• كتلة «القوات» حسمت موقفها بعد اتصال مع جعجع  • بري: عدلت رأيي بسبب الحريري

Ad

• باسيل: عدم إجراء الانتخابات سببه تيار «المستقبل»... وما حدث عملية سطو على البرلمان

تجنب لبنان، أمس، الوقوع في «الفراغ الكبير» مع شغور منصب الرئاسة واقتراب موعد انتهاء ولاية المجلس النيابي دون إجراء انتخابات، وذلك من خلال التمديد الثاني من نوعه للمجلس الذي انتخب في 2009.   

صدّق مجلس النواب على قانون التمديد لنفسه حتى تاريخ 20 يوليو 2017، بأغلبية 95 صوتًا من أصل 97 نائباً حضروا الجلسة، في حين رفض نواب حزب «الطاشناق» الموافقة على القانون، بعد اكتمال النصاب في الجلسة التي ترأسها رئيس المجلس نبيه بري.

ومرت جلسة أمس بهدوء نسبي، ووفق الخطوات المرسومة لها، برغم اعتراض «الحراك المدني للمحاسبة» الذي قطع الطرقات المؤدية إلى ساحة النجمة، ما أجبر العدد الأكبر من النواب على التنقل بسيارات لا تحمل اللوحات الزرقاء، خوفاً من الرشق بالبندورة.

وكان لنواب كتلة «القوات اللبنانية» الدور الأكبر في إتمام السباق الى التمديد في الدقائق الأخيرة، ولو لم تقدم على هذا الخيار، لكان لرئيس المجلس نبيه بري كلمته في هذا الموضوع، من خلال تشديده على توافر الحد الأدنى من العصب المسيحي. وساعده نواب «القوات» في هذا المخرج، الى جانب كتلة النائب سليمان فرنجية. وبقيت مقاعد نواب تكتل «التغيير والإصلاح» وكتلة «الكتائب» فارغة، بناء على ترجمة مواقف الطرفين الرافضة للتمديد وحضور هذه الجلسة.

حرب وزهرا والرئيس

وبدأت جلسة أمس بكلمات سريعة لعدد من النواب والوزراء تناولت شؤون مناطقية وإنمائية. وعندما أخذ وزير الاتصالات بطرس حرب الكلام، أمل في انتخاب رئيس للجمهورية «لأن النصاب مكتمل». وأيده النائب عن حزب القوات اللبنانية أنطوان زهرا الذي أعاد التذكير بأن «القوات» غير ممثلة في الحكومة، ليمازحه رئيس المجلس نبيه بري «ليش ما توزرتوا»، ليرد زهرا عليه «نحن من أكثر المحرومين».

عرّاب التمديد

بعدها أعطى بري الإذن لعراب «حزب التمديد»، النائب نقولا فتوش، الذي قدم مطالعة مدروسة يؤكد فيها «صوابية» القبول بالتمديد بدل ضياع مؤسسة مجلس النواب، في حال عدم السير بالتمديد قبل 20 الجاري.

 وشدد على الالتزام بجدول الجلسة وحصرها بالبنود المطروحة. واعترف في البداية بأن التمديد مخالف للدستور ويتعرض للوكالة الممنوحة من الشعب. وركز في مداخلته على «الظروف الاستثنائية» ليطلب بري منه الاختصار. ويرد عليه «طوّل بالك علينا يا دولة الرئيس، صرنا 3 أشهر عم نتعرض للضرب».

وشدد بري هنا على «زيادة الخير» على أساس تقصير الولاية الممددة للمجلس بعد انتخاب رئيس للجمهورية والتوصل الى قانون للانتخاب. وحذّر فتوش من خطورة المؤتمر التأسيسي، وقال: «نشكر الرئيس بري على التفاته الى هذا الموضوع». وأخذ رئيس المجلس الكلام، وشرح كيف أيد التمديد واستدارته 360 درجة، بعد الكلام الذي سمعه من الرئيس سعد الحريري - من دون أن يذكر اسمه - الرافض للانتخابات النيابية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.

عدوان

واستهل عضو كتلة «القوات» النائب جورج عدوان كلمته بالقول إن «القوات» لن تكون مع الفراغ. وطلب من بري اجتماع أعضاء كتلته 5 دقائق للاتصال برئيس حزب القوات سمير جعجع والعودة بالجواب النهائي الذي جاء بالتمديد وفق كل التوقعات التي ترددت في هذا الشأن. وحاول نائب رئيس المجلس فريد مكاري الرد على بري وحديث الخير عن العصب المسيحي. وسأل فتوش: «النائب المسيحي غير الحزبي ألا يمثل المسيحيين؟».

