أكد الناقد الأدبي الدكتور محمد التداوي أن خيري شلبي حكاء عظيم، يملك أسلوباً سردياً وروائياً نادراً، وتأثر كثيراً بفكر القرية، وتناولها في روايات عدة، من بينها {الأوباش}، و{الوتد}، وتأثر بمدينة دمنهور، خصوصاً في فترة شبابه، وظهر ذلك في رواية {وكالة عطية}.

Ad

وأضاف التداوي، في ندوة عقدها المقهى الثقافي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن شلبي يعد امتداداً لجيل عظيم مثل نجيب محفوظ، وطه حسين.

بدوره، أوضح الناقد الدكتور محمود الضبع مدى أهمية الكاتب الكبير خيري شلبي والتي يجب أن يعلمها الجميع، وروى كيف أن طالباً صينياً لا يتحدث العربية جيداً، قصده سائلاًً  مساعدته في تسجيل الماجستير في دراسة مقارنة بين الطرشجي الحلوجي وبين أحد الكتاب الصينيين. والسؤال هنا من أين لهذا الطالب أن يحصل على روايات خيري شلبي؟ فهو معجب به إلى درجة أنه اتفق مع دور نشر في الصين لترجمة أعماله إلى الصينية، وجاري العمل على هذا الأمر.

تميز شلبي بحفظه أسماء الأشخاص الذين يتعرف إليهم، وكأنه كان يضعهم كلهم تحت اختبار ويبدأ تحليلهم لمعرفة من منهم يصلح ليكون شخصية روائية. ووصفه الضبع بأنه كان ينظر إلى من حوله تلك النظرة السردية، وإلى كل ما حوله من أشياء تصلح للدخول في عالم روائي سردي ينقلها من السياق الواقعي إلى المتخيل.

لا شك في أن له مجموعة أعمال تضرب بجذور كبيرة جداً في الواقعية السحرية.

وتحدثت ريم خيري شلبي عن طريقة تربية والدها لها ولأخوتها، فكان يحاول توطيد علاقتهم بالكتاب، كما قالت، وأشارت إلى أنه كتب الكثير للأطفال مثل بعض الحكايات في مجلة {ميكي} وغيرها، وكان لديه خوف وقلق شديدان على مكتبته، فهم لا يملكون جدراناً فارغة تعلق عليها لوحات بل أرففاً مرصوصة عليها الكتب. حتى إن منزلهم عبارة عن مكتبة كبيرة. ورغم حبهم للقراءة فإن والدهم كان غير مطمئن إلى مصير مكتبته، ولكنه اطمأن وطار فرحاً بعد وصول أول حفيد له.

وأشارت ريم إلى أن كثيراً من أعمال الراحل تحولت إلى مسلسلات كـ{الوتد} و{الكومي} و{وكالة عطية}، ومنها ما ذهب إلى السينما مثل {الشطار} و{سارق الفرح}. وكان منتصراً للمرأة في أعماله، حتى المرأة التي ينبذها المجتمع كان يراها وتده، وكان يؤمن أن من لم ينجب فتيات لم ينجب مطلقاً ولم يستمتع بالحياة.

عمل شلبي في الإذاعة في بداياته وكان يعد لها برامج منذ نشأتها، وأول أعماله {الأيام} لطه حسين، وله أكثر من 600 مسلسل إذاعي بالإضافة إلى البرامج، وكان أول من أسس باب  {نقد إذاعي} عُرض في الإذاعة والتلفزيون، وكان ينتقد الأعمال بمنتهى الحيادية.

اعتاد شلبي أن يذهب ليكتب في مكان محدد في المقابر، وأصدر كتاب {بطن البقرة} الذي تدور أحداثه حول هذه المنطقة، ومنها تعرف إلى شخصيات كثيرة مثل أحمد السماك الذي كتب عنه كتاب {منامات عم أحمد السماك}.