مقدمو البرامج... نعم للتنوع ولا للتقليد

نشر في 11-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 11-01-2015 | 00:02
تكثر البرامج على الشاشات التلفزيونية ويتنوع المقدمون من شاشة إلى أخرى، ويختلف الأسلوب بين إعلامي وزميله، ففي وقت يحافظ البعض على النمط الكلاسيكي في الوصول إلى الجمهور، يعتمد البعض الآخر أسلوباً شبابياً، فيما يشدد آخرون على ضرورة متابعة التطور وإدخال كل ما هو جديد... إلا أن النقطة التي يتفق عليها الجميع هي ضرورة حفاظ كل إعلامي على هويته وتجنب فخ التقليد وإلا كان نصيبه الفشل.
بيار رباط

«لم أفكر يوماً بالمنافسة الإعلامية وإلا لكنت عرضت مواضيع صاخبة، أستطيع من خلالها تحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة» يقول مقدم برنامج «من الآخر» بيار رباط الذي خرج من النمط التقليدي للبرامج الحوارية التي تعتمد على أكثر من ضيف في الحلقة الواحدة، وابتكر لغة شبابية حوارية مختلفة عمّا اعتاد عليه الجمهور والإعلاميون، وقد جعله هذا الأسلوب محط انتقاد كثر من الوسطين الإعلامي والصحافي.

يعتمد رباط أسلوب عدم الرد على الانتقادات غير البنّاءة التي تمسه أحياناً،  خصوصاً أن كثراً حاولوا تقليده بعد النجاح الذي حققه برنامجه، حسب رأيه، ويضيف: «بتّ أضحك عند رؤية إعلاميين مخضرمين أطلّوا سابقاً بالبذلة، يرتدون ثياباً غير رسمية، وبعدما حاوروا بالفصحى، يتحدَّثون اللغة اللبنانية المحكية المطعّمة بالإنكليزية والفرنسية».

يشدد رباط على أن أحداً لا يستطيع تقليد أسلوب أحد، «لكل شخص هويته الخاصة التي تميزه عن غيره»، منتقداً من بلغوا مستوى لغوياً عربياً صحيحاً ويحاولون اليوم تطعيمه بكلمات أجنبية، يتابع: «قد أستعين بالأجنبية أحياناً عندما لا أجد كلمات عربية  تعبر عما أريد قوله، وبالتالي ليس ذلك مقصوداً لابتكار أسلوبي الحواري الخاص، بل ضعف لغوي. لذا لا يجوز لأي إعلامي، بعد سنيّ الخبرة، تطعيم حواره بكلمات أجنبية ولفظها بطريقة خاطئة، لأنها ليست موضة متبّعة او مبتكرة، بل يجب الحفاظ على أسلوبه الخاص بهدف التميّز».

راغدة شلهوب

«البساطة والعفوية والقرب من المشاهد وصقل الموهبة عناصر أساسية لنجاج أي إعلامي في مهنته»، تؤكد راغدة شلهوب، أحد الوجوه التي شكلت استمرارية على الشاشة من خلال برنامج «عيون بيروت» على شاشة أوربت، قبل أن تنتقل منذ أشهر إلى شاشة «الحياة» المصرية لتقدّم برنامج «كلام في سرك».

لطالما حافظت راغدة على إطلالة بسيطة وجذّابة وكانت محط ثناء المشاهدين والصحافة وأهل الاختصاص، على حدّ سواء، نتيجة العمل الجيد الذي تقدمه، حسب رأيها، ويقوم على البساطة والعفوية، بعيداً عن التعقيد والفلسفة، فالتقديم، وفق شلهوب، يجب ألا يكون مصطنعاً أو ببغائياً بل أقرب إلى اللغة المحكية، وبهذه الطريقة ينسجم الجمهور مع البرنامج ومقدمه.

تضيف: «لكل إعلامي هوية معينة ولا يمكن لأحد أن يأخذ مكان الآخر أو يقلد أسلوب زميل له على الشاشة، لأن نصيبه سيكون الفشل بالتأكيد، فثمة من هو كلاسيكي في تقديمه، ومن هو أكثر تماشياً مع الشباب والعصر، ومن هو أقرب إلى الأسلوب الهجومي... على كل واحد أن يحافظ على طريقته  ويصقل موهبته باستمرار ليتطور».

لا تحب شلهوب التغيير كثيراً، فهي أقرب إلى الكلاسيكية منها إلى صيحات الموضة، ورغم إطلالتها أحياناً بأسلوب عصري، إلا أنها لا تحب المجازفة بل الحفاظ على أسلوبها الخاص.

