استهدفت غارات اميركية للمرة الاولى مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف بـ"داعش" في محافظة الأنبار غرب العراق، بعد ان اقتصر الدعم الأميركي سابقا على تقديم الاسناد الجوي لقوات البيشمركة الكردية في شمال البلاد، وذلك بالتزامن مع اطلاق القوات العراقية مدعومة بمقاتلي العشائر السنية أمس عملية عسكرية على المناطق المحيطة بسد حديثة في الأنبار.

Ad

وأعلنت القيادة الاميركية الوسطى أمس انه "بطلب من حكومة العراق، هاجمت قوات الجيش الاميركي ارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية قرب حديثة في محافظة الانبار دعما للقوات الامنية العراقية والعشائر السنية التي تقوم بحماية سد حديثة".

وقال المتحدث باسم وزراة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي في بيان "لقد نفذنا هذه الضربات لمنع الارهابيين من ممارسة تهديد اضافي لامن السد الذي يبقى تحت سيطرة القوات الامنية العراقية بدعم من عشائر سنية". وأضاف "ان احتمال فقدان السيطرة على السد او انهياره الكارثي والفيضانات التي يمكن ان تنجم عن ذلك، كانا ليهددا الموظفين الاميركيين ومنشآت في بغداد ومحيطها الى جانب الاف المواطنين العراقيين".

والسدود كانت هدفا رئيسيا للمقاتلين المتطرفين في الاونة الاخيرة. وسبق ان شن الجيش الاميركي غارات جوية على مواقع لمقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" قرب سد الموصل الاستراتيجي في شمال العراق.

هيغل

بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس إن الغارات الجوية الأميركية في محيط سد حديثة جاءت "تتماشى الى حد بعيد مع ما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما انه مبادئ توجيهية أساسية للعمل العسكري في العراق. فأولا، الحكومة العراقية طلبت منا الدعم بغارات جوية. وثانيا، القوات العراقية هي التي تدير العملية في الأرض. كما ان قوات جوية عراقية تنفذ غارات. وسد حديثة منشأة بالغة الأهمية للعراق".

إصابة الدليمي

في المقابل، قال المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا ان "قوات مشتركة بمساندة الجهد الجوي وابناء العشائر شنت هجوما واسعا لتطهير المناطق المحيطة بقضاء حديثة من عصابات داعش الارهابية".

بدوره، قال محافظ الانبار احمد خلف الدليمي الذي يقود العمليات العسكرية إن "عملية تحرير المناطق الغربية بدأت صباح اليوم (امس)، باسناد طائرات اميركية". واكد المحافظ "تحرير منطقة الخفاجية والتقدم نحو بروانة وحرق اكثر من عشرة مواقع لمسلحي داعش". وافاد مراسل "فرانس برس" بأن القوات العراقية دخلت بروانة وهي مدينة مجاورة لحديثة ورفعت العلم العراقي على مدخلها الرئيسي بعد ان فر عناصر الدولة الاسلامية وتركوا اسلحتهم. وشاهد المراسل خمس جثث لعناصر "داعش"، لافتا الى ان القوات العراقية بدأت تطارد الفارين في البساتين. وفي وقت لاحق اصيب الدليمي بجروح بالغة اثر سقوط قذيفة هاون بالقرب منه خلال اشرافه على الهجوم في بلدة بروانة.

تشكيل الحكومة

الى ذلك، أفادت تقارير أمس بانتهاء المفاوضات الجارية حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي، وأن الحكومة الجديدة ستعلن في وقت قريب. ومن المتوقع أن تأتي التشكيلة، بحسب المعلومات على الشكل التالي: نواب رئيس الجمهورية: النائب الأول إبراهيم الجعفري، والنائب الثاني أسامة النجيفي، والنائب الثالث إياد علاوي. أما نواب رئيس الوزراء فهم: بهاء الأعرجي، وهوشيار زيباري، وصالح المطلك.

ووزعت الوزارات على الشكل التالي: وزارة الخارجية لحسين الشهرستاني (شيعي)، ووزارة النفط عادل عبدالمهدي، ووزارة الإعمار والإسكان أحمد الجلبي، ووزارة النقل باقر الزبيدي، ووزارة الداخلية هادي العامري (شيعي)، ووزارة التربية علي الأديب.

وحاز تحالف القوى العراقية وائتلاف الوطنية 7 وزارات، هي: وزارة الدفاع لخالد العبيدي (سني)، ووزارة التخطيط لسلمان الجميلي، ووزارة الزراعة، والبيئة، والصناعة، والثقافة، والتعليم العالي. أما التحالف الكردستاني فحاز 4 وزارات: المالية، والهجرة والمهجرين، والسياحة، والموارد المائية.

(بغداد ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)