السفير الإيراني لـ الجريدة.: ندعم المقاومة جعفرية أو إخوانية... مسيحية أو مسلمة

نشر في 18-11-2014 | 00:09
آخر تحديث 18-11-2014 | 00:09
• غير صحيح حصر علاقتنا مع دول خليج فارس جغرافياً ولدينا تواصل شعبي مشترك

• «الجرف القاري» عمره أكثر من 50 عاماً وأصبح «شيخاً» ومطروح في جدول «العليا المشتركة»

أكد السفير الإيراني لدى البلاد د. علي رضا عنايتي أن زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى بلاده تستحق الإشادة، وشهدت توقيع 6 اتفاقيات على مختلف المستويات، ومن أبرزها تبادل الاتفاقية الأمنية بين البلدين، والتي دخلت حيز التنفيذ بعد التوقيع عليها قبل 10 سنوات، مبينا أن إيران مستعدة للدخول أكثر وأكثر في هذا المجال، مشيراً إلى أن ملف الجرف القاري عمره أكثر من 50 عاماً وأصبح «شيخاً»، وهو مطروح على جدول «العليا المشتركة» التي من المتوقع أن تُعقد في طهران خلال الربع الأول من العام المقبل. وقال عنايتي، في لقاء خاص مع «الجريدة»، إن إيران مستعدة من خلال وزير خارجيتها للذهاب إلى السعودية أو استقبال الأمير سعود الفيصل في طهران، مبيناً أن حصر علاقات بلاده مع دول خليج فارس في الجيرة جغرافياً غير صحيح، وهناك تواصل شعبي مشترك بين ضفتي الخليج، لافتاً إلى أن السياسة الإيرانية تعمل على عدم الانتقائية. وكانت مجريات اللقاء التالي:

• في البداية، حدثنا عن العلاقات الكويتية الإيرانية، وخاصة بعد زيارة سمو الأمير إلى طهران، والتي شهدت الكثير من التطورات.

العلاقات الإيرانية - الكويتية، وخصوصا في ضوء زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستحق الإشادة بها، ونحن كنا متطلعين الى هذه الزيارة منذ وقت، وسمو الأمير وعد وأوفى بوعده، وبالفعل كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية سعيدة بهذه الزيارة، والدكتور روحاني رحب بشكل كبير، والتقى سموه خلال زيارته بسماحة الإمام السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية، وأنا كنت محظوظاً لمرافقة هذا الوفد الكبير، وحضرت جميع اللقاءات، ولمست وشعرت بمدى المحبة والمودة والصداقة والأخوة الموجودة بين القيادتين في البلدين، واعتنينا بهذه الزيارة، وتم توقيع 6 اتفاقيات وصور محاضر ومذكرات تفاهم على مختلف المستويات، ومن أبرزها تبادل الاتفاقية الأمنية بين البلدين، والتي تم التوقيع عليها قبل 10 سنوات.

وكذلك في مجال السياحة والرياضة والبيئة وما الى ذلك، وکما تعرفون رافق سمو الأمير وزراء الخارجية والنفط والمالية والتجارة، وهذا يدل على أهمية هذه الزيارة.

وكانت هذه الزيارة بمنزلة فتح صفحة أخرى من العلاقات المتميزة بين البلدين، والتي تعبّر عن الإسراع في ما يرى البلدان الاهتمام به، وفي الزيارة وأثناءها قرر الطرفان استكمال الزيارات ومحاولة تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الزيارة، أو ما يرى مستقبلا مناسبا لتطبيقه.

وبعد هذه الزيارة في إيران استقبلنا معالي وزير الصحة د. علي العبيدي مع وفد عال المستوى، وناقش الطرفان العلاقات الصحية والعلاجية وما الى ذلك، واستقبلنا أيضا وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله على رأس وفد، لتكوين أول لجنة سياسية مشتركة بين البلدين، والتي تطرقت الى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وإضافة الى ذلك تمت زيارة وزير الإعلام الى دولة الكويت، ونحن على تخطيط موعد لزيارة وزير المالية الى دولة الكويت في القريب العاجل، ومن خلال هذه الزيارات هناك تعاون واضح، وتعكس عمق العلاقات بين البلدين.