تتابع: «اهتمامي بإطلالتي نابع من احترامي للمشاهد الذي أدخل بيته من دون استئذان، كمن يقوم بزيارة اجتماعية، من هنا ضرورة الاهتمام بالمظهر ليكون لائقاً ومقبولاً».

الإعلام مهنة غدارة، برأي شلهوب، لذا الاستمرارية صعبة، وهي على يقين بأنه سيأتي يوم،  لن يكون لديها حظ في الإطلالة مجدداً على المشاهدين وتقول: «ما دام لدي قبول لدى المشاهدين، فأنا جاهزة لتقديم أفضل ما عندي وخوض تجارب جديدة».

وسام بريدي

{الثقة بالنفس والطموح والمثابرة كلها عوامل  شكلت أساس نجاحي} يقول وسام بريدي الذي بدأ حياته المهنية بتقديم برنامج معلومات عامّة، وانتقل بعدها الى استقبال الضيوف في الهواء ثم في البحار، كذلك تقديم برنامج {رقص النجوم} واليوم يقدم برنامج {أتحدى الدقيقة} عبر قناة {أم تي في}، يتبارى فيه مشتركون من لبنان ومصر، في إطار من التحدي، من خلال تنفيذ ألعاب تحتاج إلى تركيز وصبر ضمن دقيقة واحدة.

 يشير بريدي إلى أنه خاض مسيرته المهنية بخطوات سليمة ومدروسة وناجحة، استناداً الى خطة رسمها سابقاً ويعمل اليوم على أساسها، لافتاً إلى أن علاقته بالضيوف، سواء كانوا فنانين أو سياسيين، جيدة وتدخل في إطار العلاقات الاجتماعية والصداقات العامّة، ولكن ضمن حدود}.

العفوية جزء لا يتجزأ من شخصيته، حسب قوله، وأحد العناصر المهمة التي أدخلته القلوب، لافتاً إلى أن حيوية برنامج {رقص النجوم} أعطت مجالا للمزاح، وكل من يتابع البرنامج يلاحظ أن أعضاء لجنة التحكيم يتمتعون بروح فكاهية، ما يسمح بكسر الجليد معهم، مؤكداً أنه يتأقلم بسرعة، ويتحدّى نفسه ويجرب مجالات جديدة. وهذا واضح في مسيرته المهنيّة.

ريما كركي

«الإعلامي الناجح يواكب التطور ويتجدد بغضّ النظر عن العصر، ويعبّر عمله عن ابتكار جميل ونوعيّ»، تقول ريما كركي التي قدمت نوعيات مختلفة من البرامج، وحصدت نجاحاً في كل خطوة قامت بها، لذا أمنت استمرارية على الشاشة ورسمت هوية خاصة بها.

تضيف: «البقاء في مكان واحد مدة طويلة يجمّد الأفكار ويؤدي إلى التكرار، وكلما شعرت بأنني سأقع في هذا الفخّ، أتخذ القرار الصعب بالرحيل لتبقى جمالية البرنامج ماثلة في ذاكرة الجمهور.

وعن النجومية التي يلهث وراءها البعض ويكون نصيبه الفشل توضح: «لم تشكل النجومية هدفاً بحد ذاتها، لأنها نتيجة تلقائية للجهد المهني الذي نقوم به، وليست أمراً نفرضه على الناس، والدليل أن ثمة أناساً، إذا غابوا عن الشاشة، نفتقدهم، وأعمالهم هي التي تسوّق لهم».

تشدد كركي على أن الغرور الذي يصاب به البعض أو القناع الذي يضعه على وجهه سرعان ما ينكشف أمام الناس الذين باتوا يميزون بين الجيد والسيئ وتتابع: «يؤثر كل من يعمل تحت الأضواء في الآخرين سلباً وإيجاباً، فمن يجد نفسه بحجم أكبر مما هو عليه في الحقيقة يفضحه هذا الجمهور، ومن يتواضع، رغم أهميته، يستفزّنا لنسلط الضوء عليه في زمن يضجّ فيه من لا يستحق».

تفرّق كركي بين الإعلامي ومقدّم البرامج، فالأول يستطيع اجتياز البحر سواء كان هادئاً أو عاصفاً من دون مساعدة فيستحقّ هذا اللقب، وتوضح: {رغم توافر فريق عمل رائع يحضّر لي المواد التي استخرج منها اسئلتي، إلا أنني أشعر بحرية أكبر في قدرتي على التعديل من وحي حديث الضيف في الحلقة، من دون إحراج تجاه من أعدّ الأسئلة. أحبّ هذه الحرية، التي هي ربما أنانية متعبة تهدّني أحياناً}.

back to top