لبنان: ترقب لانعكاس «عاصفة الحزم»

نشر في 27-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 27-03-2015 | 00:01
● الحريري: قرار السعودية شجاع ● جنبلاط: نقف إلى جانب المملكة
اتجهت الأنظار في بيروت امس إلى اليمن حيث بدأت عملية «عاصفة الحزم» العسكرية التي تستهدف جماعة الحوثيين الموالين للنظام في طهران. ومن المتوقع أن تنعكس الأوضاع في اليمن على الساحة السياسية الداخلية، خصوصاً بعد وصف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري القرار الذي اتخذه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالتدخل بـ»القرار السليم والحكيم والشجاع، لأنه لا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تترك الشرعية في اليمن وحدها أمام ميليشيا تحاول ان تسيطر على الشعب اليمني».

 وقال مصدر في قوى «14 آذار» لـ«الجريدة» إن «أول اختبار لانعكاس الأزمة داخليا سيكون في القمة العربية السبت المقبل»، متسائلاً: «هل سينأى لبنان بنفسه عملاً بسياسة النأي بالنفس، أم أنه سيدعم التحالف العربي الذي تقوده المملكة؟». وأضاف: «لا يمكن للبنان أن يعزل نفسه عن الإجماع العربي والدولي لإرضاء حزب الله في الداخل، خصوصاً بعد الدعم الذي قدمته المملكة للجيش اللبناني من خلال الهبات المالية له».

وتابع المصدر: «يبدو أن الصراع بين إيران والمحور الخليجي قد وصل إلى اوجه وهو ما سينعكس سلباً على الملفات الداخلية التي تنتظر حلاً اقليمياً، وفي مقدمها انتخابات رئاسة الجمهورية»، لافتا إلى أن «مراهنة قوى 8 آذار على اتفاق نووي بين طهران وواشنطن وحصد نتائجه رئاسياً من خلال انتخاب الجنرال عون رئيساً أصبحت من الماضي».

وقال إن «ضرب إيران في اليمن سيفتح شهية التحالف السني لكسر إيران في عواصم أخرى في ظل عدم قدرتها على الرد سياسيا»، مستبعداً أن «تقوم طهران بأي رد عسكري خوفاً من انعكاس ذلك على المفاوضات النووية»، لافتاً إلى «تكتم قوى 8 آذار وعدم تظهير رأيها إعلامياً». وقال الحريري، في حديث الى قناة «العربية» فجر أمس: «لقد حاولوا ان يقوموا بانقلاب عسكري بقوة السلاح على الشعب اليمني، وكانت محاولات بشكل عدائي تجاه المملكة العربية السعودية. وما نراه اليوم سيحصل على دعم دولي ربما بدأ اليوم بالتحالف الذي نسمع عنه، وبلا شك ستدعم الشرعية الدولية ما قامت به المملكة لأنه القرار الصائب لحماية شعب اليمن».

وأضاف: «نحن نرى بالتأكيد ان ما يحصل في اليمن هو تداعيات لما يحصل في سورية والعراق وفي أماكن أخرى، والسعودية لا يمكن ان تترك جوارها، وخاصة اليمن، ليتحكم به بعض الميليشيات، وما تقوم به المملكة هو القرار الصائب».

واعتبر انه «لا شك اليوم ان المملكة توحد العرب حول العمل الذي تقوم به في اليمن»، مضيفاً: «لا أظن ان احدا في العالم العربي ضد ايران، ولكن ضد الاعمال التي تقوم بها، إن كان في اليمن او في العراق او في سورية وفي كل أنحاء العالم العربي. فكلنا نريد علاقات جيدة مع ايران ولكن عندما تتدخل ايران في اليمن بالشكل السافر الذي تقوم به مع الحوثيين فسيترتب على هذا ردة فعل عربية واقعية لردع ايران عن التدخل في الشؤون اليمنية».

كما أكد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط «الوقوف إلى جانب السعودية كون احداث اليمن تشكل تهديدا لأمنها القومي وأمن الخليج، وتشكل تهديدا لمصالح اللبنانيين الذين يعملون منذ عقود طويلة في هذه البلاد».

ولفت في تغريدات عبر «تويتر» الى أن «الموضوع لا مزاح فيه ولا هوادة، والحل المعقول يكون بالعودة الى المبادرة الخليجية من اجل استقرار اليمن والمحيط، فهذه مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين تجاه الخليج وتجاه المملكة التي حضنت لبنان وأهله في أصعب الظروف».

«حزب الله»: مغامرة تفتقد المبررات الشرعية

من ناحيته، دان "حزب الله" أمس ما أسماه "العدوان السعودي- الأميركي" ضد اليمن، وأضاف: وشجب "مشاركة بعض الدول العربية وغير العربية في هذا العدوان وتوفير الغطاء السياسي له".

وأضاف البيان ان "هذه المغامرة التي تفتقد الحكمة والمبررات الشرعية والقانونية التي تقودها السعودية تسير بالمنطقة نحو مزيد من التوترات والمخاطر".

ورأى "حزب الله" أن "هذا العدوان يؤمن المصالح الأميركية، ويقدم خدمة جليلة للعدو الصهيوني".

back to top