علاقات الجوار

• كيف تقيّم العلاقات الإيرانية خلال الآونة الأخيرة مع دول المنطقة، وخاصة المملكة العربية السعودية من جهة ومملكة البحرين من جهة أخرى؟

نحن في إيران نعمل على سياسة عدم الانتقائية، نحن نريد العلاقات الطيبة والمتميزة مع جميع الجيران، وهذه من صلب وصميم سياسات فخامة الرئيس الدکتور روحاني، ودأبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً على هذا الأمر في تعزيز وتنمية العلاقات مع الأشقاء، سواء في جنوب إيران أو شمالها.

جميع الدول المحيطة بإيران محل اهتمام منا. عندما انتخب د. روحاني كان واضحا في خطابه بأنه وحكومته يريدان علاقات جيدة ومتميزة مع جميع الدول في المنطقة.

 وهذه اليد ممدودة لجميع الدول، ولا فرق بين الكويت والسعودية والإمارات، وجميع الدول الست هي محل عناية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو أمر لا بد منه.

 أنا أعتقد علاقة الجيرة وقرب الدول لنا جغرافياً هي الحد الأدنى من العلاقات، ولا نكتفي بهذا الحد الأدنى من العلاقات، ولابد أن نتطلع إلى الحد الأعلى من العلاقات، ولابد أن تكون العلاقات بين إيران ودول خليج فارس على الأخوة والصداقة والمحبة والتاريخ والثقافة والدين والجغرافيا أيضا، ولكن حصرها جغرافيا غير صحيح، وهذا لا ينحصر في الجيرة فقط، فهناك تواصل شعبي مشترك بين ضفتي خليج فارس، ولذلك تمت الزيارات بعد وصول السيد روحاني الى الحكم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى مختلف الدول، ومنها زيارة رسمية وسياسية لمعالي وزير الخارجية د. ظريف، وهو على أتم الاستعداد لو اقتضت الأمور الذهاب الى المملكة العربية السعودية، أو يستقبل نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في بلادنا، ونستطيع أن نقول إن العلاقات بين إيران وأشقائها ربما ليست على مستوى واحد، وإنما بالفعل هي مبنية على الأسس التي شرحتها وتفعيل هذه الزيارات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول خليج فارس في مختلف الأصعدة جارية، والتواصل دائم وموجود، ونحن ليست لدينا أي انتقائية، ونؤمن بتنمية العلاقات وتعزيزها مع جميع الدول.

تعاون أمني

• هل هناك تعاون أمني بين الكويت وإيران لمكافحة الإرهاب؟ وخصوصا أن الإرهاب حديث الساحة؟

التعاون الأمني بين الكويت وإيران سيوزع في مختلف الأصعدة، والآن التعاون موجود في خفر السواحل ومكافحة المخدرات في البحر، وفي خليج فارس، والاتفاقية الأمنية دخلت حيز التنفيذ كما ذكرت، والاستشارات السياسية والأمنية موجودة بين البلدين، وأكد البلدان هذا الأمر في لقاءات مختلفة، ويمکن القول إن هذا التشاور والتعاون موجودان، ونحن من جهتنا مستعدون الى الدخول أكثر فأكثر في هذا المجال.

والإرهاب خطر داهم، والتكفير موجود في منطقتنا، ويتحتم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة الكويت المزيد من التعاون وبين الدول الأخرى، ليكون هذا التعاون متعدد الأطراف، والبلدان متفقان على هذا التعاون، مؤکدين أن هذا التعاون أمر ضروري للإقليم.

• مباحثات الجرف القاري أين وصلت؟ وهل تمت مناقشتها خلال زيارة سمو الأمير؟

ملف الجرف القاري ملف عمره أكثر من 50 عاما، وأصبح شيخاً، ولكن لايزال يعمر هذا الملف، ومطروح في جدول اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، والوزيران معتنيان به ومفتوح.

