عاش لبنان أمس حالة من الغليان بعد إعدام مسلحين سوريين للجندي اللبناني علي البزال، في حين أعلن أهالي العسكريين المختطفين التصعيد بكل الاتجاهات مطالبين الحكومة بالاستقالة.  

Ad

وسط حال من الارتباك الحكومي والعجز السياسي استفاق لبنان أمس على توتر عمّ كل المناطق، إثر إعلان «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية إعدامها الجندي علي البزال الذي كانت تحتجزه لديها، وذلك رداً على اعتقال الجيش اللبناني طليقة زعيم تنظيم «داعش» العراقية سجى الدليمي، والسورية آلاء (علياء) العقيلي زوجة القيادي في «النصرة» الملقب بـ»أبو أنس الشيشاني».

ولم يستفق اللبنانيون عموماً وأهالي العسكريين المخطوفين خصوصا من صدمة إعدام البزال، وهو الجندي الرابع الذي يعدمه «داعش» و»النصرة»، إلا وقد خرج الخاطفون بتهديدات جديدة، إذ أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن زوجة الجندي المخطوف خالد مقبل تلقت اتصالا من الجهات الخاطفة، هددت فيه بتصفية جميع العسكريين المخطوفين. وأعلنت عائلة العسكري إبراهيم مغيط تلقيها رسائل من «داعش» تهدد باغتيال مغيط في الساعات المقبلة، إذا «لم يتم الافراج عن النساء التي قامت القوى الأمنية باعتقالهن».

معارك وقطع طرقات

وأفادت التقارير المحلية والميدانية عن وقوع اشتباكات بين الجيش والمسلحين في جردو عرسال في البقاع. وقالت المصادر إن الجيش اللبناني استهدف مراكز للمسلحين في جرد عرسال بقذائف مدفعية وأسلحة ثقيلة. وقطع أهالي المخطوفين طرقات في الشمال بطرابلس والبقاع وفي بيروت احتجاجاً. كما أفيد عن مقتل طفلين وإصابة خمسة أشخاص إثر اعتداء على مخيم للاجئين السوريين في البقاع الشمالي.

الأهالي

ودعا أهالي العسكريين المخطوفين في بيان الحكومة اللبنانية إلى الاستقالة وحمّلوها مسؤولية إعدام «جبهة النصرة» للبزال. وأعلن الأهالي، في مؤتمر صحافي أمس في منطقة الصيفي وسط بيروت حيث يقطعون الطريق: «التصعيد المفتوح في المناطق كافة وبكل الوسائل والاتجاهات»، محمّلين الحكومة مجتمعة مسؤولية قتل البزال، ودعوها إلى «الاستقالة»، إذا لم تكن قادرة على حل أزمة العسكريين المخطوفين.

وناشدوا «الشعب اللبناني للتضامن معهم»، مطالبين الجالية اللبنانية بكلّ الدول «التوجه إلى السفارات للضغط على الحكومة»، كما دعوا إلى «التحقيق الفوري ومعرفة من سرّب التحقيقات مع النساء المعتقلات».

وطالبوا بـ»عودة الوزير وائل أبوفاعور للتفاوض حقناً للدماء»، وأضافوا ان معلومات وصلت إليهم تفيد أن «تنظيم داعش أعلن نيته إعدام الأسرى لديه إذا لم تتجاوب الحكومة مع مطالبه».

آل البزال

في المقابل، طلب آل البزال من الحكومة اللبنانية أن «تنفذ أحكام الاعدام بحق الارهابيين الموقوفين في سجن رومية، بدءا من الموقوفة جمانة حميد (من عرسال) والموقوف عمر الاطرش»، محمّلين الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» (من عرسال) مسؤولية مقتل البزال.

ودعوا الحكومة في مؤتمر صحافي الى «إلقاء القبض على الحجيري خصوصا أنه موجود في مكان معروف»، معتبرين أن «السوريين في عرسال ليسوا نازحين بل حفنة من التكفيريين انقضوا على الجيش»، معلنين «عدم السماح لأي جهة محلية أو دولية بإيصال المساعدات الى أي بلدة»، لافتين الى أن «قطع الطرق في أي بلدة بحجة التضامن مع ارهابيي عرسال هو تأييد لهم».

وأشارت التقارير من البقاع إلى ان «الطريق الدولي بعلبك -حمص مفتوح لجميع المواطنين باستثناء أهالي عرسال»، وشهدت قرية البزالية ظهورا مسلحا وحواجز لملثمين وتدقيق بهويات المارة.

