إذا كانت أميركا صادقة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ثم من المؤكد أن الأميركيين ومعهم كل دول هذه المنطقة يعرفون أن نظام بشار الأسد يضع "داعش" في بؤبؤ العين، وأنه هو الذي تخلى له عن مدينة "الرقة"، وأنه أيضاً هو من جاء به إلى منطقة "حماة" وإلى مخيم اليرموك الفلسطيني وإلى القلمون، وكل هذا من أجل تمرير كذبة أنه، أي هذا النظام، يواجه إرهابيين لا "ثواراً" من أبناء الشعب السوري، وهنا فإن ما يبعث على المزيد من الشكوك ويعززها هو أن الولايات المتحدة ومعها العديد من الدول تعرف تمام المعرفة هذه الكذبة المكشوفة منذ الأشهر الأولى لانطلاق الثورة في عام 2011. إذن ومادام أن هذا هو واقع الحال، فهل أن الولايات المتحدة ومعها بعض دول هذه المنطقة تصدق أنها قادرة على القضاء على "داعش" ببضع مئات من "المتدربين" حتى وإن أصبح كل واحد منهم بقوة "طرزان" أو بقوة "غراندايزر". إن هذا عبارة عن بيع أوهام لا يمكن تمريرها على الشعب السوري ولا على المعارضة السورية ولا على كل من يعنيه الحفاظ على وحدة هذه الدولة العربية وتماسك مكوناتها الاجتماعية.ولذلك إذا كان الأميركيون، والمقصود هو الإدارة الأميركية، صادقين في أنهم يعتبرون أن نظام بشار الأسد لم يعد له أي دور في حاضر سورية ولا في مستقبلها، فإن عليهم أن يواجهوا الحقائق مباشرة، وإن عليهم أن يستبدلوا حكاية تدريب المئات هذه بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة الفعالة التي باتت تحتاج إليها إن لم يكن لحسم المعركة نهائياً فلإجبار هذا النظام على الالتزام بـ"جنيف1" ولحمله مرغماً على قبول حلّ المرحلة الانتقالية.وأيضاً إذا أراد الأميركيون القضاء فعلاً على "داعش"، فإن عليهم أن يكونوا أكثر "جدية" في إضعاف النفوذ الإيراني في العراق وفي سورية وفي لبنان وفي إنهائه في اليمن. أما "كذبة" تدريب بضع مئات للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي، الذي ثبت أن لديه قدرة وإمكانيات دولة فعلية، فإنها لم تنطلِ على أي كان. إن المطلوب هو دعم فعلي وحقيقي لقوى المعارضة السورية "المعتدلة"، وهو أيضاً منع التدخلات الإيرانية في شؤون هذه المنطقة، ووضع حد فعلي لهذه التدخلات.