• متى ستعقد اللجنة العليا المشتركة؟

أقيمت اللجنة السابقة في الكويت بالعام الماضي، ونحن الآن نعمل على عقد الجولة الجديدة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأتوقع أن تكون في الربع الأول من العام المقبل في طهران.

التدخلات الإيرانية

• ما رأيك تجاه الاتهامات الإيرانية وتدخلها في اليمن ودعمها للحوثيين من جهة؟ وعن الاتهامات تجاه الهيمنة على القرار العراقي من جهة أخرى؟

طبعاً هذه اتهامات، ولا نعتني بمثل هذه الاتهامات. أمّا أنا فلا أرى مجالا لكيل هذه الاتهامات. القرار العراقي قرار يخصه، ورأيتم في الآونة الأخيرة تمت الانتخابات، وفاز فيها «دولة القانون»، ولا أحد يقدر أن يقرر من يرشحه «دولة القانون» ليكون رئيساً للوزراء، واتفق الجميع على أن يكون السيد حيدر العبادي رئيساً للوزراء، وقبل ذلك اتفقوا على أن يكون السيد جبوري رئيساً للمجلس، واتفق العراقيون علی السيد فؤاد معصوم رئيساً للجمهورية، نحن نحترم قرارهم واختيارهم مسؤوليهم، ولا إيران ولا غير ايران تقدر أن تقرر للآخرين وأن تتدخل في شؤونهم.

لربما نبين آراءنا ووجهات نظرنا ورؤيتنا تجاه ما يجري، ونساعد في إحلال السلام، ولكن القرار أولا وأخيرا في هذا الشأن يعود الى الإخوة في العراق، وهم يختارون ما يختارون، ونحن نحترم ما يختارون، وهذا الأمر لا يعود الى قضية العراق فقط، وإنما يجري في بقية الدول وما يجري في مصر.

الشعب المصري اختار رئيساً، فأهلا وسهلا به، ونحن نحترم قرار الشعب المصري باختياره، وفي سورية الشعب السوري اختار بشار الأسد، ونحن نحترم قراره، وفي اليمن اتفقت الحكومة والآخرون على اتفاقية السلم والشراكة، ونحن نحترم هذا القرار، والأمر في جميع الأحوال يعود الى أصحاب وأبناء البلد، والبلد يعرف كيف يتعامل مع مواطنيه وتياراته وأجزائه بصدق، وإشراکهم في القرار السياسي.

أضف الی ذلك أن الإنسان في بعض الأحيان يحتار، فعندما نحترم القرار السياسي الذي وصلت اليه الحكومة اليمنية مع الحوثيين، هل يعتبر تدخلاً؟

وأنا أرى أن عبارة «التدخل الإيراني» أصبحت نوعا من الكلام الذي عفى عليه الزمن، فعندما نتحدث عن کلمة «المبادرة» فهل هي جيدة؟ وفي الحقيقة ماذا تعني المبادرة؟ ونحن بالفعل دعمنا الوحدة اليمنية منذ 20 سنة، وکذلك دعمنا الحوار السياسي في اليمن. أنا أعتقد أن كل هذه الأمور تحتاج الى نوع من التدقيق، حتى لا ننجر وراء بعض الكلمات والعبارات.

• البرنامج النووي الإيراني حصان طروادة من قبل الغرب، برأيك هل يستخدم ضد سياسة إيران الخارجية؟

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية جادة في إنهاء هذا الملف، ولا تتلاعب به، ودخلت المفاوضات بصورة جدية وشفافة، وتريد أن تستمر فيه الى أن تصل الى النتيجة، وكما نعرف أن الجهة الإيرانية تعتقد أن التفاوض لابد أن يكون له أمد، والنتيجة لا بد أن ترضي الجميع.

