تواصلت الاشتباكات في مدينة بنغازي شرق ليبيا أمس، بين قوات الجيش الليبي مدعومة بقوات من «عملية الكرامة» الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر ومتطوعين من أبناء بنغازي من جهة، وميليشيات إسلامية تنتمي الى كتائب «فجر ليبيا» والى جماعة «أنصار الشريعة» المصنفة ارهابية من قبل طرابلس وواشنطن.

Ad

وحققت قوات الجيش تقدما في بنغازي وفي طرابلس حيث أفاد الجيش بأن «كتائب مصراتة» المؤيدة للإسلاميين انسحبت من جنوب طرابلس بشكل كامل.

كما تواصلت المعارك في منطقة الغريان غرب ليبيا بين ميليشيات «فجر ليبيا» وميليشيات مؤيدة للجيش الليبي.

وارتفعت حصيلة القتلى في بنغازي منذ الاربعاء عندما بدأت قوات الجيش «معركة الحسم» هجومها لـ»تحرير» المدينة من الكتائب الإسلامية الى 57 قتيلاً، سقط منهم 23 أمس الأول.

وقتل ثلاثة أشخاص واصيب رابع بجروح بالغة في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف أمس الأول حاجزا أمنيا يقيمه شبان مسلحون موالون للجيش وقوات حفتر في منطقة بوهديمة في وسط بنغازي، كما أفاد مصدر طبي وشهود عيان.

وأوضح شهود عيان أن النقطة الأمنية استهدفتها «عملية انتحارية بسيارة مفخخة»، فيما قال مسؤول في مركز بنغازي الطبي إن «أربع جثث بينها أشلاء لانتحاري وصلت الى المركز ليل الجمعة جراء استهداف الحاجز الأمني»، لافتا إلى أن جريحا في حالة خطيرة أدخل لغرفة العمليات وبترت ساقاه.

حفتر و«أنصار الشريعة»

من ناحيته، أعرب قائد عمليات الكرامة، اللواء متقاعد خليفة حفتر عن رضاه عن نتائج معارك بنغازي، مضيفا أن «النصر بات قريبا، واللحمة الوطنية بين الشعب والجيش التي جسدها شباب بنغازي تسرع وتيرته».

وقال حفتر «أرجو من شباب مناطق ضبط النفس والابتعاد عن العمليات الانتقامية»، مؤكدا أنه لا تزر وازرة وزر أخرى.

وأكد حفتر «يجب الحفاظ على النسيج الاجتماعي في بنغازي وعدم الاجترار إلى الجهوية». وقال: «لا تقلقوا على ليبيا، فلا يستطيع أحد تقسيمها».

في المقابل، توعدت جماعة «أنصار الشريعة» في ليبيا أمس الأول بالانتقام من مؤيدي حفتر. وقالت الجماعة في بيان : «والله لنثأرن ولو بعد حين وسترون من التنكيل بكم ما الله به عليم»، ودعت الجماعة من أسمتهم «المجاهدين» لقتال مؤيدي «عملية الكرامة». واقترحت الامم المتحدة أمس هدنة انسانية في غرب ليبيا. وتقدمت بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا «بمبادرة لوقف فوري للعمليات العسكرية في كل من مناطق ككلة والقلعة في غرب ليبيا لتسهيل تقديم المساعدات الانسانية. ويبدأ تنفيذ هذه المبادرة منتصف ليل 18 اكتوبر 2014، ويمتد أربعة ايام على الاقل».

الثني

وقال رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني أمس لوكالة «فرانس برس» إن العمليات العسكرية لمكافحة الميليشيات «الخارجة عن القانون» في بنغازي وطرابلس اصبحت تحت قيادة السلطات المعترف بها دوليا، معرباً عن أمله استعادة هذه السلطات قريباً السيطرة على طرابلس وبنغازي.

ووصف الثني في مقابلة بالهاتف من مدينة البيضاء (شرق) مع وكالة «فرانس برس» ميليشيات «فجر ليبيا» بأنها «ميليشيات اسلامية خارجة عن القانون» وحكومتها «غير شرعية»، متهما الإسلاميين برفض قبول نتائج الانتخابات التشريعية التي نظمت في يونيو الماضي.

وأقر الثني بأن المعارك في غرب ليبيا قد يكون لها طابع سياسي، الا أنه اعتبر أن «الوضع في بنغازي مختلف تماماً، فنحن نحارب هناك مجموعات ارهابية مثل انصار الشريعة التي تريد اقامة «إمارة» اسلامية.

وأبدى رئيس الحكومة الليبية خيبته إزاء موقف المجتمع الدولي الذي «تحرك بقوة في بداية الثورة لكن في مرحلة بناء الدولة لم يكن له أي دور»، مشيرا الى الصعوبات التي تواجهها الحكومة في الحصول على السلاح والذخائر بسبب العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة منذ بداية الثورة على ليبيا والتي لا تزال سارية.

(طرابلس، بنغازي - أ ف ب، د ب أ، رويترز، العربية. نت)