خسر تنظيم الدولة الإسلامية العشرات في معارك دامية مع القوات الكردية في محافظة الحسكة، في حين جدد الأردن عزمه على محاربة وهزيمة عناصره دفاعاً عن الدين والأمة، مدعوماً بمؤازرة شعبية ودولية كبيرة بعد أزمة أسر الطيار معاذ الكساسبة.

Ad

غداة إعلانه أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعد سقوط طائرته في الرقة، تلقى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ضربة شديدة في محافظة الحسكة شمال شرق سورية تكبد فيها العشرات من عناصره، إضافة إلى فقده موقعاً استراتيجياً لمصلحة وحدات حماية الشعب الكردية.

 وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «مقتل 30 على الأقل من مقاتلي تنظيم الدولة في قرية أبو قصايب»، موضحاً أن وحدات حماية الشعب الكردية «استعادت في الهجوم الذي شنته فجراً وقتل فيه ثلاثة من عناصرها السيطرة على القرية الاستراتيجية»، الواقعة على بعد نحو 60 كلم جنوب شرق مدينة القامشلي.

وبحسب المرصد، دخل العشرات من مقاتلي التنظيم المتطرف القادمين من العراق الى ريف الحسكة الشرقي يوم الثلاثاء وسيطروا على أبو قصايب، لكنهم سرعان ما تراجعوا أمام قوات البيشمركة الكردية التي تحقق تقدما في شمال غرب هذا البلد المجاور.

وفي عين العرب، خاضت «وحدات حماية الشعب» الكردية معارك عنيفة أمس مع مقاتلي «داعش»، الذين يحاولون منذ أشهر السيطرة على المدينة من دون أن ينجحوا في ذلك، قتل فيها 14 عنصراً من التنظيم الجهادي، ومقاتل كردي واحد، وفقا للمرصد

.

الحرب مستمرة

إلى ذلك، شدد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في تصريحات نشرتها صحيفة الرأي الحكومية أمس، على أن «الحرب على الإرهاب مستمرة من أجل الدفاع عن الدين الاسلامي الحنيف وعن مبادئه السمحة»، مضيفاً أن «كل الأردنيين يقفون صفاً واحداً مع جنود الجيش العربي البواسل في مسعاهم الطهور للحفاظ على شرف الامة وخدمة التراب الوطني».

من جانبه، أكد مجلس النواب الأردني في بيان «وقوفه ودعمه الكامل لجهود القوات المسلحة الاردنية الجيش العربي في الحرب على الارهاب أينما وجد وتجفيف منابعه»، محذراً «داعش» من «أن أي عمل من شأنه المساس بأمن وسلامة الطيار البطل معاذ الكساسبة ستكون نتائجه وخيمة على التنظيم ومن يدعمه أو يسانده».

دعم شعبي

وفي حين دعا المجلس الحكومة إلى «بذل الجهود والعمل قدما لإعادة الكساسبة سالماً إلى أهله ووطنه بأسرع وقت»، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر هاشتاغ «#خليك_نسر» و»#كلنا_معاذ_الكساسبة» للإعراب عن التضامن والتأييد مع الطيار الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، ويتحدر من محافظة الكرك (118 كلم جنوب عمان) والذي تزوج في 31 يوليو الماضي.

وأفادت الصحيفة الرسمية بأن الحكومة الأردنية بدأت جهوداً على كل الصعد من أجل تحرير الكساسبة، مؤكدة، في افتتاحيتها أمس، تجنيد كل الامكانات والجهود والعلاقات السياسية والدبلوماسية بالأطراف الإقليمية والدولية لضمان الافراج عنه وإعادته الى حضن عائلته ووطنه.

تعهد أميركي

وبينما أعلن «داعش» عن استخدامه صاروخاً حرارياً لإسقاط الطائرة الأردنية وهي من طراز (F-16)، نفت الولايات المتحدة علاقة التنظيم بإسقاطها أثناء أدائها مهمة في الرقة.

وقالت القيادة الاميركية الوسطى، التي تشرف على عمليات التحالف الجوية فوق العراق وسورية، إن «الأدلة تشير بوضوح الى ان تنظيم الدولة لم يسقط الطائرة كما يقول هذا التنظيم الارهابي».

وفي حين لم يكشف البيان عن سبب «تحطم» الطائرة، وعدت القيادة الأميركية «بدعم جهود ضمان استعادة الطيار سالماً وعدم التهاون مع محاولات داعش إساءة تفسير أو استغلال تحطم هذه الطائرة المؤسف لخدمة أهدافه».

تجهيزات (F-16)

وأثير كثير من التساؤلات حول سبب أو الجهة التي تقف وراء إسقاط (F-16) كونها تمتلك وسائل دفاعية متطورة للغاية وتتميز بتعدد الأدوار والمهام، وقدرات قتالية عالية خلال ظروف جوية مختلفة، وتحمل ستة صواريخ جو-جو وجو-أرض، وقنابل موجهة بالليزر.

كما أنها مزودة بأسلحة ونظام حماية إلكتروني قادر على حماية الطائرة من أنظمة التشويش والصواريخ الموجهة والحرارية.

ولكي تسقط هذه الطائرة لا بد من توافر مجموعة عوامل، أبرزها: وجود رادارات لدى المتطرفين قادرة على اكتشافها أولاً، وكذلك منظومة أخرى للتشويش على أنظمة الطائرة الإلكترونية والدفاعية، بالإضافة إلى صاروخ متطور مضاد للطائرات يستطيع التغلب على سرعة الطائرة وأنظمتها الدفاعية.

وبرأي خبراء عسكريين، فإن هذه العوامل جميعها غير متوافرة لدى المتطرفين رغم سيطرتهم على بعض الأسلحة المضادة للطائرات من مواقع الجيش العراقي وقوات الأسد.

صواريخ متطورة

وإن ثبت فعلاً أن متطرفين أسقطوا الطائرة الأردنية بصاروخ، فهذا يعني حصولهم على صواريخ متطورة وكذلك على أنظمة تشويش. هذه المنظومة قد تكون قريبة من صواريخ سام 300 التي تضاربت المعلومات في الآونة الأخيرة حول رغبة موسكو في إرسالها لنظام الأسد. وهذا كله قد يؤدي إلى خلط الأوراق مجدداً ورفع وتيرة التوتر لدى التحالف الدولي بشأن الموقف والتكتيكات العسكرية الملائمة للعمل في سورية ضد «داعش».

غارات وغازات

وعلى الجبهة الأساسية، كثف طيران النظام السوري من غاراته الجوية على مواقع عدة في حمص وحماة، تزامناً مع قصف عنيف على قرى وبلدات في درعا أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين وفي دير الزور، حيث استمر القصف العنيف خصوصاً على جسر السياسية، وسط اشتباكات عنيفة في محيط المطار العسكري. كما قتل أمس 12 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في ست غارات نفذتها طائرات النظام السوري واستهدفت مناطق في مدينة الباب وبلدة قباسين الواقعتين في محافظة حلب الشمالية والخاضعتين لسيطرة تنظيم «داعش»، وفقا للمرصد.

وفي ريف دمشق، أكدت لجان التنسيق المحلية أن النظام ارتكب مجزرة جديدة مستخدماً غاز الكلور في منطقة زبدين وحرستا، ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والمصابين ومعظمهم من الأطفال.

(دمشق، عمان - أ ف ب،

رويترز، د ب أ)