المقاومة هي البوصلة

• هناك علاقة وطيدة بين إيران والإخوان المسلمين، وهذا من خلال دعم إيران لحركة حماس الفلسطينية، واستضافة خالد مشعل أكثر من مرة، إلى جانب انفتاحها على تركيا، هل هذا الدعم يحمل رسالة إلى دول المنطقة العربية؟ أم لاحتواء الإخوان؟

هناك عدة أمور في هذا السؤال، أولا نحن لو دعمنا «حماس»، فإن ذلك ليس لكونها إخواناً، أو ندعم حزب الله لكونه جعفرياً، وإنما دعم ايران لمثل هذه الأمور مصبُّه دعم المقاومة، ومن يدخل في صلب المقاومة يحظى بدعم الجمهورية الإسلامية الايرانية، سواء كان جعفرياً إو اخوانياً أو مسيحياً او مسلماً، والبوصلة هي دعم المقاومة.

ونحن دعمنا عدة أطراف في المقاومة دون أن نلتفت الى مذهب أو تيار أو حركة دون اخرى، والمقاومة خيمة تشتمل على هذه الجهة، ثانياً علاقاتنا مع دولة لا تعتبر على حساب دولة أخرى، وعلاقاتنا مع تيار لا تعد على حساب تيار آخر، وعلاقاتنا مع مجموعة لا تعتبر على حساب مجموعة أخرى، وإيران لا تمد اليد الى جهة أو تدعم جهة تقليصاً أو احتواء لأدوار أخرى.

ثالثا علاقة إيران بالإخوان المسلمين كانت قبل أن يصلوا الى الحكم، وفق طبيعة المداولات والارتباطات السابقة بين رجال غير حكوميين ومفكرين طوال العقود الماضية، وهذه العلاقة كانت من ضمن علاقات المفكرين والنخب الفكرية سابقا، ونحن لا نريد أن تؤدي مثل هذه الأمور إلى أن تحاسب محاسبة غير واضحة.

• الدعم الإيراني لـ»حزب الله» و»حماس»، هل هو استراتيجية إيرانية للتدخل في سياسات الدول العربية؟

 إن الدعم الإيراني لـ»حزب الله» و»حماس» موجه من منظور دعم المقاومة هذا من جهة، ومن جهة أخری يجب ألا نقول إن «حزب الله» أو منتمين إلى المقاومة لهما علاقات غير جيدة مع الدول العربية، حتى نقول إن دعمنا للحزب يؤدي إلى بعض الأمور، لا. إنّ «حزب الله» والمنتمين إلى تيارات المقاومة لديهما علاقات حسنة وممتازة مع الدول العربية، وهناك زيارات لهم، وأذکر زيارة خالد مشعل للكويت مؤخراً. إن «حزب الله» من صميم المكون اللبناني ويجب أن نتحدث عنه كتيار فاعل وناشط على الساحة اللبنانية. كان هناك عمل «تافه» من قبل البعض بإدراج «حزب الله» ضمن قائمة الداعمين للإرهاب، بيد أن الدول العربية ما عدا دولة لا نريد ذكرها أبت أن تقوم بمثل هذا الشيء.

• بالانتقال إلى الشأن العربي، كيف ترى الأحداث المصرية، وهل مصر ستشهد استقراراً سياسياً خلال الفترة المقبلة بعد رئاسة السيسي؟

أملي كبير أن تشهد مصر وشعبها الاستقرار والسلم والأمان، لما لها من دور رئيسي في الساحة الإسلامية والعربية، وتاريخ مصر وثقافة مصر وامتدادها الحضاري کفيل بهذا الأمر، وأملي أن يشهد هذا البلد استقراراً وسلاماً وأماناً، وقد شارك نائب وزير الخارجية لشؤون العالم العربي د. عبدالأمير عبداللهيان مصر ليبارك للرئيس السيسي بفوزه في الانتخابات، ونتمنی الخير لمصر.