وأفادت معلومات صحافية بأن أهالي بلدة البزالية أطلقوا سراح كل من محمد الحجيري، ومحمد الاطرش وبسام الحجيري الذين خطفوا عند منتصف ليل الجمعة - السبت من قبل مسلحين يستقلون سيارة من نوع غراند شيروكي، بينما كانوا في سيارة من نوع مرسيدس على طريق البزالية - اللبوة.

الإعلان

وكان حساب «مراسل القلمون» على «تويتر» الذي تستخدمه «النصرة» أعلن في وقت متأخر من مساء أمس الأول تنفيذ حكم القتل في حق العريف اللبناني علي البزال. وفي بيان نشرته الجبهة على الحساب أشارت إلى أن تنفيذ الحكم جاء رداً على أعمال الجيش اللبناني «وهو اقل ما نرد عليه وإن لم يتم اطلاق سراح الأخوات اللاتي اعتقلن ظلماً وجوراً فسيتم تنفيذ حكم القتل في حق أسير آخر لدينا خلال فترة وجيزة». ونشرت صورة لشخص يطلق النار على رأس البزال.

الحكومة وأبوفاعور

وعقدت خلية الأزمة في الحكومة اللبنانية أمس اجتماعا لبحث التطورات. ورفض على إثرها الوزراء التصريح بما جرى خلال الجلسة. وكان وزير الصحة وائل أبوفاعور أكد في حديث تلفزيوني «اننا معنيون بملف العسكريين الرهائن إنسانيا، وبالتالي فإن أحدا لا يستطيع ان يبعدنا عنه، ونحن لا نعمل لأوامر أحد ولن نتخلى عن الاهالي»، مشددا على أن «رئيس الحكومة تمام سلام يعمل بكل أمانة لحل قضية العسكريين».

بوغدانوف

على صعيد آخر، واصل الممثل الخاص لرئيس روسيا في الشرق الاوسط وافريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف جولته في لبنان حيث التقى عددا من المسؤولين في مقدمهم زعيم «التيار الوطني الحر» رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس الجمهورية الأسبق زعيم حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل، ورئيس تكتل «المستقبل» النيابي رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة.

وقال الجميل بعد لقائه المسؤول الروسي إن «لبنان يدفع ثمن تداعيات الأزمة بسورية والعراق وهناك كم كبير من النازحين ومن مصلحة لبنان أن نسهل عودتهم الى سورية»، لافتا إلى أن «هذا مطلب السوريين ونحن سنساعدهم».

جعجع لعون: فلنتفاهم

وجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع نداءً الى زعيم "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون  للتفاهم بشأن منصب الرئاسة.

وقال جعجع خلال مشاركته في العشاء السنوي لمنسقية بيروت في حزب "القوات اللبنانية" في فندق "ريجنسي بالاس" في أدما مساء أمس الأول: "لا يمكننا ترك الأمور كما هي، ان موقع رئاسة الجمهورية يتآكل رويداً رويداً، مهما كانت الظروف والأسباب والخلفيات لا يمكننا أن نترك موقع الرئاسة الأولى فارغاً، وبالتالي يا جنرال أمامك خياران: إما أن يتوجّه تكتل التغيير والاصلاح يوم الأربعاء المقبل في العاشر من الجاري الى مجلس النواب، فنكون، أنا وأنت، مرشحين للرئاسة، وفي ظل وجود لعبة فعليّة لا يعود بإمكان المرشَحين غير الفعليين الاستمرار، أما الخيار الثاني، وكي لا يستمر التباكي على الاطلال والقول ان السنة والشيعة يتحاوران ليختارا لنا رئيساً للجمهورية، فهو الجلوس معا للتفاهم على بعض الأسماء ونتوجه بها الى مجلس النواب، فحتى الآن لاتزال المبادرة بين أيدينا، ولكن لا يمكننا أن نطلب من الكون انتظارنا فيما البعض يُعطّل رئاسة الجمهورية".

بري يستضيف الجلسة الأولى من «الحوار»

كشف مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري علي حمدان أمس أن اللمسات الأخيرة للحوار المرتقب بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" توضع حاليا، لافتا الى ان "الجلسة الاولى ستكون بضيافة وحضور بري وعلى اثرها يحدد الجانبان آلية وكيفية التواصل بينهما فيما بعد"، مشيرا الى ان "جدول الاعمال سيوضع بناء على الاجتماعات التنسيقية".

وأكد حمدان ان "اهمية الحوار هو بتوسيع المساحة المشتركة بين المستقبل والحزب"، مبينا انه "يشجع بقية الفرقاء على اتخاذ الخطوة ذاتها"، مشددا على ان "الفريقين واعيان للتحديات الكبيرة التي تواجه لبنان. من هنا الحوار يساعد بدرجة عالية على تنفيس الاحتقان، ونتوقع ان تنتج عنه الكثير من الانفراجات".