد القيادي في تكتل القوى الثورية عمرو علي قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، وقال في حوار مع «الجريدة» إنه يعيد النظام الرئاسي. لكنه اعتبر أن العزوف عن خوض الانتخابات المقبلة «خيانة للوطن». وكشف عمرو أن القانون اعتبر الشباب «زكاة» عن مقاعد البرلمان، إذ منحهم 2.5% فقط من إجمالي المقاعد. وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

● هل تتوقع حضوراً ملحوظاً للشباب في البرلمان المقبل؟

- لا أتوقع ذلك، في ظل قانون ظالم والحضور المتواضع في البرلمان الذي لا يتجاوز 16 مقعداً حُددت لهم في نظام القوائم، إلى جانب صعوبة المنافسة على المقاعد الفردية، للأسف الشديد قانون الانتخابات البرلمانية تعامل مع الشباب باعتبارهم «زكاة أموال» بمنحهم 2.5 في المئة فقط من إجمالي مقاعد البرلمان المقبل، رغم أن كتلتهم التصويتية تمثل حوالي 60 في المئة من إجمالي مَنْ يحق لهم التصويت في مصر.

● هل ترى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعطى مساحة للشباب من خلال اللقاء بهم أو تمكينهم في الدولة؟

- السيسي معذور في عدم الاعتماد على الشباب، نظراً لوجود دولة أعمق وأقوى من الرئيس نفسه، تسعى إلى عزل الدولة عن الشباب والشارع، كنت عضواً في حملة الرئيس السيسي إبان الانتخابات الرئاسية، وحضرت اجتماعاً عقده مع الشباب، وفوجئت بنوعية الشباب الذين تم اختيارهم لحضور اللقاء، وكأن القصد هو توصيل رسالة للسيسي بأن الشباب غير مستعد للمشاركة السياسية.

● على أي قوائم ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

- حتى الآن يسعى تكتل القوى الثورية، إلى أن يخوض أعضاؤه الانتخابات على قوائم تيارات مدنيِّة من خلال قائمة وطنية واحدة تقطع الطريق أمام الأنظمة السابقة والمتطرفين، وفي الأيام القليلة المقبلة سنحسم تحالفنا الانتخابي إما مع «القائمة الوطنية» أو تحالف «الوفد المصري»، وبالنسبة لي قررت خوض الانتخابات عن دائرة شرق القاهرة.

● ما سبب معارضتك لقانون تقسيم الدوائر الانتخابية؟

- القانون من وجهة نظري يقتل الحياة الحزبية في مصر ويؤجل التحول الديمقراطي، كما أنه يتعارض مع الدستور الذي يتحدث عن دولة ذات نظام «شبه رئاسي» بسلطات أقل لرئيس الجمهورية، لكن القانون الحالي يحاول القفز على الدستور بالرجوع إلى النظام الرئاسي، عبر تكوين برلمان ضعيف مكون من جزر منعزلة، ولا توجد فيه كتلة ذات أيديولوجية واضحة، كما أن اشتراطه أن تكون الانتخابات بالنظام الفردي لـ80 في المئة من المقاعد مقابل 20 في المئة للقوائم، يعني حسم المنافسة على المقاعد لمصلحة القوى القديمة التي تتعامل مع الانتخابات بآليات المال السياسي والعصبيات، وبالتالي سيكون لدينا برلمان لن تستطيع أي كتلة داخله استكمال ما يُسمى بـ»الثلث المُعطل»، بما يعيدنا إلى النظام الرئاسي الذي يعطي صلاحيات كبيرة للرئيس.

● كيف إذاً ستخوض الانتخابات رغم اعتراضك على القانون؟

- لا يعني اختلافي مع القانون أن أنزوي ولا أشارك، فالهروب من المواجهة في هذا الوقت يعد خيانة للوطن، خاصة في ظل سعي قوى إلى إعادة النظام القديم.

● هل ستشاركون في إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير؟

- التكتل لن يشارك في الذكرى الرابعة، لأنه يراعي في تحركاته الجانب السياسي، وأغلب أعضائه يعلمون أن ظروف المرحلة لا تسمح بعودة الشارع إلى الحراك الثوري غير المنظم، وأعلنا في يناير الماضي أن تحقيق أهداف الثورة لا يتطلب النزول إلى الشوارع.