• ما تعليقكم تجاه الأحداث السورية، وبرأيكم إلى أين ستصل؟

لا نستطيع أن نتنبأ بالأمور، ولكن إذا لجأ الكل إلى الخيار السياسي فهذا هو مفتاح ما يجري في الساحة السورية، والحل الوحيد هو السياسي، ومادام لا يتفق الآخرون على هذا الحل ولا يعتقدون بنجاح هذا الحل فلا نستطيع أن نقول إن الأمور ستستقر، هكذا نقرأ الأوضاع، وهناك حديث عن المعارضة المعتدلة ودعمها، بينما هذه المعارضة هي معارضة مسلحة، ومعنى ذلك هناك جهات مازالت تفكر في الحل العسكري. هذا الأمر لا يجدي ولا ينفع، ولكن إذا كان الحل السياسي من خلال المبادرات السياسية فيجب أن تعتنى بها، من الممكن أن نتحدث عن أمل لطي هذه الصفحة التي لا ترضي أحداً.

• هل هناك زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني حسن روحاني للكويت؟

طبعا كمبدأ أساسي هناك زيارة لرئيسنا للكويت، والزيارة موجودة، وستكون رداً على زيارة سمو الأمير إلى طهران، ولكن هل ستتم خلال شهر أو أشهر أو العام المقبل لا نعلم ولم تحدد بعد.

• موضوع تودون الإشارة إليه؟

نحن نشكر الاخوة المسؤولين في الكويت الشقيقة، وعلى رأسهم سمو الامير لما رأيناه من معاملة وخير بالكويت، ونشكر سموه على النية الصادقة والرغبة في تنمية العلاقات وتعزيزها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، وأؤكد ان هذا الشعور موجود في ايران على مختلف الصعد السياسية والامنية والتجارية والثقافية والشعبية، كما أؤكد ان العلاقات بين البلدين لابد ألا تقتصر على الدول والانظمة الحكومية بل تترسخ بالتواصل الشعبي، وهو بالفعل موجود بين أبناء البلدين.

ونقطة اخرى وبها نختم قولنا هي قضية الاعلام، فنحن لا نريد أبداً ان يمدحنا أحد ولا نريد ان يخرج أحد خارج اطار الموضوعية ويستخدم عبارات اقرب الى السخرية، هناك من ينتقد ايران وهذا من حقه، لكن الحكم المسبق والغلو في المعاداة امر سيئ فهناك أقلام جبلت علی معاداة ايران، هذه هي مشکلتنا.

• كلمة أخيرة

أشيد بمساحة الحرية في الاعلام الكويتي، وان شاء الله تستغل هذه المساحات لمصلحة من يخدم الاقليم ككل والامة الاسلامية، لأننا نواجه تحديات خارجية ويتحتم علينا ان نكون واعين تجاه ما يجري في الاقليم، واخص بالشکر جريدة «الجريدة» ولا يفوتني ان اذكر بالخير وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود لما له من دور في هذا المجال وكنا خلال الأسبوعين الماضيين ضيوفا لديه بناء على دعوة موجهة من معاليه.

«التحالف» عليه استفهامات و«داعش» موجود قبل 3 سنوات

علق عنايتي في رد على سؤال كيف تنظر إيران للتحالف الدولي لـ«داعش»، وهل سينجح في وقف التقدم في الأراضي السورية والعراقية؟ قال: طبعا نحن لا نراهن على هذا التحالف لأنه تنقصه أشياء وعليه علامات استفهام، أولاً ان بعض أعضاء التحالف ليسوا جادين في مكافحة الإرهاب، والذي نراه استعراضات، والأمر الآخر هناك أقوال بأنَّ بعض هذه الأنظمة هي التي ربَّت ورعت مثل هذه الجماعات الإرهابية أو غضّت الطرف عنها ومنها «داعش» والتي كانت موجودة قبل ان يعلن انها تعمل ضدها، وكانت موجودة قبل ما يقارب 3 سنوات، وكانت تناور في ساحة المعركة في سورية، وكانت مجهوداتها مباركة من قبل البعض بأنها تعارض النظام الشرعي هناك.

