الجريدة• مع الحالمين بـ «معاون شرطة»
أمام البوابة الرئيسية لمصلحة التدريب في معهد مندوبي الشرطة، التابع لوزارة الداخلية، في منطقة عين شمس (شمال شرق القاهرة)، اصطفت أعداد غفيرة من الشباب في طوابير طويلة، لسحب كراسة شروط التقديم لشغل وظيفة "معاون الشرطة"، التي أعلن عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل أسابيع.وقد استحدثت وزارة الداخلية فئة جديدة ضمن أعضاء هيئة الشرطة يتم تعيين أفرادها من حملة الشهادة الإعدادية، وتتراوح أعمارهم بين 19 و23 عاما.
آلاف الشباب من محافظات مصر المختلفة توافدوا إلى الأماكن الخمسة المخصصة لتلقي طلبات شغل الوظيفة، ومن بينها معهد مندوبي الشرطة، وطوال فترات الانتظار، التي امتدت ساعات، رصدت "الجريدة" انخراط مئات الشباب في الحديث عن الوظيفة الجديدة ومعاناة الحصول على عمل بسبب ارتفاع معدلات البطالة، ما دفع الكثيرين للتقدم إليها، حيث تم تحديد مرحلتها الأولى بـ1500 شخص. وفي سبيل الوصول إلى حلم تقاضي راتب ألفي جنيه، انطلق خالد منصور (19 عاما) من مدينة الإسكندرية إلى القاهرة، أملا في الحصول على الوظيفة الجديدة، وقال: "مافيش أحسن من شغل الحكومة، فما بالك بالعمل في الشرطة"، مضيفا: "الوظيفة لها ميزات كثيرة، منها الحصول على الضبطية القضائية والعلاج المجاني، والراتب الشهري والحوافز، بما يضمن لي مستقبلي".في الطابور ذاته ارتسمت علامات الغضب على وجه أحمد مصطفى (22 عاماً)، الذي فوجئ بأن "العزوبية" أحد الشروط الواجب توافرها في المتقدم لشغل الوظيفة، حيث قال: "طلقت زوجتي للفوز بالوظيفة، فالخلافات الأسرية المستمرة كان أهم أسبابها عدم وجود دخل ثابت".110 جنيهات هي ثمن الحصول على كراسة الشروط، ولا يعلم المتقدمون هل سيستعيدون هذا المبلغ إذا لم يحالفهم التوفيق أم لا، لكنهم أصروا على خوض التجربة مهما كلفتهم، وهو ما أكده والد أحد المتقدمين بقوله: "مافيش شغل في الحكومة الشباب كتير وبيدور على فرصة عمل".ورحب الخبير الأمني اللواء فؤاد علام بالفكرة، مضيفا انه لا داعي للقلق من حصول المتقدمين على شهادة الإعدادية فقط، حيث سيتم إخضاعهم للتدريبات المطلوبة، وتطويرهم وفقا للاحتياجات الأمنية.