«14 مليون غالون مياه أهدرت في احتفالات التحرير، كلفت الدولة 140 ألف دينار، بما يعادل استهلاك 14 ألف منزل»... هذا ما صرح به الوكيل المساعد للتشغيل وصيانة المياه محمد بوشهري لصحيفة «الجريدة» في عددها الصادر 28 فبراير الماضي، في وقت صار هدر المياه من قبل الصغار والكبار شيئاً مألوفاً... فيومياً نشاهد سواق المنازل والخدم يهدرون المياه في غسل السيارات وغسل أرضية المنازل باستخدام «هوز» الماء من دون حسيب أو رقيب.

Ad

استخدام المياه في الاحتفالات الوطنية سلوك غير حضاري ودخيل على مجتمعنا، لأن هناك مشاكل وحوادث كثيرة حصلت نتيجة استخدام المسدسات المائية والبالونات المملوءة بالماء، ورميها على السيارات والناس بداخلها... وهنا لنا أن تساءل: هل يمكن أن يمثل الإسراف في المياه وأذى الناس أسلوباً للتعبير عن الفرح؟

وفي الحديث أنَّ «النبيَّ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، مرَّ بسعدٍ وهو يتوضأُ، فقال: ما هذا السَّرفُ يا سعدُ؟! قال: أفي الوضوءِ سرفٌ؟ قال: نعم، وإن كنتَ على نهَرِ جارٍ».

نعم الماء نعمة عظيمة من نعم الخالق سبحانه، أمرنا بالمحافظة عليها وعدم إساءة استغلالها والإسراف فيها، ولا ننسَ أن الكويت قديماً كان شعبها يعاني معاناة شديدة من أجل الحصول على الماء، حيث كان يجلبه من شط العرب في العراق بواسطة السفن الخشبية ويباع بواسطة «الكندري» الذي يحمل الماء إلى البيوت.

لذا أناشد رئيسة العمل التطوعي الشيخة أمثال جابر الأحمد أن تسعى إلى إصدار قرار بمنع استخدام المسدسات المائية والبالونات في الاحتفالات والمناسبات الوطنية أسوة بقرار منع الفوم (رغوة الصابون) التي سعت الشيخة أمثال إلى إصداره... فهل تستجيب لمناشدتنا التي تصب في مصلحة الكويت وشعبها؟ آمل ذلك.

* آخر المقال:

في نشيدهم يرددون الصغار قائلين: «من حبنا لها بنوفر لها»، غير أنني من خلال مشاهداتي أرى العكس: «من حبنا لها بنسرف لها».