أين تقف حدود الإعلام في تدخّله بخصوصيات الفنان؟

نشر في 05-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-01-2015 | 00:01
طالب خالد الصاوي الصحافة والإعلام بعدم تصوير عزاء والده، احتراماً لخصوصية الحدث، وذلك بعد تعرض أكثر من مجلس عزاء لمهزلة على أثر تدافع كاميرات التصوير حول النجوم والحصول على تصاريح منهم.
تدفع هذه الحادثة إلى طرح علامات استفهام حول مدى احترام وسائل الإعلام لخصوصية الفنان، في ظل تربص مصوري الصحف والقنوات الفضائية بالفنانين والتقاط صور لهم هنا أو هناك.
أكدت رانيا فريد شوقي ضرورة وضع حد لاختراق  الإعلام خصوصيات الفنان، لا سيما أن بعض الإعلاميين يلهثون  وراء أحداث معينة بحثاً عن الشهرة من دون احترام نوعيتها أو خصوصيتها، بل يستغلونها لإجراء حوارات أو أخذ تصريحات من النجوم.

تضيف: «نتيجة لشهرته أصبح الفنان مراقباً طوال الوقت وعليه تحمل هذا الأمر، ثم ازدياد القنوات الفضائية والجرائد والمواقع الإلكترونية... دفع إلى البحث عن سبق أو انفراد في خبر حتى لو كان في صميم حياة الفنان الشخصية».

تدخل مؤذٍ

طالب باسم يوسف وسائل الإعلام باحترام خصوصية وفاة والدته، وأعلن عدم رغبته في التغطية الإعلامية للعزاء. بدوره طالب راغب علامة، على صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، الصحافة والإعلام باحترام حياته الخاصة وعدم إقحام أنفسهم فيها.

في السياق نفسه، قالت هالة صدقي إن صديقتها المقربة معالي زايد لم تعلم حقيقة مرضها الخبيث إلا عبر وسائل الإعلام، سواء المقروءة أو المرئية، ما أدى إلى تدهور حالتها النفسية، بالتالي عجزها عن مواجهة المرض خصوصاً  أنه كان في مراحله الأخيرة.

أضافت أنه كان لديها أمل بأن تستعيد معالي زايد عافيتها بعد إصابتها بالمرض اللعين، وأنها حاولت إخفاء الحقيقة عن الصحافة، لكن الأخيرة كانت أقوى منها في الوصول إلى المعلومات.

 تابعت هالة أن الشهرة لها ثمن غال يدفعه الفنان حتى لو تسبب في موته، ورغم علمها بأن  مهمة الإعلام  البحث عن الأخبار من مصادرها الحقيقية، لكن تكمن المشكلة في عدم وجود حرمة أو احترام لخصوصية الفنان حتى وهو على فراش الموت.

أثار اقتحام وسائل الإعلام عزاء خالد صالح لتصوير الفنانين، غضب البعض الــــذي اعتبـــــر أن المــــوقـف لا يحتمـــــل ذلك، لا سيما مع تسجيل بعض القنوات الفضائية أحاديث  مع النجوم عن الراحل.

أثار سفر أحمد حلمي وزوجته منى زكي إلى أميركا ووضعها مولودها هناك، غضب الصحافة ظنا منها أنه سافر ليؤمن لابنه الجنسية الأميركية، وما لبثت أن اكتشفت الحقيقة بأنه سافر للعلاج من مرض خطير، وقد حاول إخفاء الأمر عن الإعلام، لكنه اضطر للكشف عن مرضه بعد تعرضه لهجوم شرس.

رفض التشهير

أكدت سيرين عبد النور رفضها تدخل الصحافة في حياتها الشخصية وقالت: «كل إنسان حر في تناول المواضيع التي يريدها، وما يسميه البعض جرأة أرى فيه تدخلاً في أمور لا يجوز لأحد التطرق إليها، يحق لي التحدث عن نفسي، ولكن ليس في أمور تخص زوجي أو أبي أو أمي».

بدورها توضح المذيعة بوسي شلبي أنها ضد البرامج التي تقتحم خصوصيات الفنانين، ولا علاقة لها بها، مع أن لديها فرصاً قوية، بحكم صداقتها مع الفنانين ومعرفتها أموراً كثيرة عنهم، ومن الممكن أن تحصل على سبق صحافي عبر نشرها لأي خبر، لكنها تحافظ على خصوصياتهم، وتحذف كل ما يسيء لهم، «الفنان قيمة كبيرة، وثروة يجب الحفاظ عليها، وعلينا أن نظهرها بأحسن صورة».

تضيف أن الإعلامي أو المذيع الذي يستضيف فناناً ليحرجه أو ينتقص من شأنه، فإنما ينتقص من نفسه أولا، لأن مكانة الفنان كبيرة لدى جمهوره، وليس للمذيع رصيد في قلب الجمهور كما للفنان، بالتالي هو الخاسر من محاولة اقتحام خصوصية الفنان بشكل سيئ، عبر الحديث عن علاقاته أو أمور أخرى.  مقدمو هذه النوعية من البرامج أحرار في خياراتهم، لكن رصيدهم من حب الناس يعطيهم شهرة مؤقتة، لا تستمر».

back to top