رغم قلّة اطلالاتها التلفزيونية  وغيابها المتقّطع عن الشاشة، احتفظت كارول الحاج بموقعها على الساحة الدرامية كممثلة حقيقية في الأداء، سواء على خشبة المسرح أو عبر الشاشتين الفضية والذهبية.

Ad

تطلّ الحاج راهناً بطلة مسلسل «ياسمينا» ( كتابة مروان العبد، إخراج وإنتاج إيلي معلوف) عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال.

عن دورها والأعمال الدرامية تحدثت الحاج إلى «الجريدة».

ما تقويمك لمسلسل «ياسمينا»؟

من الصعب أن أكون مشاهدة فقط لهذا العمل وإبداء الرأي بموضوعية، لأن نظرتي تختلف عن نظرة أي مشاهد عاديّ كوني مشاركة فيه. فضلا عن أنني لا أحبّذ متابعة المسلسل الذي أشارك فيه، بسبب انتقادي القاسي لنفسي، لذا أنتظر ردود فعل الجمهور، فإذا جاءت إيجابية أطمئن وأفرح بأن مجهودي وطريقة تجسيدي للشخصية وصلا بطريقة صحيحة إلى الناس.

فيمَ تختلف شخصية «ياسمينا» عن شخصياتك السابقة؟

تختلف باختلاف القصة، فهي فتاة يتيمة تفتشّ عن والدها في حقبة الحرب العالمية الأولى حيث المجاعة والفقر والاحتلال التركي للبنان، ما أدى دوراً في تكوين شخصيتها.

تدور أحداث المسلسل بين ناري الحب والحرب في حقبة زمنية ماضية، فهل يختلف مفهوم الحب آنذاك عن مفهومه اليوم؟

يبقى الحبّ هو هو في أي زمن، كذلك الحرب المخيفة في كل الأزمنة. إنما تختلف التقاليد وطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وكيفية التعبير عن المشاعر،  في الماضي سيطرت محاذير عدة، أمّا راهناً فثمة حرية أكبر.

يخلو هذا النوع من الأعمال التاريخية من الاثارة والثياب المبهرة والديكورات الفخمة،  علامَ اعتمدتم لجذب الجمهور؟

صحيح أن الديكور الفخم في المسلسل يقتصر على قصر الباشا الذي يجسّد المنزل اللبناني القديم، إنما تكمن الجمالية في مشاهد المعركة، المنازل الفقيرة والطبيعة الجبلية اللبنانية.

مع أن المسلسل يحمل اسم البطلة «ياسمينا» لكنه يضم نخبة من الممثلين النجوم القديرين، ما أهمية هذه التركيبة؟

نحن محظوظون بتوافر هذه التركيبة، إذ طغى جو رائع على التصوير، خصوصاً أن الطاقم، في غالبيته، من المخضرمين القديرين، لذا شعرت بالفخر في التمثيل مع: فادي ابراهيم، هيام أبو شديد ورندا الأسمر، فهم  مهمون بالنسبة اليّ.

هل زمن البطولة المطلقة ولّى، برأيك؟

لا أتوقّف عند هذا الأمر، لأن العمل الجميل يلفت، بغض النظر عن هوية ممثليه، وأي ممثل يؤدي دوره بشكل جيّد سيحظى بإعجاب الجمهور، بغضّ النظر عما إذا كان يؤدى بطولة مطلقة أو جماعية.

ألا تشعرين بمسؤولية إضافية كون المسلسل يحمل اسم الشخصية التي تجسدينها؟

طبعاً فالقصة ترتكز على شخصيتي، لذا خشيت ألا أكون على مقدار المسؤولية الملقاة على عاتقي، وانتظرت ردود فعل الجمهور لأطمئنّ أنني أديّت الدور جيداً.  في أي حال أشعر بمسؤولية تجاه الدور الذي أؤديه في أي عمل.

نلاحظ أن إطلالاتك بسيطة وطبيعية في أي عمل تشاركين فيه، ما السبب؟

تفرض الأدوار نفسها على الممثل، فلا يمكن أن تضع «ياسمينا»  ماكياجاً وهي فتاة فقيرة تخدم في القصر. ومن جهة أخرى لا أحبّذ الماكياج القوّي لأنه يلغي تعابير الوجه، بالتالي يؤثر سلباً في الأداء، فضلا عن أنه لا يليق بي كثيراً لذا أفضّل وضع القليل وبشكل بسيط وطبيعي.

تلتقين باسم مغنية للمرة الثانية، كيف تقيّمين هذه الثنائية؟

جميلة لذا فرحت بالتعاون مجدداً معه، اشعر بأن الممثلين الذين انطلقوا معاً، منذ مسلسل «طالبين القرب» مع مروان نجّار، يشبهون بعضهم البعض في الطيبة وطريقة الأداء والعمل.