وتلقى بري سؤالا مشابهاً من النائب عاطف مجدلاني: «لو لم تكن القوات في هذه الجلسة، هل اعتبرتها غير ميثاقية؟».

ورد بري عليه: «ثمة فريقان (تكتل التغيير والكتائب) لم يحضرا، وعلى رغم ذلك عقدت هذه الجلسة، صراحة لو لم تحضر القوات وكتلة سليمان فرنجية كان عندي مشكلة في هذا الشأن».

في هذه الأثناء، عاد نواب «القوات» الى القاعة، ليرد حرب «إجا الصبي» في إشارة الى قبول الأخيرة بالتمديد. بعدها أخذ عدوان الكلام ليغطي التمديد ميثاقيا، الذي انتهى بقبول 95 نائبا، لينعم أعضاء المجلس الحالي بهذا النعيم الى يوليو 2017.

باسيل

في السياق، اعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن «ما شهدناه عملية سطو على المجلس النيابي بالتمديد دورة كاملة، والخطورة تكمن في أنه يمكن أن يتكرر»، مشدداً على أننا «شهدنا اليوم عملية استيلاء كاملة على السلطة عبر التمديد للمجلس، والانتخابات النيابية هي الحل للأزمة الرئاسية».

ولفت باسيل، في مؤتمر صحافي من الرابية أمس، إلى أن «عدم إجراء الانتخابات يعود سببه الى قرار سياسي واضح»، مشيراً إلى أن «مسؤولية عدم حصول الانتخابات يتحملها فريق في الحكومة ممسك بوزارتي العدل والداخلية» في إشارة الى وزير الداخلية نهاد المشنوق والعدل اشرف ريفي اللذين ينتميان الى تيار «المستقبل»، وقال: «نحن راغبون بكسر الاصطفاف السياسي القائم».

كما شدد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، أمس، على أن «قرار التمديد اتخذته القوى السياسية لتفادي الفراغ».

«نينجا حزب الله» تثير التساؤلات

لم يكُن يوم العاشر من المحرّم نهاراً عادياً في الضاحية الجنوبية التي اتبع فيها «حزب الله» إجراءات أمنية استثنائية، مغلقاً جميع الطرقات المؤدّية إلى مكان المسيرات.

وكان اللافت وجود فرقة عسكرية قيل إنّها سرية تابعة لـ«حزب الله»، ترتدي عناصرها اللباس الأسود الكامل فضلاً عن الأقنعة، حيث انتشرت تلك العناصر على الطرقات التي جابتها المسيرات العاشورائية، وقرب ملعب الراية ومسجد القائم وصولاً إلى أول الحدث.

وبينما شبّه البعض هذه المجموعة بفرقة «swat» الخاصة، وهي عبارة عن فوج تدخل سريع، أطلق البعض عليها اسم «النينجا» التي تعدّ من أبرز ألوية النخبة في الحزب، واعتبر آخرون أنّ الأقنعة التي وضعتها العناصر كانت تخوفًا من هجوم كيماوي قد يستهدف المسيرات العاشورائية.

وكثرت التفسيرات والتحليلات، فأشارت صحيفة «النهار» إلى أنّ الفرقة تعتبر من فرق النخبة وأنها مجهزة بأسلحة متطورة وسريعة، لافتةً إلى أنها كانت ترتدي خوذات رقمية ومجهزة بمعدات تستطيع كشف المواد المتفجرة.

أمّا المصادر المقربة من «حزب الله»، فكشفت أنّ هذه العناصر تتبع وحدة «الرضوان» العسكرية التي تشمل قوات التدخل والخاصة بالحزب، وهي مجموعة عالية التدريب والمهارة أُعدت منذ مدة وفق تدريبات خاصة تخاطب ظروف العمل الصعبة وتحاكي التكتيكات العسكرية الخاصة بوحدة «إيغوز» الاسرائيلية، إحدى أمهر وحدات النخبة.

وهي إحدى ثمرات أفكار القيادي العسكري الأبرز في الحزب، الراحل عماد مغنية لمقارعة العدو الإسرائيلي بأساليبه العسكرية المعدلة من قبل المقاومة.