واصل تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش» استهداف عشيرة «البونمر» السنية العربية المناهضة له في محاظفة الأنبار (غرب وسط)، حيث قتل أمس الأول 50 نازحاً من العشيرة، كما عثر على مقبرة جماعية تضم رفات 35 شخصاً ينتمون إلى العشيرة، حسب ما صرح الشيخ نعيم الكعود، أحد شيوخ العشيرة، الذي أكد أن التنظيم يحاصر 200 آخرين بينهم نساء وأطفال في منطقة رأس الماء قرب بحيرة الثرثار شمال مدينة الرمادي.

Ad

وكشف الشيخ الكعود عن قيام تنظيم «داعش» بتنفيذ حملات واسعة لاعتقال أبناء العشيرة في أربع مدن تابعة لمحافظة الأنبار، هي عانة، وراوة، والرطبة، والقائم، وأضاف أن «تلك الحملات أسفرت عن اعتقال عدد من أبناء العشيرة في المدن المذكورة».

وكان النائب غازي فيصل الكعود، وهو أحد شيوخ عشيرة البونمر، أكد أمس الأول أن قاتلي أبناء العشيرة لم يأتوا من خارج الحدود بل جميعهم من محافظة الأنبار، مشيراً إلى أن العشيرة تعرفهم بالأسماء، بينما كشف عن وجود عملية كبيرة ستنطلق قريباً لتحرير قضاء هيت من تنظيم «داعش».

ودانت الولايات المتحدة الأميركية بأشد العبارات أمس الأول الإعدامات الجماعية التي ارتكبها تنظيم «داعش» ضد العشائر السنية في منطقة الأنبار.

عملية شمال الرمادي

وغداة زيارة وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى قاعدة الأسد في الأنبار وتعهده بتحرير المحافظة خلال شهر، شهدت محافظة الأنبار أمس بدء القوات الأمنية عملية عسكرية واسعة النطاق، بمشاركة طيران الائتلاف الدولي شرق مدينة الرمادي، كما أعلنت قيادة عمليات الأنبار فتح طريق سامراء الثرثار القديم باتجاه الجسر الياباني في المحافظة.

وأفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار بأن القوات الأمنية بدأت عملية عسكرية واسعة النطاق شرق مدينة الرمادي، مبيناً أن طيران الائتلاف الدولي شارك في هذه العملية. وأعلنت وزارة الدفاع مقتل 18 «إرهابياً»، وتدمير أربع سيارات لتنظيم «داعش» وقتل من فيها في الرمادي.

تسليح العشائر وميركل

إلى ذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس استعداد بلادها للمساهمة في تدريب جنود سنة في العراق لمحاربة «داعش»، واعتبرت أن التنظيم ما كان ليحصل على كل هذا العدد من الأتباع لو لم يعامل السنة بسوء من جانب الحكومة السابقة في بغداد، مشيدة بـ»جهود الحكومة العراقية لتعيينها وزير دفاع سنياً إلى جانب شيعة وأكراد، في إطار جهود رئيس الوزراء حيدر العبادي لتحسين الوحدة الوطنية، وتخفيف قبضة مقاتلي داعش على المناطق السنية في شمال وغرب البلاد».

وقالت ميركل أثناء حضورها مناسبة في كنيسة ببلدة تيمبلين مسقط رأسها في شرق ألمانيا، «سنبحث تدريب جنود سنة وليس الأكراد فقط إذا طلب منا ذلك»، مضيفة «نفعل حاليا كل ما بوسعنا لتعزيز بنية الدولة في العراق».

وجاءت تصريحات ميركل، بعد أن قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، الخميس الماضي إن الولايات المتحدة تحتاج إلى توسيع مهمتها المحدودة لتقديم المشورة والمساعدة في العراق لتصل إلى محافظة الأنبار المحاصرة، حيث القوات العراقية معزولة وفي مواقع دفاعية في مواجهة «تنظيم الدولة».

وقال ديمبسي إنه يتعين على الحكومة العراقية أن تكون مستعدة لتسليح العشائر السنية كشرط مسبق للحصول على مستشارين من الخارج إلى المحافظة العراقية التي تقع في غرب البلاد.

وكان منسق الائتلاف الدولي جون آلن قال قبل أيام انه لم يُصدر قرار نهائي عن بغداد بتسليح العشائر. وبعد تصريحات نقلت عن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أكد فيها لممثلي العشائر خلال لقائهم في عمان أن الحكومة مستعدة لتسليحهم، عاد مكتب رئيس الحكومة ليؤكد أن بغداد مستعدة لـ«إسناد» العشائر.

«داعش» والموصل

إلى ذلك، كشف مسؤول إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى سعيد مموزيني أمس عن شروع تنظيم «داعش» بإسكان أسر من محافظتي الأنبار وصلاح الدين في منطقة سهل نينوى، معتبرا أن تلك الخطوة تأتي في إطار خطة لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة.

وقال مموزيني إن «تنظيم داعش بدأ منذ يوم أمس الأول الجمعة، بإسكان نحو 400 أسرة من الرمادي وحديثة في محافظة الأنبار، وقضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين في منطقة سهل نينوى»، مبينا أن «تلك الأسر تم إسكانها في منازل أهالي المنطقة الأصليين بمجمعي بازوايا وخزنة في ناحية برطلة»، مضيفا أن «جميع سكان مجمعي بازوايا، وخزنة، من المكون الشبكي ونزحوا إلى محافظتي دهوك وأربيل»، معتبراً أنها «عملية تغيير ديموغرافي يجريها داعش في المنطقة».

جاء ذلك فيما أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أمس تواصل الاستعدادات والاتصالات على أعلى المستويات لتحرير الموصل من «داعش»، خلال لقائه مجلس محافظة نينوى.

 

عاشوراء

وأفادت مصادر في الشرطة العراقية أمس بأن السلطات المحلية في كربلاء اتخذت إجراءات أمنية مشددة بمشاركة أكثر من 30 ألفا من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لتأمين إحياء يوم عاشوراء الذي سيصادف الثلاثاء المقبل.

وتوقعت المصادر أن يتدفق الملايين من العراقيين خلال اليومين المقبلين إلى كربلاء للمشاركة في إحياء المناسبة التي تتزامن هذا العام مع معارك كبيرة مع تنظيم «داعش» في مناطق متفرقة من العراق.

(بغداد - أ ف ب، رويترز، د ب أ)