أحدثت جلسة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك (86 عاماً)، ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي، حالة من الجدال الواسع، رغم صدور قرار من رئيس المحكمة المستشار محمود الرشيدي بمد أجل النطق بالحكم إلى جلسة 29 نوفمبر المقبل، لعدم انتهاء المحكمة من كتابة حيثيات الحكم، مع استمرار حبس العادلي، وأوضح رئيس المحكمة خلال الجلسة أنه تم الانتهاء من نحو 60% من الحيثيات.

Ad

«فيديو الأوراق»

جدل المحاكمة تمحور حول إذاعة المحكمة تقريراً مصوراً عرضته فضائية «صدى البلد» ـ الممولة من قبل رجال أعمال ينتمون للحزب «الوطني» المنحل ـ والتي تمتلك حصرياً نقل وقائع الجلسة، حيث يُظهر التقرير المُصور أوراق القضية التي وصلت إلى 160 ألف ورقة، الأمر الذي لاقى انقساماً واسعاً بين مؤيدين ومعارضين للإجراء الذي اتخذته المحكمة.

المحامي محمد الجندي، دفاع اللواء حبيب العادلي، أكد أن بث تقرير مصور لأوراق القضية داخل منزل رئيس المحكمة مخالف للقانون وإفشاء لسر المداولة، في وقت تحفظ مدير «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، جمال عيد قائلاً: «لست مطمئنا لما حدث وفي رأيي الأمر غير قانوني»، بينما أعرب المحامي بالحق المدني عاصم قنديل عن استيائه من بث التقرير، قائلا: «القاضي أظهر عقيدته تجاه القضية بذلك الفيديو».

من جانبه، قال محامي المدعي بالحق المدني، خالد أبو كريشة، إنه لا يوجد نص قانوني يمنع المحكمة من عرض حيثيات النطق بالحكم أو مد أجله أو تأجيله عبر وسائل الإعلام، موضحا لـ«الجريدة» أن المحكمة تملك اختيار الوسيلة سواء صحافياً أو إذاعياً أو تقريراً تليفزيونياً، الأمر الذي أيده مدير المنظمة «العربية للإصلاح الجنائي»، وأحد المحامين المدعين بالحق المدني، محمد زارع، بينما توقع خبير الحركات الإسلامية ماهر فرغلي استخدام «الإخوان» قرار تأجيل الحكم على مبارك للنيل من سمعة القضاء المصري.

ويواجه مبارك اتهامات بالتحريض والاتفاق والمساعدة على قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة يناير 2011، وكان مبارك قد وصل من مشفى المعادي العسكري إلى مقر محاكمته، مُستقلاً طائرة الإسعاف المجهزة، صباح أمس، وسط احتشاد عدد من مؤيديه، الذين رفعوا لافتات تطالب ببراءته، في وقتٍ يقضي مبارك عقوبة بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات، لاستيلائه ونجليه، على نحو 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية.

وفي أعقاب قرار المحكمة، اندلعت اشتباكات، بين مؤيدي مبارك ومعارضيه، وأوضح مصدر أمني لـ»الجريدة» أن قوات الأمن ألقت القبض على 9 من مثيري الشغب، بينما اتخذت وزارة «الصحة» المصرية إجراءات احترازية بمحيط مقر المحكمة في أكاديمية الشرطة، تحسباً للاشتباكات.

السيسي في الجامعة

إلى ذلك، وبعد يومين من اختتام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، زيارته الناجحة إلى نيويورك، لحضور فعاليات الدورة الـ69 من الجمعية العمومية للأمم المتحدة، رفعت جامعة القاهرة حالة التأهب القصوى استعداداً لزيارة السيسي اليوم (الأحد)، ومن المقرر أن يُوجه كلمة للأمة، ويكرم 20 طالباً من أوائل الجامعات.

 وقال مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي، إن القوات المسؤولة عن تأمين الزيارة حددت ملاعب المدينة الرياضية التابعة للجامعة، لهبوط طائرة الرئيس، وبحسب مصادر مسؤولة سيتم التنسيق مع إدارة المرور، لتيسير حركة المرور، وتم تحديد آلية اختيار الطلبة المفترض تكريمهم، ومن المقرر حضور مئات الطلاب المتفوقين من الجامعات المختلفة، بالإضافة إلى رؤساء الجامعات، ونوابهم الثلاثة. وكانت القاعة الرئيسية لجامعة القاهرة، شهدت خطابات مختلفة لعدد من رؤساء العالم، بينهم الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، أبريل 1996، والرئيس الأميركي بارك أوباما، الذي وجه من خلالها خطاباً مهماً للعالم الإسلامي، يونيو 2009، كما ألقى فيها الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، خطاباً للأمة، في أعقاب توليه مهامه 30 يونيو 2012، قبل الإطاحة به في ثورة 30 يونيو 2013.

المنيا وسيناء

في غضون ذلك، انفجرت عبوتان ناسفتان، ظهر أمس قرب قسم شرطة المنيا – صعيد مصر- وأمام إحدى كنائس المحافظة، دون وقوع إصابات، وقال مدير إدارة البحث الجنائي في المنيا، اللواء هشام نصر، إن الانفجارين وقعا في وقت واحد، ومكان واحد، موضحاً، في تصريحات صحافية، أن الفحص الأولي للقنبلتين أظهر أنهما بدائيتا الصنع.

في الأثناء، وفي إطار الحرب التي تشنها القوات المسلحة على البؤر الإرهابية النشطة في شبه جزيرة سيناء، قال مصدر أمني في شمال سيناء، إن عمليات القصف الجوي جنوب مدينة الشيخ زويد، فجر أمس، أسفرت عن مصرع نحو 10 مسلحين، في وقت قال شهود عيان إنهم سُمعوا دوي ثلاثة انفجارات قالوا إنها ناتجة عن غارات للجيش المصري على جنوب الشيخ زويد، بينما عثر أهالي سيناء على جثة شاب اختطفه مسلحون منذ أيام، بها عدة طلقات نارية في الرأس.