حدد الرئيس عبدربه منصور هادي 17 الجاري لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني اليمني في الرياض، وبينما أعلن المتمردون الحوثيون رفضهم دعوته، أوقفت السعودية الدراسة ورحلات الطيران في منطقة نجران القريبة من الحدود اليمنية، بعد سقوط قذائف هاون أُطلقت من الأراضي اليمنية على مقر حكومي سعودي.

Ad

أعلن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، مساء أمس الأول خلال مداخلة هاتفية مع قناة "العربية" أن الرئيس عبدربه منصور هادي قرر إطلاق مؤتمر الحوار اليمني في الرياض في 17 مايو الجاري.

ومن المتوقع أن تشارك في المؤتمر الأطراف والقوى السياسية اليمنية كافة باستثناء المتمردين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويقدر عدد المشاركين بـ 250 شخصاً.

وكان حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح أعلن تأييده للشرعية اليمنية ومشاركته في مؤتمر الحوار الوطني الذي يعقد في الرياض لينضم أعضاء "المؤتمر"  المنشقون إلى الأحزاب والتكتلات السياسية اليمنية كافة المشاركة في المؤتمر باستثناء الحوثيين.

رفض حوثي

في المقابل، قلل محمد علي الحوثي القيادي البارز بجماعة "أنصار الله" الحوثية ورئيس ما يسمى "اللجنة الثورية" التي أعلنت عقب الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون بعد سيطرتهم على صنعاء من دعوة هادي لعقد المؤتمر بالرياض، وشدد على أن مثل هذا المؤتمر لا يعني لهم شيئاً.

وقال الحوثي في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة عبر الهاتف: "الموجدون من القوى السياسية خارج اليمن مطلوبون قضائياً وتم تعميم أسمائهم من قبلنا لجهات الملاحقة الدولية وهادي في مقدمتهم، فهم متهمون بارتكاب جرائم الاعتداء على استقلال الجمهورية وإضعاف قوة الدفاع، فضلاً عن اتهام هادي بانتحال صفة رئيس جمهورية".

وعلى الرغم من رفضه لدعوة هادي للحوار في الرياض لكنه قال، إن جماعته "لا تزال تدعو وتدعم خيار الحوار بين الأطراف اليمنية شريطة أن يتم تحت إشراف الأمم المتحدة وأن يعقد في اليمن أو في أي دولة لم تشارك في العدوان عليه، وأن يبدأ من حيث انتهت مشاورات المبعوث الأممي السابق لليمن جمال بنعمر من تشكيل مجلس رئاسي من خمس شخصيات تتولى قيادة البلاد"، رافضاً وضع أي شروط مسبقة لهذا الحوار ونافياً تلقي جماعته أسلحة وذخائر عبر الطائرات والسفن من قبل إيران.

حاضنة سياسية

من جهة أخرى، هاجم الحوثي حزب التجمع اليمني للإصلاح المقرب من جماعة "الإخوان" ووصفه بـ"الحاضنة السياسية والاجتماعية للتنظيمات الإرهابية"، معتبراً أن بلاده لا تعاني حرباً أهلية أو تنازعاً على السلطة يتطلب تدخلاً خارجياً عسكرياً لاستعادة الشرعية، واصفاً الضربات التي يشنّها التحالف العربي بكونها "عدواناً على اليمن".

وشدد على أن جماعته، لا تزال تحظى بدعم شعبي كبير مساند لها في كل خطواتها، نافياً وجود أي مقاومة شعبية حقيقة ضدها باستثناء "مجاميع محدودة تتلقى أموالاً من دول بعينها تدعم التحالف الموجه ضدنا.. فضلاً عن آخرين يحملون أفكاراً أيديولوجية من عناصر تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية ومن يساندون هؤلاء من الداخل اليمني، وبالطبع من نعتبرهم الحاضنة السياسية والاجتماعية لتلك التنظيمات، ونعني بهم حزب الإصلاح أي جماعة الإخوان".

هولاند وهادي

إلى ذلك، التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الأول، الرئيس هادي في الرياض وبحث معه آخر التطورات الحالية في اليمن.

غارات واشتباكات

ميدانياً، واصل طيران التحالف العربي غاراته على مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق أمس، وشنّ الطيران الحربي عدة غارات في محافظات بينها الحديدة وعدن وصنعاء وصعدة واب وتعز ومأرب.

في غضون ذلك، شهدت مديرية التواهي في عدن نزوحاً جماعياً من قبل السكان بعد إحراز الميليشيات الحوثية لمكاسب ميدانية على حساب اللجان الشعبية التي تدافع عنها.

وأوضحت مصادر أن الأسلحة التي تمتلكها القوات الحوثية تفوق أسلحة اللجان الشعبية، وهو ما ساعد في تقدمهم نحو المديرية على الرغم من استمرار قصف طيران التحالف العربي لمواقع سيطرة المليشيات الحوثية.

في هذه الأثناء، علقت السعودية الدراسة بكل مدارس منطقة نجران الجنوبية القريبة من الحدود مع اليمن كما أوقفت رحلات الطيران إلى المنطقة دون أن تذكر اسباباً.

وقصفت القوات السعودية مناطق داخل الحدود اليمنية بعد اطلاق المليشيات الحوثية عدة قذائف باتجاه الأراضي السعودية.

جسر إغاثة

على الصعيد الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة أنها بصدد إنشاء جسر جوي لإغاثة اليمن، غداة إعلان التحالف العربي أنه بصدد وقف ضرباته في توقيتات محددة من أجل السماح بإدخال مساعدات.

(صنعاء، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)