حفلات عيد الأضحى... ترويج ألبومات وتعويض خسائر الكاسيت
رغم الحوادث الإرهابية التي شهدتها مصر أخيراً، تزدحم روزنامة موسم عيد الأضحى بحفلات يحييها النجوم، إصراراً على إرادة الحياة والتفاؤل بالمستقبل، واستغلالها لتقديم جديدهم من ألبومات وأغنيات، من بين هؤلاء: عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب ومحمد منير وتامر حسني...
يحيي عمرو دياب حفلة في منتجع «بورتو كايرو» ثاني أيام عيد الأضحى، وسيستغلها للاحتفال بألبومه الجديد «شفت الأيام»، في حضور فريق عمل الألبوم من شعراء وملحنين وموزعين على أن يقدمهم للجمهور وهم إلى جواره على خشبة المسرح.في اليوم نفسه يحيي محمد منير حفلة غنائية في منتجع «بورتو مارينا»، وهي الثانية له في أقل من شهرين. لهذه الغاية، يجري فريق عمله استعدادات خاصة للحفلة، تحاشياً للمشادات والتحرشات التي تقع عادة في حفلاته، وستستعين الشركة المنظمة بأفراد من الأمن للحفاظ على سلامة الجمهور.
رابع أيام عيد الأضحى، تحديداً في 7 أكتوبر، يحيي تامر حسني حفلة في الصالة المغطاة بستاد القاهرة ويقدم فيها أغاني ألبومه الجديد «180 درجة»، أما مصطفى قمر فيحيي حفلة في مسقط رأسه الإسكندرية بعد غياب ثلاث سنوات اكتفى خلالها بإقامة حفلات خارج مصر، ويعمل حالياً على تجهيز أكثر من أغنية جديدة لتقديمها في الحفلة.احتفالات مزدوجةتحيي شيرين عبد الوهاب حفلتين إحداهما في القاهرة والثانية في إحدى الدول العربية، أما ساندي فستحيي ثلاث حفلات خلال عيد الأضحى، إحداها بمدينة شرم الشيخ، وستؤدي بعض أغاني ألبومها الجديد «حلوة جداً» الذي أصدرته في يوليو، في حين تحيي ياسمين نيازي حفلة بمدينة الإسماعيلية، ثالث أيام الأضحى، تقدم خلاله أغنيات ألبومها الأخير «نسايم».بدوره يحيي رامي صبري حفلة، ثاني أيام العيد، في الساحل الشمالي وهو ينكب على تحضير أغنية جديدة سيقدمها فيها، كذلك يحيي تامر عاشور حفلة غنائية ثاني أيام عيد الأضحى في مدينة الغردقة تزامناً مع موعد طرح ألبومه الجديد «عشت معاك حكايات» الذي يضم 10 أغنيات.من جهته يحيي محمد عدوية حفلة غنائية ليلة العيد في قاعة «النهر» في نادي «ساقية الصاوي» بحي الزمالك يقدم خلالها أشهر أغانيه وأغاني والده النجم الشعبي أحمد عدوية. بين الأمس واليومترى نسمة محجوب، نجمة «ستار أكاديمي»، أن الهدف الحقيقي من وراء إحياء الحفلات، تحقيق أكبر فائدة فنية بعيداً عن الماديات، تقول: «لو أخلص المطرب لفنه فسينجح من دون شك لكن الأهم أن يؤدي عمله من أجل فنه وموهبته التي أعطاه الله إياها».تضيف أنها راضية عن مستوى الحفلات التي أقامتها، سواء داخل مصر أو خارجها، وأن هدفها إسعاد الجمهور الذي يثق بأدائها وموهبتها، بعيداً عن الـ «شو الإعلامي» المرافق لهذه الفاعليات، بل أن يكون «الفن للفن».بدوره يوضح الموسيقار محمد سلطان، رئيس «جمعية المؤلفين والملحنين المصرية»، ألا فائدة فنية أو غنائية من وراء هذه الحفلات، إذ يهتم كل مطرب بجني الأموال، فضلاً عن الظهور أمام وسائل الإعلام وتأكيد حضوره على الساحة الفنية وقدرته على حشد الجمهور، مشيراً إلى أن ثمة مطربين يتفاخرون أمام زملائهم بكم التذاكر التي بيعت للحفلة بغض النظر عما أدوه لهذا الجمهور الذي حضر.يضيف: «في السابق كان المطربون الكبار يقيمون هذه الحفلات لإمتاع جمهورهم وتقديم أغانيهم الجديدة والاطلاع على انطباعات الجمهور حولها، وهذا لا يحدث حالياً، لأن الكل يهتم بأن يكون حاضراً في الحفلات الرئيسة والمهمة مثل حفلات عيد الفطر والأضحى وشم النسيم ورأس السنة، وبعدد وسائل الإعلام والصحف التي ألقت الأضواء على الحفلة والكاميرات التي صورته وهو يرقص».أما الناقد الفني أحمد سعد الدين فيشير إلى أن المطربين يلجأون إلى هذه الطريقة بعدما قضت القرصنة الإلكترونية على أرباح الألبومات الغنائية، مؤكداً أن المطرب، عندما يتعاقد مع شركة الإنتاج، يضع المنتج في حسابه الدخل الذي سيحصل عليه من وراء هذه الحفلات التي تعوضه الخسائر الناتجة من السرقات الإلكترونية.يضيف: {يتعامل المطربون والمنتجون مع الحفلات باعتبار أنها المنقذ الوحيد لصناعة الموسيقى في العالم العربي، رغم أنها لا تكفي وحدها لتغطية تكاليف الألبومات أو تحقيق حياة كريمة للعاملين في الوسط الغنائي، ذلك أن الكاسيت وبيع الألبومات، أحد المشروعات المهمة التي تأتي بعائد كبير يغطي كلفة هؤلاء العاملين}.يلفت إلى أن مصر تشتهر، منذ الخمسينيات وما قبلها، بحفلات غنائية ينتظرها الجمهور، وكان النجوم الكبار يتبارون في ذلك، على غرار عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، أما حفلة سيدة الغناء العربي أم كلثوم فكان موعدها مقدساً، موضحاً أنه لا يقارن بين الفنانين الكبار الراحلين وبين الموجودين حالياً، لكنه يؤكد أن «مصر زاخرة بالحفلات طوال الوقت، وهذا لا يعتبر أمراً جديداً علينا».