موقع بورصة الكويت الأسوأ خليجياً... بلا روابط اقتصادية

موقع بورصة الكويت بين الأعلى تكلفة خليجياً لكن الأقل فاعلية وشفافية وافتقاراً للمعلومات والبيانات، التي تخدم المستثمرين المحليين والأجانب كافة.

ما أثارته «الجريدة» الأسبوع الفائت بشأن كلفة موقع بورصة الكويت الإلكتروني التي بلغت 200 ألف دينار كويتي، لم يقف عند حد معين، بل أطلق جملة تساؤلات رقابية وعمليات تدقيق واسعة، فضلاً عن استياء واسع في أوساط شركات استثمارية أبلغت «الجريدة « أن موقع بورصة الكويت هو الأسوأ خليجيا ًمقارنة مع بورصات، أقل منها عمراً.

وقالت مجموعة استثمارية في السوق المحلي، إن موقع بورصة الكويت يعد الأقل اهتماماً وارتياداً من جانب المستثمرين أو المحترفين او صناديق أو محافظ أو شركات.

كيف ولماذا موقع بورصة الكويت بين الأعلى تكلفة خليجياً لكن الأقل فاعلية وشفافية وافتقاراً للمعلومات والبيانات، التي تخدم المستثمرين كافة المحليين والأجانب؟

وفقاً لما رصدته مجموعة استثمارية تتلخص الملاحظات في الآتي:

1- سوق قطر المالي يقدم شاشة مستقلة تحدّث يومياً لتعاملات المطلعين بشتى تصنيفاتهم بمن فيهم أعضاء مجالس الإدارات، والإدارات التنفيذية، في خطوة تعكس شفافية مطلوبة وتعطي ثقة لأي مستثمر محلي أو أجنبي.

-  بالمقارنة مع موقع بورصة الكويت الأعلى كلفة، لا توجد هناك أي شاشة لتعاملات المطلعين حتى تكون مرجعاً يمكن الاطلاع عليها من خلال نافذة واحدة لكل الشركات.

2- في إطار التنافسية والخدمات التي يقدمها موقع بورصة قطر، يتمثل الهدف أيضاً من موقع سوق دبي في إتاحة روابط مباشرة وسهلة الدخول منها الى الأسواق العالمية حيث تتيح بورصة قطر نحو 28 سوقاً مالياً من أهم الأسواق في العالم تضم أهم البورصات الآسيوية والأميركية والأوروبية فضلاً عن البورصات الخليجية.

في المقابل، يقدم سوق دبي المالي أهم 18 سوقاً مالياً في العالم من خلال روابط مباشرة أيضاً فضلاً عن موقع صندوق النقد العربي.

- في المقابل، لا يوجد أي رابط حتى للأسواق الخليجية على موقعي بورصة الكويت   القديم والجديد، وهو أقل ما يمكن إتاحته للمستثمر المحلي، خصوصاً أن هناك شركات كويتية مزدوجة الإدراج في بورصات دبي والبحرين، بالتالي من البديهي جداً أن تكون روابط أسواق الخليج متاحة على موقع بورصة الكويت من باب المنظومة والارتباط الشامل لدول مجلس التعاون الخليجي.

3- تقدم بورصتا دبي وقطر كل الروابط للهيئات الحكومية والجهات الوزارية ذات الشأن الاقتصادي، وهي ضرورية، حيث يمكن لأن تكون لها قرارات أو تعليمات أو غيرها تخص الشأن الاقتصادي، وهي ذات تأثيرات مباشرة على تعاملات السوق التي تؤثر سلباً وإيجاباً على مجريات التداول نتيجة لطبيعة القرار.

