بنظراتٍ زائغة، وقلوب حزينة، شيعت جماهير نادي الزمالك جثامين 22 من زملائهم، أمس، بعدما قتلوا في أحداث عنف قبيل مباراة لكرة القدم، أمس الأول.

Ad

"الجريدة" شهدت لحظة اندلاع المواجهات بين قوات الأمن المصرية وعناصر روابط ألتراس "وايت نايتس"، أمام استاد "الدفاع الجوي" شرق القاهرة، وتتبعت الضحايا إلى "مشرحة زينهم"، حتى تم تشييع الجثامين إلى مثواها الأخير.

كانت حشود من الشباب -تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً- تقف منذ الثالثة عصر يوم المذبحة، قرب الاستاد، لمتابعة مباراة فريقهم المفضل في مواجهة يفترض أنها كانت ستحسم صدارة مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم، وحين وصلت الجماهير اصطدمت بترتيبات أمنية عكَّرت المشهد الرياضي قرب الاستاد.

وبدأت الأحداث حين تكدس عدة آلاف من أعضاء الألتراس أمام البوابات، بينما أصرّت وزارة الداخلية على أن تكون عودة الجماهير لمتابعة المباريات في الملاعب محدودة بـ10 آلاف مشجّع فقط، في كل مباراة، وتردد وسط الشباب الغاضب أن رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور أصرّ على مناكفة الألتراس بمنع بيع التذاكر لهم لحرمانهم من التشجيع.

في الخامسة عصراً، ومع تزايد أعداد الجماهير التي اقتربت من حاجز 10 آلاف، توتّرت الأجواء، خصوصاً مع إعلان قوات الداخلية في مكبرات الصوت أنها لن تسمح لأحد بالدخول دون تذكرة، رغم أنها سبق أن سمحت للجماهير بالدخول لمتابعة مباريات مصر في تصفيات كأس الأمم الإفريقية، قبل عدة أشهر.

ووفقاً لشهادة الطالب محمد ناجي، اشتعلت الأجواء فجأة، وقال لـ"الجريدة": "الأمور كانت هادئة حتى حدث تدافع نتيجة زيادة أعداد المشجعين، فبدأت الشرطة في مطاردة الجميع".

المناوشات بدأت بين طرف يريد الدخول وآخر يستبسل في المنع، حيث أصرت قوات الأمن على استخدام الجماهير لممر حديدي أعد خصيصاً لدخولهم، وفي تمام السادسة، هتف الألتراس ضد الداخلية فرد ضابط شرطة بقنبلتي غاز مسيل للدموع، فرد الألتراس بإحراق سيارة شرطة، وزادت القنابل الملقاة في هذا الممر الضيق، حيث حاول آلاف الجماهير المختنقة الفرار، فسقط من سقط وأصيب من أصيب.

ووسط هذا المشهد العبثي، ظلت الجثث ملقاة نحو ساعتين في الممر، حتى بدأت سيارات الإسعاف في نقلها إلى مشرحة زينهم وسط القاهرة، ليبدأ فصل جديد من المأساة، صراخات أمهات ثكلى، وهمهمات آباء منكوبين، والد الشاب القتيل مصطفى محمود

عبد القوي قال لـ"الجريدة"، مغالباً دموعه: "حسبي الله ونعم الوكيل... الداخلية هي السبب".