عدن تترنح... وقبائل مأرب تحشد 35 ألف مقاتل

نشر في 07-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-04-2015 | 00:01
No Image Caption
الرياض تعلق الدراسة في نجران... ومقتل شرطي بتبادل إطلاق نار في العوامية
أغرقت الميليشيات الحوثية التي تخوض معارك طاحنة ضد اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي عدن بالدماء، بعدما أسفرت المعارك التي دارت أمس الأول عن مقتل 70 شخصاً، في وقت ناقش مجلس النواب الباكستاني أمس، حجم مشاركة إسلام آباد في «عاصفة الحزم».

تحولت المعارك الطاحنة التي تدور في عدن بين اللجان الشعبية المؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي والمدافعة عن العاصمة المؤقتة في مواجهة زحف المتمردين الحوثيين وقطع الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح نحوها إلى ما يشبه حمام دم وأسفر القتال بين الطرفين عن مصرع 194 شخصاً منذ انطلاق حملة "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية ضد الحوثيين.

وأوقعت المعارك الدائرة في عموم اليمن 94 قتيلاً أمس الأول، بينهم 57 في عدن وحدها حيث قتل 26 حوثياً و17 مدنياً إضافة إلى عشرات الجرحى في أحياء المعلا والقلوعة وخور مكسر.

وفي اليوم الثاني عشر لـ"عاصفة الحزم"، تركزت المواجهات الدامية جنوبي البلاد، وفي عدن تحديداً انسحب المتمردون من دوار حجيف والقلوعة باتجاه عقبة المعلا غير أنهم انتشروا في شارع ميناء المعلا وعند مطاحن وصوامع الغلال دون السيطرة على الميناء.

مأرب تحشد

من جهة أخرى، أعلنت قبائل مأرب أنها حشدت 35 ألف مقاتل لمواجهة الحوثيين وميليشيات الرئيس السابق.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن القبائل أحاطت بالمحافظة، من مختلف الاتجاهات، حيث تشهد الأوضاع في مأرب حالة استنفار قصوى، تحسباً لأي طارئ أو تهديد من المتمردين الذين يحاولون السيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.

وفي السياق نفسه، أكدت اللجنة الأمنية في مأرب، برئاسة المحافظ سلطان العرادة، التزامها التام بالوقوف مع الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس هادي.

الضالع

في هذه الأثناء، قتل عشرات من المتمردين واللجان الشعبية خلال معارك عنيفة وحرب شوارع اندلعت ليل الأحد ـ الاثنين من أجل السيطرة على مدينة الضالع الجنوبية.

وفي زنجبار كبرى مدن أبين إلى الشرق من عدن، أعلنت اللجان الشعبية أن "مقاتليها يحاصرون منذ مساء أمس الأول اللواء 115 لموالي للرئيس السابق حليف الحوثيين".

إغاثة

على صعيد عمليات الإغاثة، قالت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن "سلطات عاصفة الحزم سمحت بإرسال طائرتين إلى اليمن، إحداهما تحمل معدات طبية عاجلة، وأخرى أصغر مخصصة للمسافرين تحمل أطقماً طبية".

مقتل شرطي

إلى ذلك، انعكست الأوضاع المتوترة في اليمن على المملكة العربية السعودية، وأعلن مسؤول سعودي مقتل رجل أمن خلال عملية دهم "أوكار تستخدمها عناصر إرهابية" في بلدة العوامية الشيعية بمحافظة القطيف شرقي المملكة أمس الأول.

ونقلت الوكالة السعودية الرسمية (واس) عن المتحدث الأمني في وزارة الداخلية تأكيده "تعرض رجال الأمن لاطلاق نار" وإصابة العريف ماجد بن تركي القحطاني الذي توفي بعد نقله إلى المستشفى.

وأضافت الوكالة أن "قوات الأمن فتشت عدداً من الأوكار التي توفرت أدلة على استخدامها من قبل العناصر الإرهابية في بلدة العوامية"، مضيفة أنه تم "ضبط كمية من الأسلحة الآلية والمسدسات والذخيرة وأجهزة اتصال (...) والقبض على أربعة سعوديين من المتورطين في استهداف رجال الأمن بإطلاق النار، وهم يؤدون واجبهم".

كما "أصيب 3 من رجال الأمن ومواطن ومقيم بجروح لكن حالتهم الصحية مستقرة"، وفقاً للمصدر.

وقف الدراسة

في موازاة ذلك، أعلنت إدارة التعليم بمنطقة نجران جنوبي المملكة تعليق الدراسة في المدارس الحدودية في المنطقة البالغ عددها 94 مدرسة لمدة أربعة أيام. وأوضح المتحدث الإعلامي في تعليم نجران حمد آل شرية في تصريح أوردته (واس) ليل الأحد ـ الاثنين، أن التعليق سيستمر لمدة أربعة أيام اعتباراً من اليوم الاثنين وحتى نهاية يوم الخميس المقبل.

وقال المتحدث الرسمي لقيادة قوات تحالف عاصفة الحزم في اليمن العميد أحمد عسيري في مؤتمر صحافي أمس الأول، إن القوات البرية السعودية تتعامل مع مناوشات متقطعة تقوم بها عناصر حوثية تحاول إيجاد قاعدة لعملياتها بحفر خنادق على الحدود السعودية اليمنية.

وكانت صحيفة "الحياة" السعودية نقلت عن مصادر مطلعة، أن قوات حرس الحدود السعودي شرعت في إزالة 96 قرية حدودية مع اليمن لـ"أسباب أمنية" و"خشية تحول مبانيها أوكاراً للمتسللين من الحدود السعودية ــ اليمنية أثناء عمليات عاصفة الحزم". وأشارت الصحيفة، إلى إنه كان تم نقل ساكني تلك القرى، وعددهم 15 ألفاً قبل أعوام إلى إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي في محافظات جازان.

وكشفت الصحيفة، أن المنازل التي تمت إزالتها حتى بداية الأسبوع الثاني من "عاصفة الحزم" شملت عشر قرى حدودية، ويتم العمل بشكل متلاحق على إزالة المتبقي منها خلال الأيام المقبلة.

باكستان تناقش

وعلى صعيد تحالف "عاصفة الحزم"، ناقش البرلمان الباكستاني أمس، حجم مشاركة بلاده في "عاصفة الحزم" بناء على طلب من رئيس الوزراء نواز شريف، وبينما برزت ردود فعل متباينة ومترددة بشأن التدخل البري في اليمن على الساحة السياسية الباكستانية، من المنتظر أن يحسم البرلمان موقفه اليوم.

وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف خلال الجلسة، إن السعودية طلبت من باكستان جنوداً وطائرات وسفناً حربية وقوات على الأرض للمشاركة في "عاصفة الحزم"، مؤكداً أن إسلام آباد لا تزال تبحث حتى الساعة عن حل "سلمي" للنزاع اليمني.

وأضاف آصف، أن باكستان لم تتخذ قرارها بعد وأنها تفضل حلاً "سياسياً" و"سلمياً" للنزاع، مع التأكيد على الدفاع عن سيادة الأراضي السعودية إذا ما تعرضت لأي تهديد.

تحرك إيراني

وفي وقت تحاول إسلام اباد تجنّب إغضاب حليفها السعودي من جهة وتسعى أيضاً إلى عدم اغضاب إيران التي تشاركها حدوداً برية طويلة، أعلن آصف عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعاصمة الباكستانية اليوم لمناقشة الوضع في اليمن، في ما يمكن أن يكون جهداً مشتركاً من باكستان وإيران لإيجاد حل دبلوماسي لهذا النزاع.

(عدن، صنعاء  ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top