وسط وعروض

هل يختلف جوّ الممثلين راهناً؟

لا أختلط كثيراً بالوسط الفنّي، لذا لا يمكنني الحكم ما إذا كان هذا الجيل مختلفاً عن جيلنا.

أنت مقلّة بالأعمال، هل  بسبب قلّة العروض أم غياب ما يعجبك أم التزامك بشركة واحدة؟

لست ملتزمة مع أي شركة إنتاج، إنما ما يحصل أن الأدوار التي تعرض علي لا تعجبني، رغم أن ثمة أعمالا جميلة نُفّذت محلياً.

لماذا إذاً تعملين مع المنتج إيلي معلوف؟

عرض عليّ عملا أحببته فشاركت بكل بساطة، لا يعني ذلك أنني ملتزمة بالعمل معه من دون سواه.

كيف يتعامل الجمهور مع غياب ممثل عن الشاشة وعودته إليها؟

مهنتنا ناكرة للجميل وغير منصفة بحقّ الممثل، ذلك أن الجمهور يقدّر من يطلّ عبر الشاشة وينسى من يغيب عنها ليأخذ ممثل آخر الرهجة.  

برأيك، ما الذي فرض  سعي المنتجين إلى الإنتاجات العربية المشتركة؟

انتشار المسلسل اللبناني وبيعه إلى الفضائيات العربية، وهذا أمر مهمّ بالنسبة إلى الممثل اللبناني أيضاً، كونه يشارك في عمل يسوّق خارج البلاد وبالتالي يحقق من خلاله الانتشار.

كانت فنانات الغناء نجمات مسلسلات رمضان 2014، ألا تنزعجين كممثلة من كونهنّ يأخذن نجوميتك؟

أبداً، لأن ثمة فنانات موهوبات يطمحن إلى التمثيل فلما لا يحققن ذلك. إذا توافرت انتاجات ضخمة لتلبية رغبتهنّ  وضمّ العمل مجموعة من الممثلين، فسيستفيد الجميع أيضاً. برأيي كل انسان يأخذ نصيبه في هذه الحياة.

هل تابعت أياً من تلك المسلسلات؟

كلا، لأنني لا أحب مشاهدة التلفزيون الذي اعتبره مضيعة للوقت، فضلا عن أن عرض تلك المسلسلات تزامن مع تماريني المسرحية.

هل يمكن الحديث عن منافسة إنتاجية محلية راهناً لتقديم أعمال أفضل؟

طبعاً، فكلما يُعرض عمل درامي جيّد يتشجّع المنتجون الآخرون لتقديم عمل أفضل، ما يحفّز على التطوّر والمنافسة الإيجابية.

في مقابل توافر أعمال درامية، ثمة إنتاج متواضع للسينما والمسرح، ما السبب؟

أمر طبيعي لأن المردود المادي المتأتي من الدراما التلفزيونية أسرع من المسرح والسينما، فالاول جمهوره محدود، وكلفة إنتاج الثاني أكبر، فاذا لم يُسوّق الفيلم خارج البلد لن يستردّ المبالغ التي صُرِفت على انتاجه.

السينما اللبنانية

ما رأيك بالأعمال السينمائية اللبنانية المعروضة أخيراً؟

بغض النظر عن نوع الفيلم السينمائي اللبناني، من الجيّد أن يجد الجمهور اللبناني فيلماً محلياً، من ضمن قائمة الأعمال السينمائية العالمية المعروضة في الصالات، ليختار من بينها ما يشاهده.

هل من مشروع سينمائي جديد؟

كلا.

مثّلت في المسرح والتلفزيون والسينما، علام ترتكز اولوية الممثل في كل منها؟

من الضروري أن يكون الأداء حقيقياً غير مصطنع، وهذه النقطة الأصعب في التمثيل عموماً. أما بالنسبة إلى الاختلاف بينها، ففي المسرح يحتاج الممثل إلى طاقة للمحافظة على المستوى الأدائي نفسه من بداية المسرحية حتى نهايتها، بينما يتم تقسيم المشاهد بشكل مريح في التصوير التلفزيوني.

يعبّر الممثلون دائماً عن شغفهم بخشبة المسرح وعن شعورهم الجميل تجاه التفاعل المباشر مع الجمهور، هل هذا إرضاء للأنا؟

لم أفكّر أبداً بهذا الاطار، إنما ثمة رهبة على خشبة المسرح التي تتطلّب شجاعة معيّنة. لا أعلم ما اذا كان تصفيق الجمهور دليلاً على أن مجهود الممثل أثمر أم أن التصفيق عملية إرضاء للغرور والأنا لديه.

هل استثمرت مشاركتك في «رقص النجوم»؟

لم أفعل حتى الان، إنما احب الرقص عموماً، وبالتالي لا مانع من استثماره في التمثيل مستقبلا.