- في المقابل، لا يوجد أي رابط لجهة اقتصادية محلية على موقع بورصة الكويت حتى الجهات الأساسية، وزارات التجارة والصناعة والمالية وبنك الكويت المركزي والهيئة العامة للاستثمار أو غرفة التجارة والصناعة، وجميعها جهات ذات علاقة مباشرة بالسوق تارة وبالشركات المدرجة تارة أخرى، ما يعكس سوء التقدير والإهمال وغياب أي إبداع تنافسي في ظل المنافسة الشديدة بين الأسواق والاقتصادات في المنطقة أو إقليمياً وعالمياً على جذب رؤس الأموال والمستثمرين من خلال تسهيلات وتيسيرات مرنة في ايصال المعلومات والخدمات.

4- إجمالاً يصل عدد المواقع الاقتصادية والخدمية والدوائر والهيئات المالية والأسواق على موقع بورصة دبي 55 موقعاً، مقابل 28 موقعاً يتيحها سوق قطر المالي، بينما هناك موقع وحيد لدى بورصة الكويت هو موقع هيئة أسواق المال.

5- استخدمت أسواق دبي وقطر خدمات ومواقع التواصل الإجتماعي «تويتر وفيس بوك وإنستغرام، ويوتيوب» في التواصل مع المستثمرين والعملاء ونشر معلومات وأخبار السوق وكل البيانات والتنبيهات التي تهم المستثمرين عموماً، وحققت هذه الخدمات لهما جذب شريحة واسعة من المستثمرين والجيل الجديد المهتم والمنفتح على التكنولوجيا الحديثة التي باتت تمثل عصب التعامل الاقتصادي في أسواق المال وغيرها.

- في المقابل، لم تقترب بورصة الكويت حتى اليوم رغم عمرها الزمني الذي يزيد على 32 عاماً من تدشين أي حساب لها عبر تويتر أو فيس بوك أو إنستغرام أو يوتيوب رغم أهمية تلك المواقع والعدد الذي يرتادها يومياً من المتابعين، بل فضّلت البقاء في المنطقة التقليدية من خلال موقع عقيم لا يحوي أي رسالة انفتاح على العالم الخارجي من أسواق المحيطة أو البعيدة.

أسواق المال

تجدر الإشارة إلى أن هيئة أسواق المال دشّنت منذ وقت مبكر حساباً لها على تويتر في مواكبة منها للتطورات الحديثة واستشعاراً منها لأهمية التواصل مع المستثمرين والمهتمين بالأوراق المالية وهو ما يحسب لها، حيث تفوق موقعها الحديث بكل  خدماته ومعلوماته وتحديثاته على موقع بورصة الكويت العتيد.

ويقدم موقع هيئة أسواق المال بما يحويه من معلومات وبيانات وقرارات خدمات للمهتمين بالسوق المالي أفضل من موقع البورصة التي تعتبر ذات علاقة لصيقة بدورة التداول اليومي.

لكن بحسب المصادر، فإن الأمل معقود على شركة البورصة الجديدة في أن تقود النقلة النوعية وتنقل بالبورصة نحو عهد الحداثة والمواكبة للتكنولوجيا وأفضل الممارسات العالمية.   

شركات الوساطة

تبقى الإشارة إلى أن شركات الوساطة الكويتية تفوقت بمواقعها الإلكترونية على موقع البورصة، من ناحية ترتيب المعلومات والبيانات والإشعارات التي تصل المستثمرين والمتعاملين، والتنبيهات على بعض القرارات والإستحقاقات، فضلاً عن التواصل مع العملاء عبر مواقع التواصل الإلكتروني أيضاً بشتى وسائله ما جعل موقع البورصة مهجوراً من الكيانات المحترفة كالصناديق والمحافظ وكبار المستثمرين واللاعبين الرئيسيين في السوق.

وبحسب مصدر مسؤول في البورصة، فإن من بين أبرز أسباب تراجع مستوى الخدمات ومواكبة التطورات، عدم وجود لجنة للتطوير والإبداع فضلاً عن غياب التنسيق بين قطاعات السوق المختلفة، واختفاء أي مبادرة من قطاع التداول نحو تلك التحديثات كونها تقع ضمن اختصاصاته حيث يعتبر القطاع المسؤول الأول عن السوق وتداولاته في حين باقي القطاعات الأخرى تخدم توجهاته.