والسؤال كيف أصبح مثل هذا التيار أو من هذه الجماعات الإرهابية، التي كانت تصفق لها بعض الدول وأدرجت اليوم في قائمة الإرهاب، ونفس الدول تبارك لتيارات أخرى التي هي في ساحة المعركة في سورية والعراق مثل جبهة النصرة، وأحرار الشام وغيرهما من التيارات الأخرى؟

- في الحقيقة أنا أعتقد أن مكافحة الإرهاب أصبحت أمراً سياسياً لاحقاً أكثر من أن يكون شيئاً أصولياً، ولو اقتضى الأمر يتم دعم جماعة، ولو اقتضى الأمر يحكم على جماعة بالإرهاب، ونحن لا نريد هكذا. نريد أن يكون اتجاهنا واقعياً، لابد أن يحارب الفكر الإرهابي الذي أنتج هذه الفروخ والأفاعي والمجانين، والسؤال هل الهجمات أو القصف على مثل هذه المجموعات كفيل بإزالة الإرهاب من منطقتنا... لا أتصور، ولابد أن تكون مكافحة الإرهاب في إطار مكافحة الفكر الإرهابي والفكر الذي ينميه. الإرهاب مدعوم بالسياسة ويستعان به أداة للتغيير. نحن في منطقتنا نحتاج إلى التفكير لا التكفير، ولابد أن نحتفي بمفكرينا ولا نعطي المجال للمكفرين، والأمر الآخر هو الإمدادات المالية، وبعض الدول أخذت هذه الإجراءات، وقرأنا في الصحف عن وجود إجراءات ضد بعض الأعمال غير الشرعية لجمع الأموال والإرهاب، لو تم القضاء على الدعم الفكري والدعم السياسي والدعم المالي، وفي هذه الحالة هي شجرة خبيثة تذبل وتموت.

الخليج العربي وخليج فارس

احتراماً للمهنية ولحديث السفير الإيراني لدى البلاد د. علي رضا عنايتي لم يتم تغيير حديثه عن خليج فارس الى الخليج العربي بعد ان وجهت إليه عدة أسئلة بهذا الخصوص خلال اللقاء والتي تعكس قناعات الجانب الايراني ولا تعكس رأي «الجريدة» في هذا الجانب.

الجالية الإيرانية تريد أقاربها في الكويت

قال عنايتي في رد على سؤال آخر عن عدد الجالية الايرانية في الكويت وأبرز احتياجاتها ومشاكلها: لقد صدر بيان مؤخرا من أحد المصادر الکويتية يؤيد ما كنا نقوله ان عدد الجالية الايرانية ما يقارب 45 الفاً، فقد تقلص عدد الإيرانيين خلال الآونة الآخيرة مقارنة بالسابق وان حديثي الرغبة بالعمل بالكويت لديهم صعوبة بالحصول على تأشيرة ونحن في السفارة تحدثنا مع المسؤولين في الكويت مطالبين بأن تكون هناك تسهيلات للعمالة الايرانية على مختلف الأوجه خاصة وان لدينا متخصصين وعلى مستويات عالية من الكفاءة. وأضاف السفير عنايتي ان الجالية الايرانية مرتاحة الی حد کبير بالعيش في الکويت، كما أن الحكومة الكويتية أيضاً مرتاحة لتعامل الجالية الايرانية لديها، وهذا الارتياح متبادل بين الطرفين وبالتأكيد للجالية حقوق ونأمل من الجهات المعنية في الكويت الشقيقة ان تلبي حاجتها في زيارة بعض عوائلهم او ابنائهم للكويت، وفي الحقيقة هذا حق لرعايا بلد يعيش في بلد آخر، ومطلب قد اكده الرعايا الإيرانيون الذين التقيناهم وهو الامر المهم لهم ولنا، مضيفا: «اننا التقينا بالاخوة الكويتيين وشرحنا لهم الامر حتى يتسنى إزالة الموانع لإصدار التأشيرة للايرانيين حالهم حال رعايا الدول الأخری.

back to top